215
مكاتيب الأئمّة ج5

بِالسَّويَّةِ ، وَ مِلحَ أَندَرانيّ ۱ رُبُعَ جُزءٍ ، فَخُذ كُلَّ جُزءٍ مِنها ، فَتَدُقُّ وَحدَهُ وَ تَستَكَّ بِهِ ، فَإِنَّهُ مُمسِكٌ لِلأَسنانِ . وَ مَن أَرادَ أَن يُبَيِّضَ أَسنانَهُ فَليَأخُذ جُزءَ مِلحٍ أَندَرانيّ ، وَ جُزءا مِن زَبَدِ البَحرِ بِالسَّويَّةِ ، يُسحقانِ جَميعا وَ يَستَنَّ بِهِما ۲ .

[ في أحوال الإنسان سنّا ]

۰.وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنَّ أَحوالَ الإِنسانِ الَّتي بَناهُ اللّهُ تَعالى عَلَيها وَ جَعَلَهُ مُتَصَرِّفا بِها ، أَربَعَةُ أَحوالٍ :
الحالَةُ الأُولى : لِخَمسَ عَشرَةَ سَنَةَ ، وَ فيها شَبابُهُ ، وَ صَباهُ ، وَ حُسنُهُ ، وَ بَهاؤُهُ ، وَ سُلطانُ الدَّمِ في جِسمِهِ .
وَ الحالَةُ الثَّانيَةُ : لِعِشرينَ سَنَةً ، مِن خَمسَ عَشَرَةَ إِلى خَمسَ وَ ثَلاثينَ سَنَةً ، وَ فيها سُلطانُ المِرَّةِ الصَّفراءِ وَ غِلبَتُها ، وَ هوَ أَقوَمُ ما يَكونُ وَ أَيقَظُهُ وأَلعَبُهُ ، فَلا يَزالُ كَذلِكَ حَتَّى يَستَوفيَ خَمسَ وَ ثَلاثينَ سَنَةً .
ثُمَّ يَدخُلُ في الحالَةِ الثَّالِثَةِ : وَ هيَ مِن خَمسٍ وَ ثَلاثينَ سَنَةً إلى أَن يَستَوفيَ سِتَّينَ سَنَةً ، فَيَكونَ في سُلطانِ المِرَّةِ السَّوداءِ ، وَ يَكونَ أَحكَمَ ما يَكونُ ، وَ أَقوَلَهُ ، وَ أَدراهُ ، وَ أَكتَمَهُ لِلسِّرِّ ، وَ أَحسَنَهُ نَظَرا في الأُمورِ وَ فِكرا في عَواقِبِها ، وَ مُداراةٍ لَها ، وَ تَصَرُّفا فيها .
ثُمَّ يَدخُلُ في الحالَةِ الرَّابِعَةِ : وَ هيَ سُلطانُ البَلغَمِ ، وَ هيَ الحالَةُ الَّتي لا يَتَحَوَّلُ مِنها ما بَقيَ ، وَ قَد دَخَلَ في الهَرِمِ حينَئِذٍ ، وَفاتَهُ الشَّبابُ وَ استَنكَرَ كُلَّ شَيءٍ كانَ يَعرِفُهُ مِن نَفسِهِ ، حَتَّى صارَ يَنامُ عِندَ القَومِ ، وَ يَسهَرُ عِندَ النَّومِ وَ يَذكُرُ ما تَقَدَّمَ وَ يَنسى ما تَحَدَّثَ بِهِ ، وَ يُكثِرُ مِن حَديثِ النَّفسِ ، وَ يذهَبُ ماءُ الجِسمِ وَ بَهاؤُهُ ، وَ يَقِلُّ نَباتُ أَظفارِهِ وَ شَعرِهِ ، وَ لا يَزالُ جِسمُهُ في إِدبارٍ وَ انعِكاسٍ ما عاشَ ؛ لِأَنَّهُ في سُلطانِ البَلغَمِ ، وَ هوَ بارِدٌ جامِدٌ ، فَلِجُمودِهِ وَ

1.و الملح الأندراني ( والدّراني) : هو الّذي يشبه البلّور كما في القانون ، و يسمّونه بالفارسيّة : « التّركي » .

2.أي : يستاك بهما .


مكاتيب الأئمّة ج5
214

أَسفَلَ البَطنِ مِنَ المِرَّةِ السَّوداءِ .

[في النّوم ]

۰.وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنَّ النَّومَ سُلطانُهُ في الدَّماغِ ۱ ، وَ هوَ قِوامُ الجَسَدِ وَ قُوَّتُهُ ، وَ إِذا أَرَدتَ النَّومَ فَليَكُن اضطِجاعُكَ أَوَّلاً عَلى شِقِّكَ الأَيمَنِ ، ثُمَّ انقَلِب عَلى شِقِّك الأَيسَرِ ۲ ، وَكذلِكَ فَقُم مِن مَضطجَعِكَ عَلى شِقِّكَ الأَيمَنِ ، كَما بَدَأتَ بِهِ عِندَ نَومِكَ .
وَ عَوِّد نَفسَكَ مِنَ القُعودِ بِاللَّيلِ مِثلُ ثُلثِ ما تَنامَ ، فَإِذا بَقيَ مِنَ اللَّيلِ ساعَتانِ فَادخُلِ الخَلاءِ لِحاجَةِ الإِنسانِ ، وَ البَث فيهِ بِقَدرِ ما تَقضيَ حاجَتَكَ ، وَلا تُطيل ، فَإِنَّ ذلِكَ يُورِثُ الدَّاءَ الدَّفينِ .

[في حفظ الأسنان ]

۰.وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنَّ خَيرَ ما استَكتَ بِهِ الأَشياءُ المُقبِضةُ الَّتي تَكونُ لَها ماءٌ ، فَإِنَّهُ يَجلو الأَسنانَ ، وَ يطيبُ النَّكهَةَ ، وَ يَشُدُّ اللَّثَّةَ ، وَ يُسَمِّنُها ، وَ هوَ نافِعٌ مِنَ الحَفرِ ۳ ، إِذا كانَ ذلِكَ بِاعتِدالٍ ، وَ الإِكثارُ مِنهُ يُرِقُّ الأَسنانَ وَ يُزَعزِعُها ۴ ، وَ يُضَعِّفُ أُصولَها . فَمَن أَرادَ حِفظَ أَسنانِهِ فَليَأخُذ قَرنَ إِيَّلٍ مُحرَقٍ ۵ ، وَ كَزمازَجَ ۶ ، وَ سَعدَ ، وَوَردَ ، وَ سُنبُلَ الطِّيبِ ، أَجزاءً

1.إذ بوصول البخارات الرّطبة إليه و استرخاء الأعصاب و تغليظ الرّوح الدّماغي يستولي النّوم الّذي يوجب سكون الحواس الظّاهرة ، و به قوام البدن و قوّته ؛ لاستراحة القوى عن حركاتها و إحساساتها ، و به يستكمل هضم الطّعام و الأفعال الطّبيعية للبدن ، لاجتماع الحرارة في الباطن .

2.قال الأطبّاء : ليقع الكبد على المعدة و يصير سببا لكثرة حرارتها فيقوى الهضم .

3.الحفر : داء في أُصول الأسنان ( الصحاح : ج ۲ ص ۶۳۵ ) .

4.أي : يحرّكها .

5.و الإيّل ـ كقنّب و خلّب و سيّد ـ : تيس الجبل ، و يقال له بالفارسيّة : « گوزن » . و طريق إحراقه كما ذكره الأطبّاء أن يُجعل في جرّة و يُطيّن رأسه و يجعل في التنّور حتّى يحرق .

6.كَزمازَج : معرّب « كزمازة » أو « گزمازو » ، عند العرب : « حبّ الأثل » ، و يسمّونها بالفارسيّة « مازو » ، و هي ثمرة شجرة الطّرفاء أو « گز » . ( لغة نامه دهخدا ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 96122
صفحه از 464
پرینت  ارسال به