51
مكاتيب الأئمّة ج5

و ذكر في آخر الكتاب :
إِنَّ هؤُلاءِ القَومَ سَنَحَ لَهُم شَيطانٌ اغتَرَّهُم بِالشُّبهَةِ وَ لَبَّسَ عَلَيهِم أَمرَ دينِهِم ، وَ ذلِكَ لَمَّا ظَهَرَت فِريَتُهُم و اتَّفَقَت كَلِمَتُهُم وَ كَذَّبوا [ نَقَموا] عَلى عالِمِهِم ، وَ أَرادوا الهُدى مِن تِلقَاءِ أَنفُسِهِم ، فَقَالوا : لِمَ وَ مَن وَ كَيفَ ؟ فَأَتاهُمُ الهُلكُ مِن مَأمَنِ احتياطِهِم ، وَ ذلِكَ بِما كَسَبَت أَيديهِم وَ ما رَبُّكَ بِظَلَامٍ لِلعَبيدِ . وَ لَم يَكُن ذلِكَ لَهُم وَ لا عَلَيهِم ، بَل كانَ الفَرضُ عَلَيهِم ، وَ الواجِبُ لَهُم مِن ذلِكَ الوُقوفَ عِندَ التَّحَيُّرِ ، وَ رَدَّ ما جَهِلوهُ مِن ذلِكَ إِلى عالِمِهِ وَ مُستَنبِطِهِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ يَقولُ في مُحكَمِ كِتابِهِ : « وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ »۱ يَعني آلَ مُحَمَّدٍ ، وَ هُمُ الَّذينَ يَستَنبِطونَ مِنَ القُرآنِ ، وَ يَعرِفونَ الحَلالَ وَ الحَرامَ ، وَ هُمُ الحُجَّةُ للّهِ عَلى خَلقِهِ . ۲

19

كتابه عليه السلام إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر

في الولاية و...

0.أحمد بن محمّد بن عيسى 3 عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر 4 ، قال : كتبت إلى الرّضا عليه السلام : إنّي رجل من أهل الكوفة ، و أنا و أهل بيتي ندين اللّه عز و جل بطاعتكم ، و قد أحببت لقاءك لأسألك عن ديني ، و أشياء جاء بها قوم عنك بحجج يحتجّون بها عليّ فيك ، و هم الّذين يزعمون أنّ أباك صلّى اللّه عليه حيّ في الدّنيا لم يمت يقينا ، و ممّا يحتجّون به أنّهم يقولون : إنّا سألناه عن أشياءٍ فأجاب بخلاف ما جاء عن آبائه و أقربائه كذا ، و قد نفى التّقيّة عن نفسه ، فعليه أن يخشى. ثمّ إنّ صفوان لقيك

1.النساء : ۸۳ .

2.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۲۶۰ ح۲۰۶ ، بحار الأنوار : ج۲۳ ص۲۹۵ ح۳۶ .

3.راجع : ص ۱۳۰ الرقم ۷۹ .

4.راجع : ص ۲۷ الرقم ۶ .


مكاتيب الأئمّة ج5
50

قال : إنّي أُشهد اللّه أنّك لست بإمام. قال : فنكت عليه السلام في الأرض طويلاً منكس الرّأس ، ثمّ رفع رأسه إليه فقال له :
ما عِلمُكَ أَنِّي لَستُ بِإِمامٍ ؟
قال له : إنّا قد روينا عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّ الإمام لا يكون عقيما ، و أنت قد بلغت السّنّ و ليس لك ولد . قال : فنكس رأسه أطول من المرّة الاُولى ، ثمّ رفع رأسه فقال :
إِنِّي أُشهِدُ اللّهَ أَنَّهُ لا تَمضي الأَيَّامَ وَ اللَّياليَ حَتَّى يَرزُقَنيَ اللّهُ وَلَدا مِنِّي .
قال عبد الرّحمن بن أبي نجران : فعددنا الشّهور من الوقت الّذي قال ، فوهب اللّه له أبا جعفر عليه السلام في أقلّ من سنة .
قال : و كان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف ، فنظر إليه أبو الحسن الأوّل عليه السلام فقال : ما لَكَ حَيَّرَكَ اللّهُ تَعالى ؟
فوقف عليه بعد الدّعوة . ۱

18

كتابه عليه السلام إلى عبد اللّه بن جُندَب

في الولاية ووجوب طاعتهم عليهم السلام

۰.عبد اللّه بن جُندَب۲قال : كتب إليَّ أبو الحسن الرّضا عليه السلام :ذَكَرتَ رَحِمَكَ اللّهُ هَؤُلاءِ القَومِ الَّذينَ وَصَفتَ أَنَّهُم كانوا بِالأَمسِ لَكُم إِخوانا ، وَ الّذي صاروا إِليهِ مِنَ الخِلافِ لَكُم وَ العَداوَةِ لَكُم وَ البَراءَةِ مِنكُم ، وَ الَّذينَ تَأَفَّكوا بِهِ مِن حَياةِ أَبي صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ رَحمَتُهُ .

1.عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۲ ص۲۰۹ ح۱۳.

2.راجع : ص ۳۲ الرقم ۱۰ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 96066
صفحه از 464
پرینت  ارسال به