حِلْيَةُ رَسُولِ الله(ص) - صفحه 181

يَنْحَطُّ مِن صَبَب ، وإذا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيْعاً ، وإذا أَقْبَلَ أَقْبَلَ جَمِيْعاً ، خافِضَ الطَرْفِ ، نَظَرُهُ إِلى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِن نَظَرِهِ إِلى السَماءِ ، جُلُّ نَظَرِهِ المُلاحَظَةِ ، يَسُوقُ أَصْحَابَهُ ۱ ويَبْدَأُ مَن لَقِيَ بِالسَلامِ .

مَنْطِقَ الرَسُول(صلى الله عليه وآله)

۰.قلتُ : صِفْ لي مَنْطِقَهُ .
قال : كانَ رَسُوْلُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) مُتَوَاصِلَ الأَحْزانِ ، دَائِمَ الفِكْرَةِ ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ ، ولا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حاجَة ، طَوِيْلَ السُكُوْتِ ، يَفْتَتِحُ الكلامَ ويَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ ، ويَتَكَلَّمُ بِجَوامِعِ الكَلِمِ فَصْلاً لا فُضُوْلَ فِيهِ ولا تَقْصِيْرَ ، دَمِثَاً ولَيْسَ بِالجَافِي ولا بِالمَهِيْنِ . يُعَظِّمُ النِعْمَةَ وإِنْ دَقَّتْ ، ولا يَذُمُّ مِنها شَيْئاً ، ولا يَذُمُّ ذُواقاً ولا يَمْدَحُهُ . ولاتُغٌضِبُهُ الدُنْيا وما كانَ لَها ، فإِذا تُعُوْطِيَ الحَقُّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ ، ولَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَه ، ولا يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ ولا يَنْتَصِرُ لَها .
إذا أَشارَ أَشارَ بِكَفِّهِ كُلِّها ، وإذا تَعَجَّبَ قَلَبَها ، وإذا تَحَدَّثَ أَشارَ بِها ، فَيَضْرِبُ بِراحَتِهِ الُيمْنَى باطِنَ إِبْهامِهِ اليُسْرَى ۲ .
وإذا غَضِبَ أَعْرَضَ وأَشاحَ ، وإذا فَرِحَ غَضَّ مِن طَرْفِهِ ، جُلُّ ضِحْكِهِ التَبَسُّمُ ، ويَفْتَرُّ عَن مِثْلِ حَبِّ الغَمامِ ۳ .
قال الحسنُ (عليه السلام): فكَتَمْتُها الحُسَيْنَ زَمَانَاً ، ثُمَّ حَدَّثْتُهُ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي اِلَيْهِ ، وسَأَلْتُهُ عَمّا سَأَلَ ؟ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَن مَدْخَلِهِ(صلى الله عليه وآله) ومَخْرَجِهِ ومَجْلِسِهِ وشَكْلِهِ ؟ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئَاً .

1.يسوق أصحابه : أي إذا مشى مع أصحابه قدّمهم بين يديه .

2.في نسخة ابن أبي طاهر : «بإبهامه اليمنى باطن راحته اليسرى» .

3.حبّ الغمام : البرد ، شبّه ثغره به ، والغمام : السحاب .

صفحه از 184