مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 191

النبيّ(صلى الله عليه وآله): «يا جدُّ ، فاستخبر ذلك من حليمة . فكلّمته حليمة ، وقالت: ليسَ ذلكَ من أفعالنا ، فأمر عبد المطّلب حليمة أن تكتمَ ذلك ، وأمر لها بألف درهم بيض ، وعشرة دُسُوت ثياب ، وجارية روميّة ، فخرجتْ حليمة من عنده فرحةً مسرورةً ۱ .
وهذا الخبر صريحٌ في كون الثياب من الجنّة ، ونبيّنا طفلٌ صغيرٌ و أنّه كان يعلم بذلك وكان يعرف الملائكة التي جاءته بذلك .
وإنّما أمر عبد المطّلب حليمة السعديّة بكتمانها; خوفاً على النبيّ(صلى الله عليه وآله) من الأعداء ، حيث إنّ اليهود كانوا ينتظرونه ويبحثون عنه ليقتلوه ، وكون ذلك من علامات النُبُوّة التي ظهرت له .

نزول الماء من السماء لأوّل وضوء للنبيّ(صلى الله عليه وآله):

۰.إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لمّا أتى عليه سبعٌ وثلاثون سنةً ، كان يرى في نومه كأن آتياً أتاه يقول:«يا رسول الله» وكان بين الجبال يرعى غنماً ، فنظر إلى شخص يقول له: «يا رسول الله» فقال: « من أنتَ ؟ » . قال: أنا جبرئيل ، أرسلني اللهُ إليك ليتّخذك رسولاً .وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يكتم ذلك ، فنزل جبرئيل بماء من السماء ، فقال : «يا محمّد! قُمْ فَتَوَضأ » فعلّمه جبرئيل الوضوءَ على الوجهِ ، واليدين من المرفق ، ومسحَ الرأس والرجلين إلى الكعبين ، وعلّمه الركوع والسجود .
فدخل عليٌّ(عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يُصلّي - وكان قد تمّ له(صلى الله عليه وآله) أربعون سنة - فلمّا نظرَ إليه يُصلّي ، قال : « يا أبا القاسم! ما هذا ؟» .
قال : «هذه الصلاةُ التي أمرني اللهُ بِها» فدعاه إلى الإسلام ، فأسلمَ وصلّى مَعَه وأسلمتْ خديجة ، فكان لا يصلّي إلاّ رسول الله ، وعليٌّ صلوات الله عليهم ،

1.الفضائل لشاذان القمّي ص ۲۹ .

صفحه از 229