أَنَا رَسُوْل اللهِ (ص) - صفحه 20

موجود في «نهج البلاغة» الشريف.
وإذا وقفنا على هذا الحديث الشريف، وما فيه من خطاب النبيّ(صلى الله عليه وآله) نفسه لعليّ(عليه السلام) حيث قال: «يا عليّ، ما عَرَفَكَ إلاّ اللهُ وأنا، وما عرفني إلاّ اللهُ وأنتَ، وما عرفَ اللهَ إلاّ أنا وأنتَ »۱ فالواجبُ أن لا يتطاولَ أحدٌ على الإقدام على مثل هذا الأمرِ الرفيعِ الشأنِ .
ولقد تَنَبَّهْتُ إلى طريقة رائعة للوصول إلى ذلك، بفضل الله وتوفيقه، لم أُسْبَقْ إلى مثله ـ حسب معرفتي ـ وهو اللجوء إلى حضرته الشريفة، والإستلهام من لسان ذاته(صلى الله عليه وآله) ليحدّثنا عن نفسه، ليكون ما نكتبُهُ من نصّ قوله، وهو ما يُسمّى في العصر الحاضر بـ:«الترجمة الذاتية».
فلجأنا إلى المصادر الإسلاميّة، نتفيّأ ظِلالَها، ونجتني من جنّاتها هذه الثمار اليانعة، والأزهار ذات الأريج، لنؤلّف منها هذا المقال البهيج.
ولقد ركّزنا جُهدنا على جمع ما روي عنه وأسْنِد إليه(صلى الله عليه وآله) بعنوان «أنا» دون ما كان بعنوان «إنّي» و «كنتُ» وما أشبه.
وقد شمل ما ورد من هذا العنوان: مبتدأ لخبر، أو فاعلاً لفعل، من انتساب إلى الآباء أو الأمّهات، أو سائر الأقارب، أو أسماء وألقاب وكُنى، أو أوصاف وآداب وأخلاق، أو أعمال من واجبات أو مندوبات، أو ما ينمُّ عن مكرمة ومعجزة وحالة، أو طلبات وأماني وتوقّعات ورغبات، أو مواعظ وإرشادات وتوجيهات، أو أنباء غيب عن مستقبل أو ماض، وكذا ما يكشف عن عدوان ومظلمة، أو تطلّع إلى سعادة وفلاح، سواءٌ ما يرتبط بأمور الدّنيا أو الأخرى. وغير ذلك.
هذا ما اعتمدنا إيراده، ممّا اختصّ بالنبيّ وحده(صلى الله عليه وآله) أوّلاً.
وثانياً: أوردنا ما ورد بعنوان «أنا» ممّا دخل فيه معه الآخرون، مثل

1.ورواه الحافظ البُرسي، في مشارق أنوار اليقين (ص ۱۱۲) ط الشريف الرضي ـ قم ۱۴۱۲.

صفحه از 175