الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 306

عملها ، ممّا بهر عقول البشر .
فجعل هؤلاء الأقزام ذلك دليلاً على صحّة ما يقوم به الغرب من نفي الإسلام وتعاليمه ، بل جعلوا ما بُلي به المسلمون من التأخّر على حساب الدين والفكر الدينيّ والعقل الإسلاميّ والوطنيّة والالتزام بالأخلاق والأعراف .
بينما هم في تقييمهم للاستعمار قد «خلطوا عملاً صالحاً ، وآخر سيّئاً»!
إنّ الغربيين إذا كانوا قد قدّموا للبشرية خدمة في مجال الصناعة والتقنية والتكنولوجيا ، فهم أحسنوا بذلك ، لكنّهم قد أساءوا وأجرموا حيث طغوا بذلك في البلاد ، وأفسدوا الحرث والنسل ، وامتهنوا كرامة الإنسان في الجزء الشرقيّ من العالم ، وأثاروا الفتن ونهبوا أموال الشعوب ، وزيّفوا عقائد الشعوب ، وأهدروا ثرواتهم وقدراتهم ، وبذروا في كلّ أرض بذور الشقاق والنفاق والفرقة ، وبكلّ مكرٍ ودهاءٍ ليمكّنوا سيطرتهم على العباد والبلاد .
إنّهم خلطوا ، حينما اعتبروا الإيمان منافياً للعلم ، بينما «العلم يدعو للإيمان» ۱ .
فأيّ مانع لأن يتوصّل الإنسان إلى التقدّم العلمي ، وأن يستفيد من التكنولوجيا الحديثة لأعماله الخيّرة ، وهو مؤمن بالقيم والأعراف الطيّبة والأخلاق الفاضلة !
وهل اللازم لكي يكون عالماً متقدّماً صناعياً أن يكون ملحداً ، أو وحشاً ضارياً ، أو فاسداً خلقيّاً ، كما هُمُ الغربيّون ، اليوم ؟!
إنّ هذا الخلط ، لم يكن إلّا نتيجة تفريغ جيل المتعلّمين عقولهم من المعاني الشريفة التي يحملها الإسلام في دعوته إلى العلم ، والخير ، والجمال ، والحقّ ،

1.لقد ألّف عدّة من الغربيين كتاباً بهذا العنوان ، أثبتوا فيه أنّ القوانين العلمية التي توصّل إليها الغرب وتمكّن بها من التقدّم الصناعي إنّما هي جزء من نظام الكون الذي خلقه اللَّه وهو دليل على وجوده وحكمته

صفحه از 319