227
مكاتيب الأئمّة ج5

تَعالى ، وَ امتَصَّ مِنَ الرُّمانِ المُزِّ ، فَإِنَّهُ يُقَوِّي النَّفسَ ، وَ يُحيي الدَّمَ ، وَ لا تَأكُل طَعاما مالِحا بَعدَ ذلِكَ بِثَلاثِ ساعاتٍ ، فَإِنَّهُ يُخافُ أَن يَعرِضَ مِن ذلِكَ الجَرَبُ . وَ إِن كانَ شِتاءً فَكُل مِنَ الطَّياهيجِ إِذا احتَجَمتَ ، وَ اشرَب عَلَيهِ مِنَ الشَّرابِ المُذَكَّى الّذي ذَكَرتُهُ أَوَّلاً ، وَ ادهُن بِدُهنِ الخِيريِّ ، أَو شَيءٍ مِنَ المِسكِ وَ ماءِ وَردٍ ، وَ صُبَّ مِنهُ عَلى هامَتِكَ ساعَةَ فَراغِكَ مِنَ الحِجامَةِ .
وَ أَمَّا في الصَّيفِ ، فَإِذا احتَجَمتَ فَكُلِ السِّكباج ، وَ الهَلامَ ، وَ المَصوصَ أَيضا ، وَ الحامِضَ ، وَ صُبَّ عَلى هامَتِكَ دُهنَ البَنَفسَجِ بِماءِ الوَردِ شَيءٍ مِنَ الكافورَ ، وَ اشرَب مِن ذلِكَ الشَّرابِ الّذي وَصَفتُهُ لَكَ بَعدَ طَعامِكَ ، وَ إِيَّاكَ وَ كَثرَةَ الحَرَكَةِ ، وَ الغَضَبَ ، وَ مُجامَعَةَ النِّساءِ لِيَومِكَ .
وَ احذَر يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَن تَجمَعَ بَينَ البَيضِ وَ السَّمَكِ في المَعِدَةِ في وَقتٍ وَاحِدٍ ، فَإنَّهُما مَتى اجتَمَعا في جَوفِ الإِنسانِ ، وَلَدَ عَلى النِّقرِسِ ، وَ القُولَنجِ ، وَ البَواسيرِ ، وَ وَجَعِ الأَضراسِ .
وَ اللَّبَنُ وَ النَّبيذُ الّذي يَشرَبُهُ أَهلُهُ إِذا اجتَمَعا وَلَدَ النِّقرِسَ وَ البَرَصَ .
وَ مُداوَمَةُ أَكلِ البَيضِ يَعرِضُ مِنهُ الكَلَفُ في الوَجهِ .
وَ أَكلُ المَملوحَةِ وَ اللَّحمانِ المَملوحَةِ ، وَ أَكلُ السَّمَكِ المَملوحِ بَعدَ الفَصدِ وَ الحِجامَةِ ، يَعرِضُ مِنهُ البَهَقُ وَ الجَرَبُ .
وَ أَكلُ كُليَةِ الغَنَمِ وَ أَجوافِ الغَنَمِ يُغَيِّرُ المَثانَةَ .
وَ دُخولُ الحَمَّامِ عَلى البِطنَةِ يُوَلِّدُ القولَنجَ .
وَ الاِغتِسالُ بِالماءِ البارِدِ بَعدَ أَكلِ السَّمَكِ يُورِثُ الفالِجَ .
وَ أَكلُ الأُترُجِّ بِاللَّيلِ يَقلِبُ العَينَ وَ يُوجِبُ الحَوَلَ .
وَ إِتيانُ المَرأَةِ الحائِضِ يُورِثُ الجُذامَ في الوَلَدِ ، وَ الجِماعُ مِن غَيرِ إهراقِ الماءِ عَلى أَثَرِهِ


مكاتيب الأئمّة ج5
226

فَإِنَّهُ يُقلِّلُ الأَلَمَ ، وَ كَذلِكَ يُلَيِّنُ المِشرَطَ وَ المِبضَعَ بِالدُّهنِ عِندَ الحِجامَةِ ، وَ عِندَ الفَراغِ مِنها يُلَيِّنُ المَوضِعَ بِالدُّهنِ .
وَ ليُقَطِّرُ عَلى العُروقِ إِذا فَصَدَ شَيئا مِنَ الدُّهنِ ، لِئَلَا يَحتَجِبَ فَيُضِرَّ ذلِكَ بِالمَفصودِ . وَ ليَعمَدِ الفاصِدُ أَن يَفصِدَ مِنَ العُروقِ ما كانَ في المَواضِعِ القَليلَةِ اللَّحمِ ؛ لِأَنَّ في قلَّةِ اللَّحمِ مِنَ العُروقِ قِلَّةُ الأَلَمِ . وَ أَكثَرُ العُروقِ أَلَما إِذا فُصِدَ حَبلُ الذِّراعِ وَالقِيفالِ ، لِاتَّصالِهِما بِالعَضَلِ وَ صَلابَةِ الجِلدِ ، فَأَمَّا الباسَليقُ وَ الأَكحَلُ فَإِنَّهما في الفَصدِ أَقَلُّ أَلَما إِذا لَم يَكُن فَوقَهُما لَحمٌ . وَ الواجِبُ تَكميدُ مَوضِعِ الفَصدِ بِالماءِ الحارِّ لِيَظهَرَ الدَّمَ ، وَ خاصَّةً في الشِّتاءِ فَإِنَّهُ يُلَيِّنُ الجِلدَ ، وَ يُقَلِّلُ الأَلَمَ ، وَيُسَهِّلُ الفَصدَ .
وَ يَجبُ في كُلِّ ما ذَكَرناهُ مِن إِخراجِ الدَّمِ اجتِنابُ النِّساءِ قَبلَ ذلِكَ بِاثنَي عَشَرَ ساعَةً ، وَ يَحتَجِمُ في يَومٍ صاحٍ صافٍ ، لا غَيمَ فيهِ وَ لا ريحَ شَديدَةً ، وَ يَخرُجُ مِنَ الدَّمِ بِقَدرِ ما تَرى مِن تَغَيُّرِهِ ، وَ لا تَدخُل يَومَكَ ذلِكَ الحَمَّامَ ، فَإِنَّه يُورِثُ الدَّاءَ . وَ صُبَّ عَلى رَأسِكَ وَ جَسَدِكَ الماءَ الحارَّ ، وَ لا تَفعَل ذلِكَ مِن ساعَتِكَ .
وَ إِيَّاكَ وَ الحَمَّامَ إِذا احتَجَمتَ ، فَإِنَّ الحُمَّى الدَّائِمَةَ يَكونُ فيهِ ، فَإِذا اغتَسَلتَ مِنَ الحِجامَةِ فَخُذ خِرقَةَ مِرغَريِّ فَأَلقِها عَلى مَحاجِمِكَ ، أَو ثَوبا لَيِّنا مِن قَزٍّ أَو غَيرِهِ ، وَخُذ قَدرَ حِمَّصَةٍ مِنَ التِّرياقِ الأَكبَرِ ، و اشرَبهُ إِن كانَ شِتاءً ، وَ إِن كانَ صَيفا فَاشرَبِ السَّكَنجَبينَ العُنصُليَّ ، وَ امزُجهُ بِالشَّرابِ المُفرِحِ المُعتَدِلِ ، وَ تَناوَلهُ ، أَو بِشَرابِ الفاكِهَةِ . وَ إِن تَعَذَّرَ ذلِكَ فَشَرابِ الأَترُجِّ ، فَإِن لَم تَجِد شَيئا مِن ذلِكَ فَتَناوَلهُ بَعدَ عَركِهِ ۱ ناعِما تَحتَ الأَسنانِ ، وَ اشرَب عَلَيهِ جُرَعَ ماءٍ فاتِرٍ ۲ . وَ إِن كانَ في زَمانِ الشِّتاءِ وَ البَردِ ، فاشرَب عَلَيه السَّكَنجَبينَ العُنصُليَّ العَسَليَّ ۳ ، فَإِنَّكَ مَتى فَعَلتَ ذلِكَ أَمِنتَ مِنَ اللَّقوَّةِ ، وَ البَرَصِ ، وَ البَهَقِ ، وَ الجُذامِ بِـإِذنِ اللّهِ

1.العرك : الدّلك والحك ( غريب الحديث « لابن قتيبة » : ج ۱ ص ۲۶۲) .

2.فتر الماء : سكن حرّه وهو فاتر وفاتور .

3.السّكنجبين العنصلي العسلي : أي بالخلّ المعمول المتّخذ من بصل العنصل. وفي القاموس: العنصل ـ كقنفذ وجندب ، و يمدّان ـ : البصل البرّي ، و يعرف بالأسقال ، و ببصل الفار ، نافع لدّاء الثّعلب و الفالج و النّساء ، و خلّه للسعال المزمن و الرّبو والحشرجة ، و يقوّي البدن الضعيف . و ذكر الأطبّاء لأصله و خلّه فوائد جمّة لأنواع الأمراض ( القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۲ ، مجمع البحرين : ج ۳ ص ۲۵۹ « عنصل ») .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 110775
صفحه از 464
پرینت  ارسال به