391
مكاتيب الأئمّة ج6

اللّهُمَّ وَلا تَدَع مِنهُ بَقِيَّةً إلّا أَفنَيتَ ، وَلا بُنيَةً إلّا سَوَّيتَ ، وَلا حَلقَةً إلّا فَصَمتَ ، وَلا سِلاحاً إلّا أَكلَلتَ ، وَلا حَدَّاً إلّا أَفلَلتَ ، وَلا كُرَاعاً إلّا اجتَحتَ ، وَلا حَامِلَةَ عَلَمٍ إلّا نَكَّستَ .
اللّهُمَّ وَأَرِنَا أَنصَارَهُ عَبَادِيدَ بَعدَ الأُلفَةِ ، وَشَتَّى بَعدَ اجتِمَاعِ الكَلِمَةِ ، وَمُقنِعِي الرُّؤُوسِ بَعدَ الظُّهُورِ عَلى الأُمَّةِ ، وَأَسفِر لَنَا عَن نَهَارِ العَدلِ ، وَأَرِنَاهُ سَرمَداً لا ظُلمَةَ فِيهِ ، وَنُوراً لا شَوبَ مَعَهُ ، وَأَهطِل عَلَينَا نَاشِئَتَهُ ، وَأَنزِل عَلَينَا بَرَكَتَهُ ، وَأَدِل لَهُ مِمَّن نَاوَاهُ وَانصُرهُ عَلى مَن عَادَاهُ .
اللّهُمَّ وَأَظهِر [بِهِ] الحَقَّ ، وَأَصبِح بِهِ فِي غَسَقِ الظُّلَمِ وَبُهَمِ الحَيرَةِ .
اللّهُمَّ وَأَحيِ بِهِ القُلُوبَ المَيِّتَةَ ، وَاجمَع بِهِ الأَهوَاءَ المُتَفَرِّقَةَ وَالآرَاءَ المُختَلِفَةَ ، وَأَقِم بِهِ الحُدُودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحكَامَ المُهمَلَةَ ، وَأَشبِع بِهِ الخِمَاصَ السَّاغِبَةَ ، وَأَرِح بِهِ الأَبدَانَ اللّاغِبَةَ المُتعَبَةَ ، كَمَا أَلهَجتَنَا بِذِكرِهِ ، وَأَخطَرتَ بِبَالِنَا دُعَاءَكَ لَهُ ، وَوَفَّقتَنَا لِلدُّعَاءِ إِلَيهِ وَحِيَاشَةِ أَهلِ الغَفلَةِ عنه [عَلَيهِ] ، وَأَسكَنتَ فِي قُلُوبِنَا مَحَبَّتَهُ وَالطَّمَعَ فِيهِ وَحُسنَ الظَّنِّ بِكَ لإِقَامَةِ مَرَاسِمِهِ .
اللّهُمَّ فَآتِ لَنَا مِنهُ عَلى أَحسَنِ يَقِينٍ ، يَا مُحَقِّقَ الظَّنُونِ الحَسَنَةِ ، وَيَا مُصَدِّقَ الآمَالِ المُبطِنَةِ [المُبطِئَةِ] .
اللّهُمَّ وَأَكذِب بِهِ المُتَأَلِّينَ ۱ عَلَيكَ فِيهِ ، وَأَخلِف بِهِ ظُنُونَ القَانِطِينَ مِن رَحمَتِكَ وَالآيِسِينَ مِنهُ .
اللّهُمَّ اجعَلنَا سَبَباً مِن أَسبَابِهِ ، وَعَلَماً مِن أَعلامِهِ ، وَمَعقِلاً مِن مَعَاقِلِهِ ، وَنَضِّر وُجُوهَنَا بِتَحلِيَتِهِ ، وَأَكرِمنَا بِنُصرَتِهِ ، وَاجعَل فِينَا خَيراً تُظهِرُنَا لَهُ وَبِهِ ، وَلا تُشمِت بِنَا

1.. ألي ، فيه : من يتألّ على اللّه يكذبه ، أي من حكم عليه وحلف ( النهاية : ج ۱ ص ۶۲ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
390

طَلِبَتِي قَبلَ أَن يَخطُرَ بِفِكرِي أَو يَقَعَ فِي خَلَدِي ، فَصِلِ اللّهُمَّ دُعَائِي إِيَّاكَ بِإِجَابَتِي وَاشفَع مَسأَلَتِي بِنُجحِ طَلِبَتِي .
اللّهُمَّ وَقَد شَمِلَنَا زَيغُ الفِتَنِ ، وَاستَولَت عَلَينَا غَشوَةُ الحَيرَةِ ، وَقَارَعَنَا الذُّلُّ وَالصِّغَارُ ، وَحَكَمَ عَلَينَا غَيرُ المَأمُونِينَ فِي دِينِكَ ، وَابتَزَّ أُمُورَنَا مَعَادِنُ الأُبَنِ مِمَّن عَطَّلَ حُكمَكَ وَسَعَى فِي إِتلافِ عِبَادِكَ وَإِفسَادِ بِلادِكَ .
اللّهُمَّ وَقَد عَادَ فينا [فَيئُنَا] دُولَةً بَعدَ القِسمَةِ وَإِمَارَتُنَا غَلَبَةً بَعدَ المَشُورَةِ ، وَعُدنَا مِيرَاثاً بَعدَ الاختِيَارِ لِلأُمَّةِ ، فَاشتُرِيَتِ المَلاهِي وَالمَعَازِفُ بِسَهمِ اليَتِيمِ وَالأَرمَلَةِ ، وَحَكَمَ فِي أَبشَارِ المُؤمِنِينَ أَهلُ الذِّمَّةِ ، وَوَلِيَ القِيَامَ بِأُمُورِهِم فَاسِقُ كُلِّ قَبِيلَةٍ ، فَلا ذَائِدٌ يَذُودُهُم عَن هَلَكَةٍ ، وَلا رَاعٍ يَنظُرُ إِلَيهِم بِعَينِ الرَّحمَةِ وَلا ذُو شَفَقَةٍ يُشبِعُ الكَبِدَ الحَرَّى مِن مَسغَبَةٍ ، فَهُم أُولُو ضَرَعٍ بِدَارٍ مَضِيعَةٍ ، وَأُسَرَاءُ مَسكَنَةٍ ، وَحُلَفَاءُ كَآبَةٍ وَذِلَّةٍ .
اللّهُمَّ وَقَدِ استَحصَدَ زَرعُ البَاطِلِ وَبَلَغَ نِهَايَتَهُ وَاستَحكَمَ عَمُودُهُ وَاستَجمَعَ طَرِيدُهُ وَخَذرَفَ وَلِيدُهُ وَبَسَقَ فَرعُهُ وَضُربَ بُحرَانِهِ [ضَرَبَ بِجِرَانِهِ ۱ ] .
اللّهُمَّ فَأَتِح لَهُ مِنَ الحَقِّ يَداً حَاصِدَةً تَصدَعُ [تَصرَعُ] قَائِمَهُ وَتَهشِمُ سُوقَهُ وَتَجُبُّ سَنَامَهُ وَتَجدَعُ مَرَاغِمَهُ ، لِيَستَخفِيَ البَاطِلُ بِقُبحِ صُورَتِهِ وَيَظهَرَ الحَقُّ بِحُسنِ حِليَتِهِ .
اللّهُمَّ وَلا تَدَع لِلجَورِ دِعَامَةً إلّا قَصَمتَهَا ، وَلا جُنَّةً إلّا هَتَكتَهَا ، وَلا كَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّا فَرَّقتَهَا ، وَلا سَرِيَّةَ ثِقلٍ إلّا خَفَّفتَهَا ، وَلا قَائِمَةَ عُلُوٍّ إلّا حَطَطتَهَا ، وَلا رَافِعَةَ عَلَمٍ إلّا نَكَّستَهَا ، وَلَا خَضرَاءَ إلّا أَبَرتَهَا .
اللّهُمَّ فَكَوِّر شَمسَهُ ، وَحُطَّ نُورَهُ ، وَاطمِس ذِكرَهُ ، وَارمِ بِالحَقِّ رَأسَهُ ، وَفُضَّ جُيُوشَهُ ، وَأَرعِب قُلُوبَ أَهلِهِ .

1.. الأبجر : العظيم البطن وقد بجر كفرح فيهما « ج » بجر وبجران ( تاج العروس : ج ۶ ص ۴۸ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 103793
صفحه از 453
پرینت  ارسال به