مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 193

على ذلك كان تكذيباً لقوله تعالى: (بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ...) (النساء:۴/۱۵۸) بعد أن توفّاه(عليه السلام) . فلمّا أراد أن يرفعه أوحى إليه أن يستودعَ نورَ الله وحكمتَه ، وعِلْمَ كتابه شَمْعُونَ بن حمّون الصَفا; خليفته على المؤمنين ، ففعلَ ذلك فلم يزلْ شمعونُ يقومُ بأمرالله ويحتذي بجميع مقال عيسى(عليه السلام) في قومه من بني إسرائيل ، ويجاهد الكفّار ، فمَن أطاعه وآمن به وبما جاء به كان مؤمناً ، ومَن جحده وعصاه كان كافراً ، حتّى استخلَصَ ربّنا تَبارك وتعالى ، وبَعَثَ في عباده نبيّاً من الصالحين ، وهو يحيى بن زكريا ۱ .

نزول صحيفة من السماء:

۰.ورد في الأخبار نزول صحف تحمل أوامر الله سبحانه وتعالى إلى الرسول المصطفى(صلى الله عليه وآله) وإلى الأئمّة من عترته الطاهرة صلوات الله وسلامه عليهم ، وهذه الصحيفة غير القرآن الكريم ، ففي الخبر عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:نَزَلَ جبرئيلُ على النبيّ(صلى الله عليه وآله) بصحيفة من السماء ، لم يُنزل اللهُ كتاباً مثلَها قطُّ ، قبلها ولا بعدها ، فيها خواتيم من ذهب ، فقال له: «يا محمّد ، هذه وصيّتُك إلى النجيب من أهلك» قال له: « يا جبرئيل ، مَن النجيبُ من أهلي؟» .
قال: «عليُّ بنُ أبي طالب(عليه السلام) مُرْهُ إذا تُوُفِّيتَ أنْ يَفُكَّ خاتَماً ثُمّ يعملُ بما فيه .
فلمّا قُبِضَ النبيّ(صلى الله عليه وآله) فكَّ عليٌّ خاتَماً ثمَّ عَمِلَ بِما فيه ، ما تعدّاه ،
ثمّ دَفَعَها إلى الحَسَن بن عليّ(عليه السلام) فَفَكَّ خاتَماً وعَمِلَ بِما فيه ما تعدّاه .
ثمّ دَفَعَها إلى الحُسين بن عليّ(عليه السلام) فَفَكَّ خاتَماً فَوَجَدَ فيه: «اخرجْ بِقوم إلى الشهادة ، فلا شهادةَ لهم إلاّ مَعَكَ ، واشْرَ نفسَك للهِ» فعَمِلَ بِما فيه ما تعداه .
ثمّ دَفَعَها إلى رجل بعده ، فَفَكَّ خاتَماً ، فوَجَدَ فيه: «أطرقْ واصمُتْ والزَمْ

1.إكمال الدين وإتمام النعمة للصدوق ، ص ۲۲۴ .

صفحه از 229