مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 188

أحداث مولد الرَسُول الأعظم(صلى الله عليه وآله)

ما نَزَلَ على آمِنَة بنتِ وَهَب(عليها السلام)

۰.عند مولد الرسول المصطفى محمّد بن عبد الله صلوات الله عليه حصل تحولٌ عظيمٌ في أرجاء الكون: فخمدت نار فارس ، وارتجّ إيوانُ كسرى ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاضت بحيرة السماوة ، وأصاب إبليس اللعين همٌّ وغمٌّ .
وهذا الحَدَثُ العظيمُ كانت السيّدة آمنةُ بنتُ وهب سلام الله عليها هي الشاهد الأوّل والمباشرله ولما حصل من معجزات وكرامات عند ولادته ، وقد رأت ما رأت بأُمّ عينها .
ومن جملة ما نقل عنها رضوان الله عليها أنّها قالت: لمّا قربت ولادة رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأيت جناح طائر أبيض قد مَسَحَ على فؤادي ، فذهب الرُعْبُ عنّي ، وأوتيتُ بشربة بيضاء - وكنتُ عطشى - فشربتُها ، فأصابني نورٌ عال ، ثمّ رأيتُ نسوةً كالنخل طوالاً يحدّثنني ، وسمعتُ كلاماً لا يشبه كلام الآدميين ، حتّى رأيت كالديباج الأبيض ، قد ملأ بينَ السماء والأرض ، وقائلٌ يقول : خُذُوهُ مِن أعزّ الناس ، ورأيت رجالاً وُقوفاً في الهواء ، بأيديهم أباريق ، ورأيت مشارقَ الأرض ومغاربَها ، ورأيت عَلَماً من سُندُس على قضيب من ياقوتة ، قد ضُرِبَ بين السماء والأرض في ظهر الكعبة .
فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) رافعاً إصبعَه إلى السماء ، ورأيتُ سحابةً بيضاء تنزلُ من السماء حتّى غَشِيَتْهُ فسمعتُ نداءً:
«طُوفُوا بِمُحمّد شرقَ الأرض وغربَها والبحارَ ، لتُعرّفُوه باسمهِ ونعتهِ وصورتِه» ثمّ انجلتْ عنه الغمامةُ فإذا أنا به في ثوب أبيض من اللبن ، وتحتَه حريرةٌ خضراء ، وقد قَبَضَ على ثلاثة مفاتيح من اللُؤلُؤ الرطب ، و قائلٌ يقول : «قَبَضَ مُحمّدٌ على مفاتيح النُصرة والرِيح والنُبُوّة» .
ثمّ أقبلت سحابةٌ أُخرى فغيبتْه عن وجهي أطول من المرّة الأولى ، وسمعتُ

صفحه از 229