221
مكاتيب الأئمّة ج5

[ في ختام الرّسالة ]

۰.وَ لا تَقولُ طالَما ما فَعلتُ كَذا ، وَ أَكَلتُ كَذا فَلَم يُؤذِني ، وَ شَرِبتُ كَذا وَ لَم يَضُرَّني ، وَ فَعَلتُ كَذا وَ لَم أرَ مَكروها ، وَ إِنَّما هذا القَليلُ مِنَ النَّاسِ ـ يا أَميرَ المُؤمِنينَ ـ كالبَهيمَةِ لا يَعرِفُ ما يَضُرُّهُ ، وَ لا ما يَنفَعُهُ .
وَ لَو أُصيبَ اللِّصُّ أَوَّلَ ما يَسرِقُ فَعوقِبَ لَم يَعُد ، لَكانَت عُقوبَتُهُ أَسهَلَ ، وَ لكِن يُرزَقُ الإِمهالِ وَ العافيَةِ ، فَيُعاوِدُ ثُمَّ يُعاوِدُ ، حَتَّى يُؤخَذُ عَلى أَعظَمِ السَّرِقاتِ ، فَيُقطَعُ ، وَ يُعَظَّمُ التَّنكيلُ بِهِ ، وَ ما أَودَتهُ عاقِبةُ طَمَعِهِ .
وَ الأُمورُ كُلُّها بِيَدِ اللّهِ عز و جل أَن يَكونَ لَهُ وَلَدا ، وَ إِليهِ المَآبُ ، وَ نَرجو مِنهُ حُسنَ الثَّوابِ ، إِنَّهُ غَفورٌ تَوَّابٌ . عَلَيهِ تَوَكَّلنا وَ عَلَيهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ ، وَ لا حَولَ وَ لا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ . قال أبو محمّد الحسن القمّي : قال لي أبي : فلمّا وصلت هذه الرّسالة من أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا ـ صلوات اللّه عليهما و على آبائهما و الطّيّبين من ذرّيتهما ـ إلى المأمون ، قرأها و فرح بها ، وأمر أن تُكتب بالذّهب ، و أن تترجم بالرسالة الذّهبيّة .
تمّت الرّسالة بحمد اللّه تعالى ، و كتب العبد الفقير إلى اللّه تعالى عبد الرّحمن المدعوّ أبي بكر بن عبد اللّه الكرخي الجنس ، عتيق السعيد المرحوم قاضي القضاة كان بالعراق الحسن بن قاسم بن أبي الحسين بن عليّ بن قاسم النيليّ ۱ رحمهم اللّه تعالى .
في يوم الاثنين قبل أذان المغرب [ في ] بلخ ، كان فراغها من النّسخ تاسع عشر ذي الحجّة سنة خمس عشرة و سبعمئة ( 715 ه ) تمّ . ۲

1.هو أبو محمّد الحسن بن القاسم بن هبة اللّه النّيلي ، مدرّس المالكيّة بالمستنصريّة ، من أكابر العلماء وأعيان الأفاضل ، قدم بغداد ، ورتّب قاضي القضاة في رجب سنة سبعمئة ، و لم يزل على منصبه إلى أن توفّي في شعبان سنة اثنتي عشرة و سبعمئة ( راجع : تلخيص مجمع الأدب : ج۴ ص۹۰ ) .

2.الرّسالة الذّهبيّة المعروفة بطبّ الإمام الرّضا عليه السلام : ص۳ ـ ۶۸ . تحقيق : محمّد مهدي نجف .


مكاتيب الأئمّة ج5
220

[التّحذير من مداومة أكل البيض ]

۰.وَ إِدامَةُ أَكلِ البَيضِ يُوَلِّدُ الكَلَفُ ۱ في الوَجهِ .

[التّحذير من بعض المأكولات بعد الحجامة ]

۰.وَ أكلُ المُلوحَةِ ، وَ اللُّحمانِ المَملوحَةِ ، وَ أكلُ السَّمكِ المَملوحِ بَعدَ الحِجامَةِ وَ الفَصدِ لِلعروقِ يُوَلِّدا البَهَقَ وَ الجَرَبَ .

[التّحذير من أكل كُلى و أجواف الغنم ]

۰.وَ إِدمانُ أَكلِ كُلَى الغَنَمِ ، وَ أَجوافِها يَعكُسُ المَثانَةَ .

[التّحذير من دخول الحمّام على البطنة ]

۰.وَ دُخولُ الحَمَّامِ عَلى البِطنَةِ ۲ يُوَلِّدُ القولَنجَ .

[في مجامعة النّساء ]

۰.وَ لا تَقرَبِ النِّساءِ في أَوَّلِ اللَّيلِ ، لا شِتاءً ، وَ لا صَيفا ؛ وَ ذلِكَ أَنَّ المَعِدَةَ وَ العُروقَ تَكونُ مُمتَلِئَةً ، وَ هوَ غَيرُ مَحمودٍ ، يُتَخَوَّفُ مِنهُ القولَنجُ ، وَ الفالِجُ ، وَ اللَّقوَةُ ، والنِّقرِسُ ، وَ الحَصاةُ ، وَ التَّقطيرُ ۳ ، وَ الفَتقُ ، وَ ضُعفُ البَصَرِ وَ الدَّماغِ . فَإِذا أُريدَ ذلِكَ فَليَكُن في آخِرِ اللَّيلِ ؛ فَإِنَّهُ أَصَحُّ لِلبَدَنِ ، وَ أَرجَى لِلوَلَدِ ، وَ أَذكى لِلعَقلِ فِي الوَلَدِ الّذي يُقضى بَينَهُما .
وَ لا تُجامِع امرأَةً حَتَّى تُلاعِبَها ، وَ تَغمِزَ ثَديَيها ، فَإِنَّكَ إِن فَعَلتَ ، اجتَمَعَ ماؤُها وَ ماؤُكَ فَكانَ مِنها الحَملُ ، وَ اشتَهَت مِنكَ مِثلَ الّذي تَشتَهيهِ مِنها ، وَ ظَهَرَ ذلِكَ في عَينَيها . وَ لا تُجامِعها إِلَا وَ هي طاهِرَةٌ ، فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ كانَ أَروَحَ لِبَدَنِكَ ، وَ أَصَحَّ لَكَ بِإِذنِ اللّهِ .

1.الكلف ـ محرّكة ـ : شيء يعلو الوجه كالسّمسم ، و لون بين السّواد و الحمرة ، و حمرة كدرة تعلو الوجه ( راجع : القاموس المحيط : ج۳ ص۱۹۸ ) .

2.البطنة ـ بالكسر ـ : امتلاء المعدة من الطّعام . و عُلِّل ذلك بأنّه بسبب حرارة الحمّام ينجذب الغذاء المنهضم إلى الأمعاء ، فيصير سببا للسّدّة و القولنج .

3.التّقطير : علّة في الصّفاق ، يحدث منها تقطير البول المستمرّ.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 96077
صفحه از 464
پرینت  ارسال به