مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - صفحه 199

لا سيف إلاّا ذُو الفقار * ولا فتى إلاّ عليّ ۱ فدلّت الروايات المتقدّمة على أنّ السيف (ذاالفقار) سيفٌ نَزَلَ به جبرئيل من السماء إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ورسول الله أهداه إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وهو باق عند أئمّة الهُدى ، ورثه واحدٌ عن واحد إلى أن يظهر إمام زماننا عجّل الله تعالى فرجه الشريف . وعلى هذا ، فما ذكره أصحاب السير من أنّه كان سيف منبه بن الحجاج ، أو عاص بن منبه ، أخذ منه يوم بَدْر ، واصطفاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثمّ أعطاه عليّاً(عليه السلام)ليس له أصل .
وما ورد في تفسير قوله تعالى: (وَ أَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنَـفِعُ لِلنَّاسِ...) (الحديد:۵۷/۲۵) من طريق العامّة عن السُدّي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال: أنزل الله آدم من الجنة ، ومعه سيف ذو الفقار ، خلق من ورق آس الجنة . ثمّ قال: (...فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ...) فكان يحاربُ به آدمُ أعداءه من الجنّ والشياطين ، وكان عليه مكتوباً: « لا يزال أنبيائي يُحاربون به نبيٌّ بعد نبيٌّ وصديقٌ بعد صديق حتّى يرثه أميرالمؤمنين، فيحارب به مع النبيّ الاُميّ» (ومنافع للناس) لمحمّد وعليٍّ (...إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ) منيعٌ بالنقمة من الكفّار لعليّ بن أبي طالب ۲ .
فهذا الحديث يدلّ على أنّ ذاالفقار معجزةٌ للأنبياء جميعاً من آدم إلى الخاتم صلّى الله عليه وآله وعليهم ، فهو على كلّ حال ممّا نَزَلَ من الجنّة ، ثمّ كونه عند أهل البيت(عليهم السلام) استمرار للإعجاز وخلودٌ له ولهم ، كما هو القرآن الكريم الذي هو المعجزة الخالدة ، وهو أيضاً قرينٌ لأهل البيت(عليهم السلام) في الخلود ; كما دلّ عليه حديث الثقلين المتواتر .

1.ربيع الأبرار للزمخشري ۱ ۶۳۳ وميزان الاعتدال ۳ / ۳۲۴ وانظر احقاق الحقّ ۵ / ۲۸۵ و۶ ۱۵/ و۸ / ۲۶۰ و۱۶ / ۱۵۵ و۱۶۲ و۱۶۴ و۴۱۹ وعيون المعجزات لابن عبد الوهاب ص ۶۹ وانظر مسند الحبري الحديث السابع .

2.مناقب آل أبي طالب ۳ / ۳۳۹ وعنه غاية المرام ۴ / ۲۶۸ الباب ۱۶۷ .

صفحه از 229