مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 189

نداء: «طُوفُوا بِمُحمّد الشرقَ والغربَ ، واعرضُوهُ على رُوحانيّ الجنّ والإنس ، والطير والسباع ، وأعطُوهُ صفاءَ آدمَ ، ورِقّةَ نُوح ، وخِلَّةَ إبراهيمَ ، ولِسانَ إسماعيلَ ، وكَمالَ يوسفَ وبُشرى يعقوبَ ، وصوتَ داوُدَ ، وزُهدَ يَحيى ، وكرمَ عِيسى» . ثمّ انكشفَ عنه ، فإذا أنا بِه وبِيدِه حريرةٌ بيضاء قد طُوِيَتْ طيّاً شديداً ، وقد قَبَضَ عليها ، وقائلٌ يقول : «قد قَبَضَ مُحَمّدٌ على الدُنيا كلِّها ، فلم يبقَ شيءٌ إلاّ دَخَلَ في قَبْضَتِهِ» .
ثمّ إنّ ثلاثة نفر - كأنّ الشمس تطلع من وجوههم - في يد أحدهم إبريقُ فضّة ونافجة مسك ، وفي يد الثاني طستٌ من زُمُرّدة خضراء لها أربع جوانب ، من كلّ جانب لُؤلُؤةٌ بيضاء ، وقائلٌ يقول: «هذه الدُنيا ، فاقبضْ عليها ياحبيبَ الله» فقَبَضَ على وسطها ، وقائلٌ يقول : «قَبَضَ الكعبة» وفي يدالثالث حريرةٌ بيضاء مطويّةٌ فنشرها ، فأخرج منها خاتَماً تُحارُ أبصارُ الناظرين فيه ، فغسلَ بذلك الماء من الابريق سبعَ مرّات ، ثمّ ضربَ الخاتَمَ على كَتِفَيْه ، وتَفَلَ في فِيه ، فاستنطقَه ، فنَطَقَ ، فلم أفهم ما قال ، إلاّ أنّه قال: « في أمان الله وحفظه وكلائته ، قدحشوتُ قلبَك إيماناً و علماً و يقيناً و عقلاً و شجاعةً ، أنتَ خيرُ البشر ، طُوبى لمن اتّبعك ، وويلٌ لمن تخلّفَ عنك» .
ثمّ أدخل بين أجنحتهم ساعةً ، وكان الفاعل به هذا رضوان ، ثمّ انصرفَ وجعل يلتفتُ إليه ويقول : «ابشرْ يا عزّ الدُنيا والآخرة» .
ورأيتُ نوراً يسطعُ من رأسه حتّى بلغَ السماءَ .
ورأيت قصورَ الشامات كأنّها شعلةُ نار نُوراً .
ورأيتُ حولي من القطا أمراً عظيماً قد نشرتْ أجنحتَها ۱ .

1.مناقب آل أبي طالب ۱ / ۲۶ وروضة الواعظين ص۲۹ والعدد القوية للحلي ۱۲۰ ح ۲۱ وعنها بحار الأنوار ۱۵ / ۲۷۲ ح ۱۷ وانظر البداية والنهاية ۵ / ۳۳۰ .

صفحه از 229