115
مكاتيب الأئمّة ج5

49

كتابه عليه السلام إلى الفضل

في المسك

۰.محمّد بن الوليد الكرمانيّ۱، قال : أتيت أبا جعفر بن الرّضا عليهماالسلام ، فوجدت بالباب الّذي في الفناء قوما كثيرا ، فعدلت إلى مسافرٍ فجلست إليه حتّى زالت الشّمس ، فقمنا للصّلاة ، فلمّا صلّينا الظّهر وجدت حسّا من ورائي ، فالتفتّ فإذا أبو جعفرٍ عليه السلام ، فسرت إليه حتّى قبّلت يده ، ثمّ جلس و سأل عن مقدمي ، ثمّ قال :سَلِّم .
فقلت : جُعلت فداك قد سلّمت ، فأعاد القول ثلاث مرّات : سَلِّم .
وقلت : ذاك ما قد كان في قلبي منه شيء ، فتبسّم و قال : سَلِّم . فتداركتها وقلت : سلّمت ورضيت يابن رسول اللّه . فأجلى اللّه ما كان في قلبي ، حتّى لو جهدت و رمت لنفسي أن أعود إلى الشّك ما وصلت إليه .
فعدت من الغد باكرا ، فارتفعت عن الباب الأوّل و صرت قبل الخيل و ما ورائي أحد أعلمه ، و أنا أتوقّع أن أجد السّبيل إلى الإرشاد إليه ، فلم أجد أحدا ، حتّى اشتدّ الحرّ والجوع جدّا ، حتّى جعلت أشرب الماء أَطفِئُ به حرّ ما أجد من الجوع و الخواء ، فبينا أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خِوانا عليه طعام و ألوان ، و غلام آخر معه طشت و إبريق ، حتّى وُضِعَ بين يدي و قالا : أمرك أن تأكل . فأكلت ، فما فرغت حتّى أقبل ، فقمت إليه فأمرني بالجلوس و بالأكل ، فأكلت ، فنظر إلى الغلام فقال : كُل مَعَه يَنشَط .
حتّى إذا فرغت و رفع الخوان ذهب الغلام ليرفع ما وقع من الخوان من فتات الطّعام ، فقال : مَه مَه ، ما كانَ في الصَّحراءِ فَدَعهُ وَ لَو فَخِذَ شاةٍ ، وَ ما كانَ في البَيتِ فالقُطهُ .
ثمّ قال : سَل . قلت : جعلني اللّه فداك ما تقول في المسك ؟ فقال :

1.محمّد بن الوليد الخزّاز الكرمانيّ ، من أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ الثّاني ( رجال الطوسي : ص ۳۷۸ الرقم۵۶۰۵ ) .


مكاتيب الأئمّة ج5
114

عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع 1 ، قال : كتبت إلى من يسأله عن الغدير يجتمع فيه ماء السّماء أو يُستقى فيه من بئرٍ ، فيستنجي فيه الإنسان من بولٍ أو يغتسل فيه الجنب ، ما حدّه الّذي لا يجوز ؟ فكتب :لا تَوَضَّأ مِن مِثلِ هذا ، إِلَا مِن ضَرورَةٍ إِلَيهِ . 2

48

كتابه عليه السلام إلى جعفر بن عيسى

في لبس الخزّ

۰.جعفر بن عيسى۳، قال : كتبت إلى أبيالحسن الرِّضا عليه السلام أسألُه عن الدّوابّ الّتي يُعمَل الخزّ من وبرها ، أسباع هي ؟ فكتب عليه السلام :لَبِسَ الخَزَّ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ وَمِن بَعدِهِ جَدِّي عليهماالسلام . ۴

1.راجع : ص ۱۰۴ الرقم ۴۵ .

2.تهذيب الأحكام : ج۱ ص۱۵۰ ح۱۱۸ وص۴۱۸ ح۳۸ ، الاستبصار : ج۱ ص۹ ح۱۱ ، وسائل الشيعة : ج۱ ص۱۶۳ ح۴۰۵ .

3.جعفر بن عيسى بن عُبيد بن يقطين بن موسى ، مولى أسد بن خزيمة ، أخو محمّد بن عيسى بن عُبيد من آل يقطين ، الّذي يروي عن الإمام الرّضا عليه السلام ( راجع : تهذيب الأحكام : ج۴ ص۳۰۱ ح۱۷ و ج۵ ص۱۸۴ ح۱۷ ، رجال الكشّي : ج۱ ص۴۸۴ الرقم ۹۱۲ ، رجال النجاشي :ج۲ ص۳۱۶ الرقم ۸۹۶ ترجمة محمّد بن عيسى بن عبيد ) . وقال الشيخ : جعفر بن عيسى بن عُبيد من أصحاب أبي الحسن الرّضا عليه السلام ( راجع : رجال الطوسي : ص ۳۵۳ الرقم۵۲۳۷ ) . روى الكشّي رواية تدلّ على جلالته وعظيم منزلته عند الإمام الرّضا عليه السلام . وقال السيّد الخوئي بعد نقل هذا الخبر : سند الرّواية صحيح ، ودلالتها على حُسن جعفر ظاهرة ( راجع : معجم رجال الحديث : ج۴ ص۹۰ الرقم ۲۲۱۵ ترجمة جعفر بن عيسى بن عُبيد ) .

4.الكافي : ج۶ ص۴۵۲ ح۸ ، وسائل الشيعة : ج۴ ص۳۶۴ ح۵۳۹۸.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 98727
صفحه از 464
پرینت  ارسال به