بينما الفكر الغربي ، منقطع الجذور ، متهرّي الأوصال ملي ء بالتناقض والتهافت ، زائف التراث ، يبتني على الإلحاد ، والإنكار ، والجدل العقيم ، ويلتزم بالأنانيّة ، والاستئثار ، والعنصريّة ، وأصالة اللذّة ، والوجوديّة ، والغطرسة الشيطانيّة ، والجهل ، والقوّة والوحشية ، وعدم احترام الآخرين . . .وإلى آخر ما أدّى إلى زيف المعرفة الغربيّة ، وتشتّتها ، وعدم ثباتها على أساس معيّن مقبول لدى طبع البشر ، ولا المنطق السليم .
نعم ، الهدف من وراء الفكر الغربيّ - بمختلف طرقه ومناهجه من شرقيّة وغربيّة ، هو السيطرة على العالم وثرواته .
واللعب بمقدّرات الكون بإنسانه وحيوانه ونباته وجماده وبحاره وفضائه .
والاستهتار بكلّ القيم والأعراف والموازين والحدود ، على أساس الشهوة وعبادتها ، واللذّة والاستمتاع بها .
إنّ دعاة التجديد في الفكر العربيّ ، وتكوين العقل العربيّ ، ودعاة تحييد الفكر الإسلاميّ ، وتجميد التراث الإسلاميّ ، هم هؤلاء جنود الغربيّين في محاولتهم الجديدة ، ورتله الخامس في هذه الحرب غير المعلنة .
لكنّهم ، يواجهون من جهود العلماء على مدى (15 عشر قرناً) سدوداً منيعة ، تتبدّد على صخرتها أوهامهم ، وتتكسّر محاولاتهم .
فانّ تلك الجهود المبذولة في سبيل وصل حلقات التراث الإسلاميّ وصيانته ، والمحافظة على نصوصه ، وتبيين حيويّته ، وتسهيل سبل الإفادة منه على طول التاريخ قد تبلورت في أعمال العلماء الذين ألّف كلّ واحد منهم كتاباً خاصاً بما بذله في حياته العلميّة ، وما تحمّله من أساتذته ومشايخه من المتون والنصوص والكتب والمصادر والمعارف بشكل «فهرس» أو «مشيخة» أو «معجم» أو «ثبت» أو «إجازة» يذكر فيه كلّ المعلومات التوثيقيّة ، والطرق التي من خلالها حصل على مصادر المعرفة ، وسبل توثيقها ، حتّى تنتهي سلسلة التوثيق إلى مؤلّفيها ، بحيث