والحبّ ، والكرامة للإنسان ،
فشل الاستعمار وأياديه :
ولقد فشل هؤلاء المتربّون في مدارس عصر الاستعمار من قلع الإيمان من أعماق قلوب الاُمّة الإسلاميّة .
فلجأ الاستعمار الحاقد إلى اُسلوب آخر : وهو اصطناع مذاهب مزيّفة باسم الإسلام ، كمذهب الوهابيّة ، الذي صنعه الإنكليز في قلب جزيرة العرب ، ومكّنه من السيطرة على أرض الحَرَمَين ، أقدس أرض عندنا نحن المسلمين - ليعيثوا فساداً فيهما ، ويشوّهوا عقائد الأمّة ، ويفرّقوا بين الإخوة بإثارة الشغب والتكفير والتفسيق ، والضرب والشتم للحجّاج ضيوف الرحمن ، وحتّى قتلهم وسفك دمائهم ، في سبيل إرضاء أسيادهم المستعمرين !
وقد تنبّه المسلمون ، وخاصةً الشباب المثقّف إلى ألاعيب الاستعمار هذه ، وتيقّظ في أعتاب القرن الواحد والعشرين ، بحمد اللَّه تعالى ، وعلم بيقينٍ أنّ كلّ الدسائس إنّما دبّرها الغربيّون من أجل إبعاد الاُمّة عن الإسلام دين الكرامة والحريّة والطهارة والرفاه والسعادة ، حتّى يتمكّن الاستعمار من نهب ثروات البلدان الإسلاميّة ، ومنعها من التقدّم العلميّ والتكنولوجي ، فما عرفوا بلداً يحاول التطلّع إلى تقدّم في جانبٍ إلّا انهالوا عليه اتّهاماً ومقاطعةً اقتصادية وتجاريّة ، وحاكوا ضدّه المؤامرات والدسائس ، وبعثوا عملاءهم ليخرّبوا من الداخل أو مرتزقتهم من الخارج ، وحتّى هيّجوا ضدّه المحافل الدوليّة التي اصطنعوها لمثل هذه القضايا ، فأصدروا القرارات المانعة للتقدّم ، وتوقيف حركات البلاد الإسلاميّة .
وحتّى تذرّعوا بكلّ الذرائع الباطلة للهجوم على البلاد المتطلّعة إلى التقدّم ، فيتدخّلون فيها عسكريّاً بهدف تدمير منشئاتها وإمكانيّاتها الصناعيّة ، بدعاوى فارغة .
إنّ هذه الأعمال العدوانيّة الواضحة أرجعت إلى الاُمّة وعيها ورشدها ،