حِلْيَةُ رَسُولِ الله(ص) - صفحه 182

مَدْخَلُ رَسُوْلِ الله(صلى الله عليه وآله)

۰.قال الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ(عليه السلام) : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دُخُوْلِ النَبِيِّ(صلى الله عليه وآله) فقالَ :
كانَ دُخُوْلُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُوْناً لَهُ فِي ذلِكَ ، وكانَ إِذا آوَى إِلى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُوْلَهُ ثلاثَةَ أَجْزاء : جُزْءَاً للهِ عَزَّوَجَلَّ ، وجُزْءَاً لأَهْلِهِ ، وجُزْءَاً لِنَفْسِهِ ، ثُمَّ جَزَّءَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ وبَيْنَ الناسِ ، فَيَرُدُّ ذلِكَ عَلَى العَامَّةِ والخَاصَّةِ ولا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئَاً .
فكانَ مِن سِيْرَتِهِ فِي جُزْءِ الأُمَّةِ : إِيْثَارُ أَهْلِ الفَضْلِ بِإِذْنِهِ ، وقَسَّمَهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِيْنِ : فَمِنْهُمْ ذُو الحاجَةِ ، ومِنْهُمْ ذُو الحاجَتَيْنِ ، ومِنْهُمْ ذُو الحَوائِجِ ; فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ ويُشْغِلُهُمْ فِي ما أَصْلَحَهُمْ والأُمّةَ مِن مَسأَلَتِهِ عَنْهُمْ . ويَقُوْلُ : « لِيُبَلِّغْ الشاهِدُ الغائُبِ» . و : «أَبْلِغُوْنِيَ حَاجَةَ مَن لا يَسْتَطِيْعُ إِبْلاغَ حَاجَتِهِ ، فإنَّهُ مَن أَبْلَغَ سُلْطانَاً حَاجَةَ مَن لا يَسْتَطِيْعُ إِبْلاغَهَاإِيَّاهُ ; ثَبَّتَ اللهُ تَعَالَى قَدَمَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
لا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلاّ ذَلِكَ ، ولا يَقْبَلُ مِن أَحَد غَيْرَهُ ، يَدْخُلُوْنَ زُوَّارَاً ، ولا يَفْتَرِقُوْنَ إِلاّ عَن ذُوَاق ، ويَخْرُجُوْنَ أَدِلَّةً فُقَهاءَ .

سَيْرَتُهُ(صلى الله عليه وآله) مَعَ النَاسِ

۰.قالَ : فَسَأَلْتُهُ عَن مَخْرَجِهِ ، كَيْفَ كانَ يَصْنَعُ فِيْهِ؟
قالَ : كانَ رَسُوْل اللهِ(صلى الله عليه وآله) يَخْزِنُ لِسانَهُ إلاّ فِي ما يَعْنِيْهِ ، ويُؤَلِّفُهُمْ ولا يُفَرِّقُهُمْ ، ويُكْرِمُ كَرِيْمَ كُلِّ قَوْم ويُوَلِّيْهِ عَلَيْهِمْ ، ويَحْذَرُ الناسَ ويَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَد بِشْرَهُ ولا خُلُقَهُ ، ويَتَفَقَّدُ أَصْحابَهُ ويَسْأَلُ الناسَ عَمَّا فِي الناسِ ، ويُحَسِّنُ الحَسَنَ ويُقَوِّيهِ ، ويُقَبِّحُ القَبِيْحَ ويُوْهِنُهُ ، مُعْتَدِلَ الأَمْرِِ غَيْرَ مُخْتَلِف ، لا يَغْفَلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفَلُوا أو يَمِلُّوا ، لِكُلَّ حَال عِنْدَهُ عَتادٌ ، لا يُقَصِّرُ عَن الحَقِّ ولا يَجُوْزُهُ .
الّذِيْنَ يَلُوْنَهُ مِن الناسِ خِيَارُهُمْ ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيْحَةً ، وأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً ومُؤَازَرَةً .

صفحه از 184