پژوهشى درباره مارقين و ريشه هاى انحراف آنان - صفحه 23

لا يَغُرَّنَّكُم! فَإِنَّ شَهَواتِ الخَلقِ مُختَلِفَةٌ؛ فَما أكثَرَ مَن يَنبو عَنِ المالِ الحَرامِ و إن كَثُرَ ، و يَحمِلُ نَفسَهُ عَلى شَوهاءَ قَبيحَةٍ فَيَأتي مِنها مُحَرَّما ! فَإِذا وَجَدتُموهُ يَعِفُّ عَن ذلِكَ فَرُوَيدا لا يَغُرَّكُم! حَتّى تَنظُروا ما عَقَدَهُ عَقلُهُ ، فَما أكثَرَ مَن تَرَكَ ذلِكَ أجمَعَ ، ثُمَّ لا يَرجِعُ إلى عَقلٍ مَتينٍ ، فَيَكونُ ما يُفسِدُهُ بِجَهلِهِ أكثَرَ مِمّا يُصلِحُهُ بِعَقلِهِ ؟ فَإِذا وَجَدتُم عَقلَهُ مَتينا فَرُوَيدا لا يَغُرَّكُم! حَتّى تَنظُروا أ مَعَ هَواهُ يَكونُ عَلى عَقلِهِ ؟ أو يَكونُ مَعَ عَقلِهِ عَلى هَواهُ ؟ وكَيفَ مَحَبَّتُهُ لِلرِّئاساتِ الباطِلَةِ وزُهدُهُ فيها؟ فَإِنَّ فِي النّاسِ مَن خَسِرَ الدُّنيا وَ الآخِرَةَ؛ بِتَركِ الدُّنيا لِلدُّنيا ، و يَرى أنَّ لذَّةَ الرِّئاسَةِ الباطِلَةِ أفضَلُ مِن لَذَّةِ الأَموالِ وَ النِّعَمِ المُباحَةِ المُحَلَّلَةِ ، فَيَترُكُ ذلِكَ أجمَعَ طَلَبا لِلرِّئاسَةِ ، حَتّى إذا قيلَ لَهُ : اِتَّقِ اللّهَ، أخَذَتهُ العِزَّةُ بِالإِثمِ ، فَحَسبُهُ جَهَنَّمُ و لَبِئسَ المِهادُ ! فَهُوَ يَخبِطُ خَبطَ عَشواءَ ، يَقودُهُ أوَّلُ باطِلٍ إلى أبعَدِ غاياتِ الخَسارَةِ ، و يُمِدُّهُ رَبُّهُ ـ بَعدَ طَلَبِهِ لِما لا يَقدِرُ عَلَيهِ ـ فِي طُغيانِهِ ، فَهُوَ يُحِلُّ ما حَرَّمَ اللّهُ ، و يُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللّهُ ، لا يُبالي بِما فاتَ مِن دينِهِ إذا سَلِمَت لَهُ رِئاسَتُهُ الَّتي قَد شَقِيَ مِن أجلِها ، فَاُولئِكَ الَّذينَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم و لَعَنَهُم و أعَدَّ لَهُم عَذابا مُهينا .
و لكِنَّ الرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ نِعمَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذي جَعَلَ هَواهُ تَبَعا لِأَمرِ اللّهِ ، و قُواهُ مَبذولَةً في رِضَا اللّهِ ؛ يَرَى الذُّلَّ مَعَ الحَقِّ أقرَبَ إلى عِزِّ الأَبَدِ مِنَ العِزِّ فِي الباطِلِ ، و يَعلَمُ أنَّ قَليلَ ما يَحتَمِلُهُ مِن ضَرّائِها يُؤَدّيهِ إلى دَوامِ النَّعيمِ في دارٍ لا تَبيدُ و لا تَنفَدُ ، و أنَّ كَثيرَ ما يَلحَقُهُ مِن سَرّائِها إنِ اتَّبَعَ هَواهُ يُؤَدّيهِ إلى عَذابٍ لَا انقِطاعَ لَهُ و لا زَوالَ . فَذلِكُمُ الرَّجُلُ نِعمَ الرَّجُلُ ؛ فَبِهِ فَتَمَسَّكوا ، و بِسُنَّتِهِ فَاقتَدوا ، و إلى رَبِّكُم بِهِ فَتَوَسَّلوا ؛ فَإِنَّهُ لا تُرَدُّ لَهُ دَعوَةٌ ، و لا تُخَيَّبُ لَهُ طَلِبَةٌ . 1 اگر ديديد فردى خوش رفتار و خوش سلوك است و در سخن گفتن ، آهسته [ و

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۵۹ ح ۱۹۲ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكرى عليه السلام : ص ۵۳ ح ۲۷ .

صفحه از 39