الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 316

المجموعة الضخمة الكافية للتدليل على مدى الجريمة في إهمالها والابتعاد عنها ، ومدى الخسران الذي مُني به المبتعدون عنه .
هذا ، والسيّد المؤلّف إنّما يتحدّث عن تراث العترة على المذهب الزيديّ ، فإذا ضممنا إليه تراث أهل البيت عليهم السلام على المذهب الإماميّ الاثني عشري ، وهو يربو على عشرات الآلاف ۱ فإنّ ضخامة الجريمة تكون واضحة .

تحديد أغراض الكتاب :

ذكر السيّد المؤلّف - دام مجده - أنّه ألّف هذا الكتاب على أساس التماس جمع منه : «أن يوصل سَنَدهم بِسَنَده ، ويصحّح لهم في طرق الرواية معتمدَة ، ويوضّح لهم الأسانيد النافعة الجامعة إلى أربابها» . «كما هي السنّة الماضية عند علماء الإسلام ، والطريقة المرضيّة بين ذوي الحلّ والإبرام» .
ويتواضع في حديثه مع القرّاء على عادة العلماء في خفض الجناح : «فرجّحت الإجابة على الامتناع ، على قصر الباع ، وقلّة المتاع ، لما ورد في السنّة والقرآن من تحتّم التبليغ والبيان ، والوعيد الشديد على الكتمان» .
ويؤكّد أسباب تأليفه فيقول: «ولمّا شاهدت تباعد الهِمَم ، وانحلال العزائم، وانهدام المعالم ، حتّى كاد يندرس الأثر ، وينطمس الخُبر والخَبَر ، وما سببه إلّا تثاقل الأتباع ، وتكاسل الأشياع ، من الحفظ لآثار أئمّتهم ، وأعلام ملّتهم ، لاسيّما في هذه الأعصار ، حثالة الحثالة ، التي استحكمت فيها أدواء الجهالة» .
وهذا تصويرٌ حيٌّ لما وصلت إليه حالة الاُمّة من التردّي في الجهل بتراثها ، والبعد عن مصادر معارفها ، بحيث تجرّأ أدعياء الفكر والعقل والوعي العربيّ

1.لقد جمع المذكور من أسماء تراث الشيعة في كتاب «الذريعة إلى مصنّفات الشيعة» المطبوع ، من تأليف سماحة الشيخ آقا بزرك الطهراني في تسعة وعشرين جزءاً كما جمع السيّد أحمد الحسيني في كتاب «مؤلّفات الزيديّة» أسماء كثير من التراث الزيدي ، وهو في ثلاثة أجزاء

صفحه از 319