لا يَتَنَازَعُوْنَ عِنْدَهُ الحَدِيْثَ ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرَغَ ، حَدِيْثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيْثُ أوْلاهُم ، يَضْحَكُ مِمّا يَضْحَكُوْنَ مِنْهُ ، ويَتَعَجَّبُ مِمّا يَتَعَجَّبُوْنَ مِنْهُ ، ويَصْبِرُ لِلْغَرِيْبِ عَلَى الجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ ومَسْأَلَتِهِ ، حَتَّى أَنْ كانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ ويَقُوْلُ : «إِذا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الحَاجَةِ يَطْلُبُها فَأَرْفِدُوْهُ» . 
 ولا يَقْبَلُ الثِناءَ إِلاّ مِن مُكافِىء ، ولا يَقْطَعُ عَلَى أَحَد حَدِيْثَهُ حَتَّى يَجُوْزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْي أوْ قِيَام .
سُكُوْتُ الرَسُوْلِ(صلى الله عليه وآله)
  ۰.قالَ : قلتُ : كَيْفَ كانَ سُكُوْتُهُ ؟ 
 قالَ : كانَ سُكُوْتُ رَسُوْل اللهِ(صلى الله عليه وآله) عَلَى أَرْبَعَة : عَلَى الحِلْمِ ، والحَذَرِ ، والتَقْدِيْرِ ، والتَفَكُّرِ . 
 فأَمَّا تَقْدِيْرُهُ ، فَفِي تَسْوِيَةِ النَظَرِ والاسْتَِماعِ بَيْنَ الناسِ . 
 وأَمَّا تَفَكُّرُهُ ، فَفِي مَا يَبْقَى ويَفْنَى ، وجُمِعَ لَهُ الحِلْمُ والصَبْرُ ، فَكانَ لا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ ولايَسْتَفِزُّهُ . وجُمِعَ لَهُ فِي الحَذَرِ أَرْبَعَةٌ : أَخْذُهُ بِالحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ ، وتَرْكُهُ القَبِيْحَ لِيُتَنَاهَى عَنْهُ ، واجْتِهَادُهُ الرَأْيَ فِي مَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ ، والقِيَامُ لَهُمْ فِي مَا جَمَعَ لَهُمْ خَيْرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ .