حِلْيَةُ رَسُولِ الله(ص) - صفحه 180

حليةُ رَسُوْل اللهِ(صلى الله عليه وآله) برواية الحسنِ والحسينِ (عليهما السلام)

عن كتاب محمّد بن إبراهيم إسحاق الطالِقاني ، عن ثِقاته

عن الحسن بن عليّ(عليه السلام) قال : سألتُ خالي هندَ بن أبي هالة ـ وكانَ وصّافاًـ عن «حلية النبيّ(صلى الله عليه وآله)» ؟ وأنا أشتهي أن يصفَ لي منها شيئاً أتعلّقُ به . فقال :

خَلْقُ الرَسُولِ(صلى الله عليه وآله)

۰.كان رَسُوْل اللهِ(صلى الله عليه وآله) فَخْماً مُفَخّماً ، يَتلأْلَؤُ وَجْهُهُ تَلأْلأَ القَمَرِ ليلةَ البَدْرِ ، أَطْوَلَ مِن المَرْبُوعِ ، وأَقْصَرَ مِن المُشَذَّبِ ، عَظِيْمَ الهامَةِ ، رَجْلَ الشَعْرِ إنْ تَفَرَّقَتْ عَقِيْصَتُهُ فَرَّقَ ، وإلاّ فلا يُجاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إذا هُوَ وَفَّرَهُ .
أَزْهَرَ اللَّوْنِ ، واسِعَ الجَبِيْنِ ، أَزَجَّ الحَواجِبِ ، سَوابِغَ في غَيْرِ قَرَن ، بَيْنَهُما عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبُ ، أَقْنَى العِرْنِيْنِ لَهُ نُوْرٌ يَعْلُوهُ ، يَحْسَبُهُ مَن لم يَتَأَمَّلُهُ أَشَمَّ .
كَثُّ اللِحْيَةِ ، أَدْعَجَ ، سَهْلَ الخَدَّيْنِ ، ضَلِيْعَ الفَمِ ، أَشْنَبَ ، مُفَلَّجَ الأَسْنانِ ، دَقِيْقَ المَسْرَبَةِ ، كأَنَّ عُنُقَهُ جِيْدُ دُمْيَة ; فِي صَفاءِ الفِضَّةِ .
مُعْتَدِلَ الخَلْقِ ، بادِناً مُتَماسِكاً ، سَواءَ البَطْنِ والصَدْرِ ، فَسِيْحَ الصَدْرِ ، بَعِيْدَ ما بَيْنَ المِنْكَبَيْنِ ، ضَخْمَ الكَرادِيْسِ ، أَنْوَرَ المُتجرّدِ ، مَوْصُوْلَ ما بَيْنَ اللُّبَّةِ والسُرَّةُ بِشَعْر يَجْرِي كالخَطِّ ، عارِيَ الثَدْيَيْنِ والبِطْنِ ممّا سِوَى ذلِكَ ، أَشْعَرَ الذِراعَيْنِ والمِنْكَبَيْنِ وأَعْلَى الصَدْرِ ، طَوِيْلَ الزَنْدَيْنِ ، رَحْبَ الرَاحَةِ ، سَبْطَ القَصَبِ ، شَثِنَ الكَفَّيْنِ ، والقَدَمَيْنِ ، سَائِلَ الأَطْرافِ ، خَمْصانَ الأَخْمُصَيْنِ ، مَسِيْحَ القَدَمَيْنِ ، يَنْبُوْ عَنهُما الماءُ .
إذا زالَ زالَ قَلْعَاً ويَخْطُوْ تَكَفُّأً ويَمْشِي هَوْنَاً ، سَرِيْعَ المِشْيَةِ ، إذا مَشَى كَأَنَّما

صفحه از 184