مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 192

وخديجة خلفه ، فلمّا أتى كذلك أيّامٌ دخل أبو طالب إلى منزل رسول الله(صلى الله عليه وآله)و معه جعفر ، فنظر إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليٌّ بجنبه يصلّيان ، فقال لجعفر: يا جعفر ، صلّ جناحَ ابن عمّك فوقَفَ جعفرُ بن أبي طالب من الجانب الآخر .
ثمّ خرج رسول الله إلى بعض أسواق العرب ، فرأى زيداً ، فاشتراه لخديجة ، ووجده غلاماً كيّساً ، فلما تزوّجها وهبته له ، فلمّا نُبِّئَ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أسلمَ زيدٌ أيضاً ، فكان يصلّي خلفَ رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليٌّ ، وجعفرُ ، وزيدٌ ، وخديجةُ ۱ .

كتابٌ فيه خبرُ مُلُوك الأرض والأنبياء والرسل:

۰.قال أبو رافع: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):إنّ جبرئيل(عليه السلام) نَزَلَ عليَّ بِكتاب فيه خبرُ الملوك ، ملوك الأرض قبلي ، وخبرُ مَن بُعِثَ قبلي من الأنبياء والرُسُل ، قال: لما ملك أشج بن أشجان - وكان يسمّى: الكيّس ، وكان قد ملك مائتين وستّاً وستّين سنة ـ ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بَعَثَ اللهُ عيسى ابن مريم(عليه السلام) واستودعه النورَ والعلمَ والحكمةَ ، وجميعَ عُلُوم الأنبياء قبلَه ، وزادَه الإنجيل ، وبَعَثَه إلى بيت المَقْدِسِ إلى بني إسرائيل ، يدعوهم إلى كتابِه وحكمتِه ، وإلى الإيمانِ بِاللهِ ورسولِه ، فأبى أكثرهم إلاّ طُغياناً وكُفراً ، فلمّا لم يؤمنوا به دعا ربّه ، وعزمَ عليه ، فمسخَ منهم شياطينَ لِيُرِيَهم آيةً فيَعْتَبِرُوا ، فلم يزدهم ذلك إلاّ طُغياناً وكُفراً ، فأتى بيتَ المَقْدِسِ فَمَكَثَ يدعوهم ويرغّبهم في ما عندالله ثلاثاً وثلاثين سنةً ، حتّى طلبتْه اليهودُ ، وادّعَتْ أنّها عذّبتْه ودفنتْه في الأرض حيّاً! ، وادّعى بعضهم أنّهم قتلوهُ وصلبوهُ ، وما كان اللهُ ليجعلَ لهم سُلطاناً عليه ، وإنّما شُبِّهَ لهم ، وما قدروا على عذابه ودفنه ، ولا على قتله وصلبه لقوله عزّ وجلّ: (...إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا...) (آلِ عِمْرَانَ:۳/۵۵) فلم يقدروا على قتله وصلبه ، لأنّهم لو قدروا

1.قصص الأنبياء ص ۳۱۵ ، وعنه في حلية الأبرار۱/ ۶۸ وبحارالأنوار ۱۸ / ۱۸۴ .

صفحه از 229