413
مكاتيب الأئمّة ج6

خَشيَةِ اللّهِ ، وَرُجُوعاً إِلَى طَاعَةِ اللّهِ عز و جل .
فَاعمَلُوا مِن بَعدِهِ مَا شِئتُم فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمَؤمِنُونَ ، ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُم تَعمَلُونَ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ، وَالحَمدُ للّهِ كَثِيرَاً رَبِّ العَالَمِينَ .
وَأَنتَ رَسُولِي يَا إِسحَاقُ إِلَى إِبرَاهِيمَ بنِ عَبدَةَ وَفَّقَهُ اللّهُ ، أَن يَعمَلَ بِمَا وَرَدَ عَلَيهِ فِي كِتَابِي مَعَ مُحَمَّدِ بنِ مُوسَى النِّيسَابُورِيِّ إِن شَاءَ اللّهُ ، وَرَسُولِي إِلَى نَفسِكَ ، وَإلَى كُلِّ مَن خَلفَكَ بِبَلَدِكَ ، أَن يَعمَلُوا بِمَا وَرَدَ عَليكُم فِي كِتَابِي مَعَ مُحَمَّدٍ بنِ مُوسَى إِن شَاءَ اللّهُ ، ويَقرَأُ إِبرَاهيمُ بنُ عَبدَةَ كِتَابِي هَذَا وَمَن خَلفَهُ بِبَلَدِهِ ، حَتَّى لَا يَسأَلُونِي ، وَبِطَاعَةِ اللّهِ يَعتَصِمُونَ ، وَالشَّيطَانِ بِاللّهِ عَن أَنفُسِهِم يَجتَنِبُونَ ، وَلَا يَطِيعُونَ .
وَعَلَى إِبرَاهِيمَ بنِ عَبدَةَ سَلَامُ اللّهِ وَرَحمَتُهُ ، وَعَلَيكَ يَا إِسحَاقُ ، وَعَلَى جَمِيعِ مَوَالِيَّ السَّلَامُ كَثِيرَاً ، سَدَّدَكُم اللّهُ جَمِيعاً بِتَوفِيقِهِ ، وَكُلُّ مَن قَرَأَ كِتَابَنَا هَذَا مِن مَوَالِيَّ مِن أَهلِ بَلَدِكَ ، وَمَن هُوَ بِنَاحِيَتِكُم ، وَنَزَعَ عَمَّا هُوَ عَلَيهِ مِنَ الانحِرَافِ عَنِ الحَقِّ ، فَليُؤَدِّ حُقُوقَنَا إِلَى إِبرَاهِيمَ بنِ عَبدَةَ ، وَليَحمِل ذَلِكَ إِبرَاهِيمُ بنُ عَبدَةَ إِلَى الرَّازِيِّ رضى الله عنه ، أَو إِلَى مَن يُسَمِّي لَهُ الرَّازِيُّ ، فَإِنَّ ذَلِكَ عَن أَمرِي وَرَأيِيِ إِن شَاءَ اللّهُ .
وَيَا إِسحَاقُ اقرَأ كِتَابَنَا عَلَى البَلَالِيِّ رضى الله عنه ، فَإِنَّهُ الثِّقَةُ المَأمُونُ العَارِفُ بِمَا يَجِبُ عَلَيهِ ، وَاقرَأهُ عَلَى المَحمُودِيِّ عَافَاهُ اللّهُ ، فَمَا أَحمَدنَا لَهُ لِطَاعَتِهِ ، فَإِذَا وَرَدتَ بَغدَادَفَاقرَأهُ عَلَى الدِّهقَانِ ، وَكيلِنَا ، وَثِقَتِنَا ، وَالَّذِي يَقبِضُ مِن مَوَالِينَا ، وَكُلُّ مَن أَمكَنَكَ مِن مَوَالِينَا فَاقرَأهُم هَذَا الكِتَابَ ، وَيَنسِخُهُ مَن أَرَادَ مِنهُم نُسخَةً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَى .
وَلَا يَكتُم إِن شَاءَ اللّهُ أَمرَ هَذَا عَمَّن يُشَاهِدهُ مِن مَوَالِينَا ، إِلَا مِن شَيطَانٍ مُخَالِفٍ لَكُم ، فَلَا تَنثُرَنَّ الدُّرَّ بَينَ أَظلَافِ الخَنَازِيرِ ، وَلَا كَرَامَةَ لَهُم ، وَقَد وَقَعنَا فِي كِتَابِكَ


مكاتيب الأئمّة ج6
412

رَسُولِي ، وَمَا نَالَهُ مِنكُم حِينَ أَكرَمَهُ اللّهُ بِمَصِيرِهِ إِلَيكُم ، وَمَن بَعدِ إِقَامَتِي لَكُم إِبرَاهِيمَ بنَ عَبدَةَ ، وَفَّقَهُ اللّهُ لِمَرضَاتِهِ وَأَعانَهُ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَكِتَابِي الَّذَي حَمَلَهُ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى النِّيسَابُورِيُّ ، وَاللّهُ المُستَعَانُ عَلَى كُلِّ حَالٍ .
وَإِنِّي أَرَاكُم تُفَرِّطُونَ فِي جَنبِ اللّهِ فَتَكُونُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ ، فَبعدَاً وَسَحقَاً لِمَن رَغَبَ عَن طَاعَةِ اللّهِ وَلَم يَقبَل مَواعِظَ أَولِيَائِهِ ، وَقَد أَمَرَكُم اللّهُ جَلَّ وَعَلَا بِطَاعَتِهِ لَا إِله إِلَا هُوَ ، وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه و آله ، وَبِطَاعَةِ أُولِى الأَمرِ عليهم السلام ، فَرَحِمَ اللّهُ ضَعفَكُم وَقِلَّةَ صَبرِكُم عَمَّا أَمَامَكُم ، فَمَا أَغَرَّ الإِنسَانَ بِرَبِّهِ الكَرِيمِ ، وَاستَجَابَ اللّهُ دُعَائِي فِيكُم ، وَأَصلَحَ أُمُورَكُم عَلَى يَدِي ، فَقَد قَالَ اللّهُ جَلَّ جَلَالُهُ : « يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَامِهِمْ»۱ ، وَقَالَ جل جلاله : « وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً »۲ ، وقال اللّه جل جلاله : « كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ»۳ .
فَمَا أُحِبُّ أَن يَدعُوَ اللّهَ جل جلاله بِي وَلَا بِمَن هُوَ فِي أَيَّامِي إِلَا حَسَبَ رِقَّتِي عَلَيكُم ، وَمَا انطَوَى لَكُم عَلَيهِ مِن حُبِّ بُلُوغِ الأَمَلِ فِي الدَّارَينِ جَمَيعَاً ، وَالكَينُونَةِ مَعَنا فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ .
فَقَد يا إِسحَاقُ ـ يَرحَمُكَ اللّهُ وَيَرحَمُ مَن هُوَ وَرَاءَكَ ـ بَيَّنتُ لَكُم بَيَاناً ، وَفَسَّرتُ لَكُم تَفسِيراً ، وَفَعَلتُ بِكُم فِعلَ مَن لَم يَفهَم هَذَا الأَمرَ قَطُّ ، وَلَمَ يَدخُل فِيهِ طَرفَةَ عَينٍ ، وَلَو فَهِمَتِ الصُّمُّ الصِّلَابُ بَعضَ مَا فِي هَذَا الكِتَابِ لَتَصَدَّعَت قَلَقاً خَوفاً مِن

1.. الإسراء :۷۱ .

2.. البقرة : ۱۴۳ .

3.. آل عمران :۱۱۰ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 103807
صفحه از 453
پرینت  ارسال به