8 . حَنظَلَةُ ۱
۱۰۳۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَأَيتُ المَلائِكَةَ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ تُغَسِّلُ حَنظَلَةَ بِماءِ المُزْنِ ۲ فِي صِحافٍ مِن فِضَّةٍ . ۳
9 . زَيدُ بنُ حارِثَةَ ۴
۱۰۳۵.المغازي عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الجبّار بن عمارة :لَمّا التَقَى النّاسُ
بِمُؤتَةَ جَلَسَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى المِنبَرِ وَكُشِفَ لَهُ ما بَينَهُ وَبَينَ الشّامِ ، فَهُوَ يَنظُرُ إِلى مُعتَرَكِهِم ، فَقالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أَخَذَ الرّايَةَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ ، فَجاءَهُ الشَّيطانُ فَحَبَّبَ إِلَيهِ الحَياةَ وَكَرَّهَ إِلَيهِ المَوتَ وَحَبَّبَ إِلَيهِ الدُّنيا! فَقالَ : اَلآنَ حِينَ استَحكَمَ الإِيمانُ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ تُحَبِّبُ إِلَيَّ الدُّنيا؟! فَمَضى قُدُما حَتَّى استُشهِدَ . فَصَلّى عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَقالَ : استَغفِرُوا لَهُ فَقَد دَخَلَ الجَنَّةَ وَهُوَ يَسعى .
ثُمَّ أَخَذَ الرّايَةَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طالِبٍ ، فَجاءَهُ الشَّيطانُ فَمَنّاهُ الحَياةَ وَكَرَّهَ إِلَيهِ المَوتَ وَمَنّاهُ الدُّنيا! فَقالَ : الآنَ حِينَ استَحكَمَ الإِيمانُ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ تُمَنِّينِي الدُّنيا ؟! ثُمَّ مَضى قُدُما حَتَّى استُشهِدَ . فَصَلّى عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَدَعا لَهُ ، ثُمَّ قالَ : استَغفِرُوا لِأَخِيكُم فَإِنَّهُ شَهِيدٌ ، دَخَلَ الجَنَّةَ فَهُوَ يَطِيرُ فِي الجَنَّةِ بِجَناحَينِ مِن ياقُوتٍ حَيثُ يَشاءُ مِنَ الجَنَّةِ .
ثُمَّ أَخَذَ الرّايَةَ بَعدَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ رَواحَةَ ، فَاستُشهِدَ وَدَخَلَ الجَنَّةَ مُعتَرِضا . فَشَقَّ ذلِكَ عَلَى الأَنصارِ ، فَقالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أَصابَهُ الجِراحُ . قِيلَ : يا رَسُولَ اللّهِ ما اعتِراضُهُ ؟ قالَ : لَمَّا أَصابَتهُ الجِراحُ نَكَلَ ۵ ، فَعاتَبَ نَفسَهُ فَشَجُعَ ، فَاستُشهِدَ فَدَخَلَ الجَنَّةَ . فَسُرِّيَ عَن قَومِهِ . ۶
1.كانَ أبُوهُ أبو عامِرٍ راهِبَا ، وكانَ مِنَ الأنصارِ ومِن قَبِيلَةِ الأوسِ، أسلَمَ عَلى خِلافِ أبيهِ ، وشارَكَ في مَعرِكَةِ أحُدٍ واستُشهِدَ فيها .
عُرِفَ بِغَسيلِ المَلائِكَةِ لأَنَّهُ استُشهِدَ مُجنَبَا ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «تَغسِلُهُ المَلائِكَةُ» (راجع : الاصابة : ج ۲ ص ۱۱۹ الرقم ۱۸۶۸ و الاستيعاب : ج ۱ ص ۴۳۲ الرقم ۵۶۷) .
2.المُزنَة : المَطْرَةُ ، والمُزن : السحاب عامّة ، وقيل : السحاب ذو الماء واحدته مُزنة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۴۰۶ «مزن») .
3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۱۵۹ ح ۴۴۵ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۱۸ وفيه «ذهب» بدل «فضّة» و ج ۲ ص ۱۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۴۷ ح ۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۴ ص ۲۷۱ عن الواقدي ، تاريخ دمشق : ج ۲۷ ص ۴۲۴ و ليس فيه ذيله من «بماء المُزن . . .» ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۶۷۴ ح ۳۳۲۵۷ نقلاً عن ابن سعد عن خزيمة بن ثابت .
4.هُوَ زيدُ بنُ حارِثَةَ بنِ شَراحيلَ ، وأمُّهُ سَعدى بنتُ ثَعلَبَةَ . لمّا ذَهَبَت أمُّهُ سَعدى إلى قَومِها بَني معن ـ من قَبيلَةِ طِيّ ـ حَدَثَ نِزاعٌ بينَ قَبيلَتَي بَني معن وبَني يَقين ، فَأَخَذَ زيدٌ إلى سوقِ عُكاظ لِبِيعِهِ ، فاشتَراهُ حَكيمُ بنُ حِزام لِعَمَّتِهِ خَديجَةَ بِنتِ خُويلِد ، فَلَمّا تَزَوَّجَت خَديجَةُ بِالنَّبِيِ صلى الله عليه و آله أهدَتهُ إلَيهِ ، فَقَضى حَياتَهُ إلى جانِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ولُقِّبَ بـ «حُبُّ رَسولِ اللّه ِ» .
هُوَ مِن أوائِلِ الذينَ دَخَلُوا فِي الإسلامِ ، وكانَ يُحِبُّ النَّبِيَّ ويُلازِمُهُ ، حَتّى سَمّاهُ النّاسُ «زيدَ بنَ مُحَمَّدٍ» ، فَلَمّا نَزَلَ قَولُهُ تَعالى «ادْعُوهُمْ لِأَبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ» سَمّاهُ المُسلِمُونَ «زيدَ بنَ حارِثَةَ» . وكانَ أصغَرَ مِنَ النَّبِيِّ بِعَشرِ سِنينَ .
شارَكَ في جَميعِ السَّرايا الّتي بَعَثَها النَّبِيُ صلى الله عليه و آله بَل كانَ هُوَ القائِدُ لَها ، كما شارَكَ في حُرُوبِ صَدرِ الاسلامِ ، وكانَ مِنَ الرُّماةِ الماهِرينَ . وفي عامِ ۸ لِلهِجرَةِ عَيَّنَهُ النَّبِيُّ قائِدَا في وَقعَةِ مُؤتَةَ ، فاستُشهِدَ فيها وكانَ لَهُ مِنَ العُمرِ ۵۵ عامَا (راجع : الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۴۰ ـ ۴۷ وسير اعلام النبلاء : ج ۱ ص ۲۲۰ الرقم ۳۶) .
5.نَكَلَ : امتَنَعَ ، وترك الإقدام (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۶ «نكل») .
6.المغازي : ج ۲ ص ۷۶۱ ، البداية والنهاية : ج ۴ ص ۲۴۶ ؛ الثاقب في المناقب : ص ۱۰۱ ح ۹۴ عن ابن شهاب ، الدرجات الرفيعة : ص ۷۵ وراجع : الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۶۶ ح ۲۵۶ .