95
مكاتيب الأئمّة ج5

و عثرت بعد كتابة ما تقدّم على كتاب نظريّة الإمامة تأليف الدّكتور أحمد محمود صبحي ، و فيه : و لقد بعث المأمون إلى الرّضا يطلب منه أن يجمع له في كتاب أُصول الدّين جميعا ، من التّوحيد و الحلال و الحرام و الفرائض و السّنن . . . فدعا الرّضا بدواةٍ و قرطاسٍ ، و كتب إلى المأمون كتابا حدّد فيه الفرائض و السّنن كما هي معروفة في الإسلام ، ثمّ عرج إلى وجوب الإيمان بالأئمّة من آل بيت النّبيّ ، إذ يقول :
وَإِنَّ الدَّليلَ مِن بَعدِهِ [ النّبيّ ] و الحُجَّةَ عَلى المُؤمِنينَ وَ القائِمَ بِأُمورِ المُسلِمين ، وَ النَّاطِقَ عَنِ القُرآنِ ، وَ العالِمَ بِأَحكامِهِ أَخوهُ وَ خَليفَتُهُ وَ وَصيُّهُ ، وَ وَليُّهُ الّذي كانَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى عَليُّ بنُ أَبي طالِبٍ ، وَ بَعدَهُ الحَسَنُ وَالحُسينُ .

ثمّ ذكر الأئمّة واحدا بعد واحد ، و وصفهم بأنّهم عترة الرّسول و أعلمهم بالكتاب و السّنّة . . . ۱ ، و نحن نحاول أن نحصل منه على نسخةٍ فتوغرافيّة ، و لكنّ المانع الآن هو الحرب بين الإيمان و الكفر ، و لعلّ اللّه يفتح لنا المجال بنجاح الثّورة إن شاء اللّه تعالى .
و في معجم المؤلّفين في عنوان عليّ الرّضا : . . . . من آثاره مسند في فضائل أهل البيت . . . أظنّه أن يكون هو هذا الكتاب ، لا صحيفة الرّضا عليه السلام ؛ لأنّها ليست في فضائل أهل البيت عليهم السلام ۲ .

41

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن سنان

0.محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن محمّد بن سنان : و حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقاق و محمّد بن أحمد السّنانيّ و عليّ بن عبد اللّه الورّاق و الحسين بن إبراهيم بن

1.راجع : نظريّة الإمامة : ص۳۸۸ ( مخطوط بدار الكتب ، بالرقم ۱۳۵۸ ) .

2.راجع : معجم المؤلّفين : ج۷ ص۲۵۰ .


مكاتيب الأئمّة ج5
94

ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيرِ اللّهِ مِن غَيرِ ضَرورَةٍ بِهِ ، وَ أَكلُ الرِّبا وَ السُّحتُ بَعدَ البَيِّنَةِ ، وَ المَيسِرُ ، وَ البَخسُ في الميزانِ وَ المِكيالِ ، وَ قَذفُ المُحصَنات ، وَ الزِّنا ، وَاللِّواطُ ، وَ الشَّهاداتُ الزُّورِ ، وَ اليأسُ مِنَ رَوحِ اللّه ، وَ الأَمنُ مِن مَكرِ اللّهِ ، وَ القُنوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ ، وَ مُعاوَنَةُ الظَّالِمينَ وَ الرُّكونُ إلَيهِم ، وَ اليَمينُ الغَمُوسُ ۱ ، وَ حَبسُ الحُقوقِ مِن غَيرِ عُسرٍ ، وَ الكِبرُ ، وَ الكُفرُ ، وَ الإِسرافُ ، وَ التَّبذيرُ ، وَ الخيانَةُ ، وَ كِتمانُ الشَّهادَةِ ، وَ المَلاهي الَّتي تَصُدُّ عَن ذِكرِ اللّهِ مِثلَ الغِناءِ وَ ضَربِ الأَوتارِ ، والإِصرارُ عَلى الصّغائِر مِنَ الذُّنوبِ.
فَهذا أُصولُ الدِّينِ ، وَ الحَمدُ للّهِ رَبِّ العالَمينَ ، وَ صَلَّى اللّهُ عَلى نَبيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسليما. ۲
و في مخطوطات مكتبة آية اللّه المرعشي دامت بركاته نسخةٌ حسنة الخطّ و الاُسلوب ، فيها :
إنّ المأمون بعث إلى الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليهماالسلام ، ووجّه بالفضل بن سهل ذو الرّئاستين ، فقال : أحبّ أن تجمع لنا أُصول الدّين جميعا ، من التّوحيد و العدل و الحلال و الحرام و الفرائض و السّنن ، فإنّك حجّة اللّه على خلقه و معدن العلم و مفترض الطّاعة . قال : فدعى الرّضا عليه السلام بدواةٍ و قرطاسٍ و كتب : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ : أَوَّلُ الفَرائِض . . .
و أشار إلى الرّسالة على كلتا الرّوايتين في أعيان الشّيعة ۳ ، و ظاهر كلامه أنّهما كتابان كتبهما الإمام عليه السلام ، و لكنّه بعيد ؛ لكثرة اشتراك الكتابين في العبائر و الألفاظ كما لا يخفى .
ظاهر رواية العيون أنّ الكتاب كان بخطّه عليه السلام ، و ظاهر نقل التّحف أو صريحه أنّه كان بإملائه و خطّ الفضل بن سهل .

1.اليمين الغموس ـ بفتح الغين ـ : اليمين الكاذبة الّتي يتعمّدها صاحبها لأنّها تغمس صاحبها في الإثم ( الصحاح :ج ۳ ص ۹۵۶ ، القاموس المحيط : ج۲ ص۲۳۵ ، النهاية : ج۳ ص۳۸۶ « غمس » ) .

2.تحف العقول : ص۴۱۵ .

3.راجع : أعيان الشّيعة : ج۲ ص۲۶ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 96139
صفحه از 464
پرینت  ارسال به