435
مكاتيب الأئمّة ج5

العِبادِ ، وَ ما أَحسَنَ أَثَرَهُم عَلى العِبادِ ، وَ أَقبحَ آثارَ العِبادِ عَلَيهِم » . ۱

303

كتابه عليه السلام إلى خيران

في قبول الهدية

۰.محمّد بن مسعود قال: حدّثني سليمان بن حفص، عن أبي بصير حمّاد بن عبد اللّه القنديّ ، عن إبراهيم بن مهزيار، قال: كتب إليَّ خيران۲:
قد وجّهت إليك ثمانية دراهم ، كانت اُهديت إليَّ من طرسوس۳، دراهم منهم ، و كرهت أن أردّها على صاحبها أو اُحدث فيها حدثاً دون أمرك، فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا ، لأعرفها إن شاء اللّه و أنتهي إلى أمرك ؟
فكتب و قرأته :
اقبَل مِنهُم إِذا اُهديَ إِلَيكَ دَراهِمُ أَو غَيرُها ، فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يَرُدَّ هَديَّةً عَلى يَهوديٍّ وَ لا نَصرانيٍّ . ۴

1.الكافي : ج ۸ ص۵۶ ح۱۷ ، بحار الأنوار : ج۷۸ ص۳۶۲ ح۳ .

2.خيران الخادم = خيران الأسباطي : وثّقه الشّيخ و عدّه من أصحاب الهاديّ عليه السلام ( راجع : رجال الطوسي : ص۳۸۶ الرقم۵۶۸۶ ، رجال البرقي : ص۵۸ ) ، كذا ذكره العلّامة وابن داوود في القسم الأوّل ( راجع : خلاصة الأقوال : ص۶۶ الرقم۲ ، رجال ابن داوود : ص۱۴۲ الرقم۵۶۸ ) . قال الكشّي فى ترجمة خيران الخادم القراطيسي ، بإسناده عنه : وجّهت إلى سيدي ثمانية دراهم ، ذكر مثله . . . و قال : قلت : جُعلت فداك إنّه ربّما أتاني الرّجل لك قِبَله الحقّ أو يعرف موضع الحقّ لك فيسألني عمّا يعمل به فيكون مذهبي أخذ ما يتبرّع في سرّ ؟ قال : اعمل في ذلك برأيك ، فإنّ رأيك رأيي ، و من أطاعك فقد أطاعني . قال أبو عمرو و هذا يدلّ على أنّه كان وكيله . و لخيران هذا مسائل يرويها عنه و عن أبي الحسن عليه السلام . وذكره الكشّي في أصحاب الجواد والعسكريّ عليهماالسلام( رجال الكشّي : ج۲ ص۸۶۷ الرقم ۱۱۳۲ وص۸۶۸ الرقم۱۱۳۴ ) . وله أخبار يدلّ على وثاقته و جلالته وعظم منزلته عند الإمام عليه السلام ( راجع : رجال الكشّي : ج۲ ص۸۶۷ الرقم۱۱۳۲ ) .

3.مدينة بثغور الشّام بين أنطاكيّة و حلب و بلاد الرّوم ، و بها قبر المأمون ( راجع : معجم البلدان : ج۴ ص۲۸ ) .

4.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۶۸ الرقم۱۱۳۳ ، بحار الأنوار: ج۵۰ ص۱۰۷ ح۲۶ ، وسائل الشيعة : ج۱۷ ص۲۹۲ ح۲۲۵۵۹ .


مكاتيب الأئمّة ج5
434

لَهُم عِلمٌ بِالطَّريقِ ، فَإِن كانَ دونَهُم بَلاءٌ فَلا تَنظُر إِلَيهِم ، فَإِن كانَ دونَهُم عَسفٌ مِن أَهلِ العَسفِ وَ خَسفٌ ، وَ دونَهُم بَلايا تَنقضي ، ثُمَّ تَصيرُ إِلى رَخاءٍ ، ثُمَّ اعلَم أَنَّ إِخوانَ الثِّقَةِ ذَخائِرُ بَعضُهُم لِبَعضٍ ، وَ لولا أَن تَذهَبَ بِكَ الظُّنونُ عَنّي لَجَلَيتُ لَكَ عَن أَشياءَ مِنَ الحَقِّ غَطَّيتُها ، وَ لَنَشَرتُ لَكَ أَشياءَ مِنَ الحَقِّ كَتَمتُها ، وَ لكِنّي أَتَّقيكَ وَ أستَبقيك ، وَ لَيسَ الحَليمُ الَّذي لا يَتَّقي أَحَداً في مَكان التَّقوى ، وَ الحِلمُ لِباسُ العالِمِ فَلا تَعرَيَنَّ مِنهُ ، وَ السَّلامُ » . ۱
وفي رسالةٍ اُخرى : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع ، عن عمّه حمزة بن بَزيع ، قال : كتب أبو جعفرٍ عليه السلام إلى سعد الخير :
« بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
أَمّا بَعدُ ، فَقَد جاءَني كِتابُكَ تَذكُرُ فيهِ مَعرِفَةَ ما لا يَنبغي تَركُهُ ، و طَاعَةَ مَن رِضا اللّهِ رِضاهُ ، فَقُلتَ مِن ذلِكَ لِنَفسِكَ ما كانَت نَفسُكَ مُرتَهَنَةً لَو تَرَكتَهُ تَعجَبُ أَنَّ رِضا اللّهِ وَ طاعَتَهُ وَ نَصيحَتَهُ لا تُقبَلُ وَ لا توجَدُ وَ لا تُعرَفُ إِلَا في عِبادٍ غُرَباءَ أَخلاءً مِنَ النّاسِ ، قَد اتَّخَذَهُم النّاسُ سِخريّاً لِما يَرمُونَهُم بِهِ مِنَ المُنكَراتِ ، وَ كانَ يُقالُ لا يَكونُ المُؤمِنُ مُؤمِنا حَتّى يَكونَ أَبغَضَ إِلى النّاسِ مِن جِيفَةِ الحِمارِ ، وَ لَولا أَن يُصيبَكَ مِنَ البَلاءِ مِثلُ الَّذي أَصابَنا فَتَجَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ ، وَ أُعيذُكَ بِاللّهِ وَ إِيّانا مِن ذلِكَ ، لَقرُبتَ على بُعدِ مَنزِلَتِكَ .
وَاعلَم رَحِمَكَ اللّهُ ، أنَّهُ لا تُنالُ مَحبَّةُ اللّهِ إلَا بِبُغضِ كَثيرٍ مِنَ النّاسِ ، وَ لا وَلايَتُهُ إِلَا بمُعاداتِهِم ، وَ فوتُ ذلِكَ قَليلٌ يَسيرٌ ، لِدركِ ذلِكَ مِنَ اللّهِ لِقَومٍ يَعلَمونَ .
يا أَخي ، إِنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ في كُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقايا مِن أَهلِ العِلمِ ، يَدعونَ مَن ضَلَّ إِلى الهُدى ، وَ يَصبِرونَ مَعَهُم عَلى الأَذى ، يُجيبونَ داعيَ اللّهِ ، وَ يَدعونَ إِلى اللّهِ ، فَأبصِرهُم رَحِمَكَ اللّهُ ؛ فَإنَّهُم في مَنزلَةٍ رَفيعَةٍ وَ إِن أَصابَتهُم في الدُّنيا وَضيعَةٌ ، إِنَّهم يُحيون بِكِتابِ اللّهِ المَوتى ، وَيُبَصِّرُنَّ بِنورِ اللّهِ مِنَ العَمى .
كَم مِن قَتيلِ لِاءبليسَ قَد أَحيَوهُ ، وَكَم مِن تائِهٍ ضالٍّ قَد هَدَوهُ ، يَبذُلونَ دِماءَهُم دونَ هَلَكَةِ

1.الكافي : ج ۸ ص۵۲ ح۱۶ ، بحار الأنوار : ج۷۸ ص۳۵۸ ح۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 96138
صفحه از 464
پرینت  ارسال به