فانطلقت في عودة قويّة إلى الإسلام وقيمه وتراثه ، ليقاوموا الاستعمار المفضوح .
الحرب المعلنة والاختراق الثقافيّ
فلجأ الغرب وأذنابه هذه المرّة إلى حربين :
الحرب الاُولى : بعث العملاء المتستّرين والمندّسين ، إلى العمل المكشوف ، فهم اليوم يحاربون القوى الإسلاميّة بكلّ وقاحةٍ وصراحةٍ ، ويحبسون من ينادي «اللَّه اكبر» ويقاومون الصلاة والمصلّين ، والحجاب والمحجّبات ، ويقمعون كلّ من يتظاهر بالإسلام حتّى في الجامعات !
أمّا هذه ، فهي تزيد من عزم المسلمين ، وتؤكّد ما توصّلوا إليه من عداء الغرب للإسلام كدينٍ ومبدأٍ وعقيدةٍ ، والأمّة تحمّل الاستعمارَ الغربيَّ مسؤوليّةَ الحماية للملوك والرؤساء القمعيين المستولين على البلاد الإسلاميّة .
كما يفضح الحكّام أنفسهم ، الذين تكذب أعمالهم دعاواهم بأنّهم مسلمون ، واُمراء للمؤمنين ، ويشكّك حتّى في انتماءاتهم الوطنيّة ، ويكشف عن وجوههم أقنعة الزيف والتزوير ، والعمالة والتبعيّة للاستعمار الغربيّ الكافر .
والحرب الثانية : وهي أخطر من الاُولى ، بعث شرذمة من أدعياء النهضة الفكريّة العربيّة ، والحركة الثقافيّة ، وهم من المتعلّمين في جامعات الغرب ، والحاملين لثقافات غربيّة ، والناظرين إلى الدين الإسلاميّ بمنظار غربيّ ، بعد أن وضع لهم المنظّرون الغربيّون منهجاً حديثاً في معارضة الدين الإسلامي ، وذلك لتحديد تأثيره ، وتأطير مجال عمله ، وإخراجه من ساحة الحياة ، بلا إعلان تزييفٍ له أو مهاجمة أفكاره ومقدّساته ، كما فعلوا أوّل مرّة وفشلوا .
بل ، هذه المرّة ، بتقديره ، وتقديسه ، وتعظيمه ، لكن بعنوان أنّه «تراث» قديم ، وكنز من الكنوز ثمين ، وأثر «كلاسيكي» وإن كان عزيزاً ، الّا أنّه لا يفيد في هذا العصر شيئاً ، وإن كان في إطاره القديم مفيداً ومؤثّراً وجيّداً ، لكنّه خُلق لتلك المرحلة ، وانتهت فائدته وأثره وحيويّته .