الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 315

رقعة أثره وتحقيقه .
وبمثل هذا الكتاب يمكن أن تُلقَم حجراً تلك الأفواهُ التي تنعقُ للاستعمار ، وتحاولُ التشكيك في التراث الإسلاميّ ، وبه تصدّ تلك الدعوات الباطلة ضدّ المعرفة الإسلاميّة ومصادرها .
ثمّ إنّ هذا الكتاب يوصل إلى الحقّ الذي تغافل عن إعلانه وذكره كثيرٌ من أصحاب القلم والرأي في التاريخ ، بل سَعَوا في تركه وهجرانه وإخماد نوره وإطفائه ، وهو «تراث أهل البيت النبويّ الطاهر» اُولئك الذين كانوا - منذ صدر الإسلام ، وعلى طول خطّ تاريخه المجيد ، ومدى القرون الخمسة عشر الماضية ، وحتّى اليوم - في طليعة المدافعين عن الإسلام في عقيدته ، وفقهه وكلّ معارفه ، وهم حاملوا رايته ، والمناضلين عن قدسيّته .
وبالرغم من أنّ القرآن أكّد - وبشتّى الأشكال وبمختلف البيانات الواضحة - على تقديس أهل البيت «اُولي القربى » .
واعتبرهم النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله خلفاء له مع القرآن ، فهما المصدران الرئيسيّان للمعرفة عند المسلمين ، يجب الأخذ منها ،واتّباعهما ، وعدم التفرّق عنهما ، وذلك في حديث الثقلين؛ كتاب اللَّه ، وعترة محمّدصلى الله عليه وآله .
رغم كلّ ذلك ، فإنّ التغافُل عن وجود العترة الطاهرة وتُراثها الضخم ليس إلّا كاشفاً عن انحراف قديم قد دبّ في نفوس اُولئك ، وما اُصيبت به مصادر المعرفة الإسلاميّة من هزّات .
فهذا الكتاب «لوامع الأنوار» قد تحدّث في جزءٍ كبيرٍ منه عن هذا الحقّ المهدور ، المتغافَل عنه ، وقام بالاستدلال العلميّ القوي لإثباته .
كما استدلّ على لزوم العودة إليه واعتماده أصلاً في أخذ المعارف الحقّة ، عملاً بوصيّة الرسول صلى الله عليه وآله .
ولقد قدّم السيّد المؤلّف في هذا الكتاب من تُراث أهل البيت عليهم السلام هذه

صفحه از 319