دِيناً » 1 ، وَفَرضَ عَلَيكُم لِأَولِيائِهِ حُقُوقاً فَأَمَرَكُم بِأَدَائِهَا إِلَيهِم ؛ لِيَحِلَّ لَكُم مَا وَرَاءَ ظُهُورِكُم مِن أَزوَاجِكُم وَأَموَالِكُم وَمَأكَلِكُم وَمَشرَبِكُم ، وَيُعَرِّفَكُم بِذَلِكَ البَرَكَةَ والنَّمَاءَ وَالثَّروَةَ ، وَلِيَعلَمَ مَن يُطِيعُهُ مِنكُم بِالغَيبِ ، وقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : « قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» 2
.
فَاعلَمُوا إِنَّ مَن يَبخَلُ فَإِنَّمَا يَبخَلُ عَلَى نَفسِهِ ، إِنَّ اللّهَ هُوَ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقرَاءُ إِلَيهِ لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ ، فَاعمَلُوا مِن بَعدِ مَا شِئتُم فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُم وَرسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ ، ثُمَّ تُرَدَّوَن إِلَى عَالِمِ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُم تَعمَلُوَن وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ، وَالحَمدُ للّهِ رَبِّ العَالَمِينَ . 3
۰.وفي الأمالي للطوسي : قال : أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه ، عن عليّ بن محمّد العلويّ ، قال : حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن محمّد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ عليه السلام :إِنَّ اللّهَ عز و جل بِمَنِّهِ وَرَحمَتِهِ ، لَمَّا فَرَضَ عَلَيكُم الفَرَائِضَ ، لَم يَفرِض ذَلِك عَلَيكُم لِحَاجَةٍ مِنهُ إِلَيهِ ، بَل رَحمَةً مِنهُ ، لِا إِلَهَ إِلَا هُوَ ، لِيَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ، وَلِيَبتَلِيَ مَا فِي صُدُورِكُم ، وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُم ، وَلتَتَسَابَقُوا إِلَى رَحمَتِهِ ، وَلِتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُم فِي جَنَّتِهِ ، فَفَرَضَ عَلَيكُم الحَجَّ وَالعُمرَةَ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالصَّومَ وَالوَلَايَةَ ، وَجَعَلَ لَكُم بَاباً لِتَفتَحُوا بِهِ أَبوَابَ الفَرَائِضِ مِفتَاحاً إِلَى سُبُلِهِ .
وَلَولَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وَالأَوصِيَاءُ مِن وُلدِهِ كُنتُم حَيَارَى كَالبَهَائِمِ ، لَا تَعرِفُونَ فَرضاً مِنَ