الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 312

وهكذا حرص علماء الدين المسلمين - ولا يزالون - على الاحتفاظ بمصادر المعرفة الإسلاميّة ، وتداولها ، كواجب دينيّ مقدّس .
وإلى جانب كلّ وسائل التوثّق وأدوات الصيانة تلك ، فإنّ أهمّ تلك المصادر هو «العقل» الذي يعتبر ميزاناً وقيّماً على أكثر المزاولات تلك ، لم يزل يتداوله علماء الإسلام ، في المجالات الخاصّة به ، فإلى جانب النصوص من أجل المقارنة بينها ، والدقّة في فهمها ، وجودة تأويلها ، وبعد النصوص عند فقدانها ، أو عند تطبيق القواعد العامّة على مفرداتها ، وعند اجتهاد المستنبطات واستلهام الأبعاد الداخلة ضمن المفاهيم .
إنّ هذه الخطوط العامّة لأساليب العلماء في المحافظة على نصوص المصادر المعتمدة للمعرفة الإسلاميّة لمما ينفي كلّ ريب عن الوثوق بها ، رغم الأراجيف المثارة ضدّها من قبل المشعوذين الجدد .
إنّ المعرفة الإسلامية تعتمد على عناصر تضمن لها الخلود ، وهي :
1 - الإيمان بالدليل ، واعتماد عنصر الإقناع والاقتناع .
2 - اللغة العربية ، الخالدة في مرونتها ، ووضوحها وبلاغتها ، وسعتها ، في حقيقتها ومجازها .
3 - دأب العلماء على التحصيل ، واتّصال أدوات المعرفة مع الضبط والتوثيق ، بشكل مستمر .
4 - التراث الضخم من النصوص المقدّسة وغيرها من نتاجات الفكر الإسلامي الحاوي لتجارب أعلام الدين وعباقرة الفكر البشري في أزهى عصوره وعلى مدى (خمسة عشر قرناً) وعلى اختلاف الظروف والمناسبات ، التي تعتبر كنزاً لاينفد من القدرات العلميّة .
وبذلك كان الفكر الإسلامي - دائماً - فكراً مرناً مقبولاً موافقاً للفطرة ، والعقل السليم ، وثابتاً يوافق اُسس المنطق والدليل .

صفحه از 319