415
مكاتيب الأئمّة ج6

دِيناً » 1 ، وَفَرضَ عَلَيكُم لِأَولِيائِهِ حُقُوقاً فَأَمَرَكُم بِأَدَائِهَا إِلَيهِم ؛ لِيَحِلَّ لَكُم مَا وَرَاءَ ظُهُورِكُم مِن أَزوَاجِكُم وَأَموَالِكُم وَمَأكَلِكُم وَمَشرَبِكُم ، وَيُعَرِّفَكُم بِذَلِكَ البَرَكَةَ والنَّمَاءَ وَالثَّروَةَ ، وَلِيَعلَمَ مَن يُطِيعُهُ مِنكُم بِالغَيبِ ، وقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : « قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» 2
.
فَاعلَمُوا إِنَّ مَن يَبخَلُ فَإِنَّمَا يَبخَلُ عَلَى نَفسِهِ ، إِنَّ اللّهَ هُوَ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقرَاءُ إِلَيهِ لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ ، فَاعمَلُوا مِن بَعدِ مَا شِئتُم فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُم وَرسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ ، ثُمَّ تُرَدَّوَن إِلَى عَالِمِ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُم تَعمَلُوَن وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ، وَالحَمدُ للّهِ رَبِّ العَالَمِينَ . 3

۰.وفي الأمالي للطوسي : قال : أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه ، عن عليّ بن محمّد العلويّ ، قال : حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن محمّد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ عليه السلام :إِنَّ اللّهَ عز و جل بِمَنِّهِ وَرَحمَتِهِ ، لَمَّا فَرَضَ عَلَيكُم الفَرَائِضَ ، لَم يَفرِض ذَلِك عَلَيكُم لِحَاجَةٍ مِنهُ إِلَيهِ ، بَل رَحمَةً مِنهُ ، لِا إِلَهَ إِلَا هُوَ ، لِيَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ، وَلِيَبتَلِيَ مَا فِي صُدُورِكُم ، وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُم ، وَلتَتَسَابَقُوا إِلَى رَحمَتِهِ ، وَلِتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُم فِي جَنَّتِهِ ، فَفَرَضَ عَلَيكُم الحَجَّ وَالعُمرَةَ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالصَّومَ وَالوَلَايَةَ ، وَجَعَلَ لَكُم بَاباً لِتَفتَحُوا بِهِ أَبوَابَ الفَرَائِضِ مِفتَاحاً إِلَى سُبُلِهِ .
وَلَولَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وَالأَوصِيَاءُ مِن وُلدِهِ كُنتُم حَيَارَى كَالبَهَائِمِ ، لَا تَعرِفُونَ فَرضاً مِنَ

1.. المائدة : ۳ .

2.. الشورى : ۲۳ .

3.. علل الشرائع : ص ۲۴۹ ح۶ ، وسائل الشيعة : ج ۱ ص ۲۱ ح ۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۹۹ ح ۳ .


مكاتيب الأئمّة ج6
414

بِالوُصُولِ وَالدُّعَاءِ لَكَ وَلِمَن شِئتَ ، وَقَد أَجَبنَا شِيعَتَنَا عَن مَسأَلَتِهِ وَالحَمُدُ للّهِ ، فَمَا بَعدَ الحَقِّ إِلَا الضَّلَالُ ، فَلَا تَخرُجَنَّ مِنَ البَلدَةِ حَتَّى تَلقَى العَمرِيِّ رضى الله عنه بِرِضَائِي عَنهُ ، فَتُسَلِّمَ عَلَيهِ ، وَتَعرِفَهُ وَيَعرِفَكَ ، فَإِنَّهُ الطَّاهِرُ الأَمِينُ العَفِيفُ القَرِيبُ مِنَّا وَإلَينَا ، فَكُلُّ مَا يُحمَلُ إِلَينَا مِن شَيءٍ مِنَ النَّواحِي فَإِلَيهُ المَسِيرُ آخِرُ عُمرِهِ ، لِيُوصِلَ ذَلِكَ إلَينَا .
وَالحَمدُ للّهِ كَثِيرَاً ، سَتَرَنَا اللّهُ وَإِيَّاكُم يِا إِسحَاقُ بِسِترِهِ ، وَتَوَلَاكَ فِي جَمِيعِ أُمورِكَ بِصُنعِهِ ، وَالسَّلَامُ عَلَيكَ وَعَلَى جَمِيعِ مَوَالِيَّ ، وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيرَاً . ۱

0.وفي علل الشرائع : حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوريّ ، أنّ العالم كتب إليه ـ يعني الحسن بن عليّ عليه السلام ـ :إِنَّ اللّهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَرَحمَتِهِ لَمَّا فَرَضَ عَلَيكُم الفَرائِضَ ، لَم يَفرِض ذَلِكَ عَلَيكُم لِحَاجَةٍ مِنهُ إِلَيهِ ، بَل رَحمَةً مِنهُ إِلَيكُم لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ ؛ لِيَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَلِيَبتَلِيَ مَا فِي صُدُوركُم ، وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُم ، وَلتَتَسَابَقُوا إِلَى رَحمَتِهِ ، وَلتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُم فِي جَنَّتِهِ ، فَفَوَّضَ عَلِيكُمُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ وَإقَامَ الصَّلاةِ وَإيتَاءَ الزَّكَاةِ وَالصُّومَ وَالوَلَايَةَ ، وَجَعَلَ لَكُم بَاباً لِتَفتَحُوا بِهِ أَبوَابَ الفَرِائِضِ وَمِفتَاحاً إِلَى سَبِيلِهِ .
وَلَولَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وَالأَوصِياءُ مِن وُلدِهِ كُنتُم حَيَارَى كَالبَهَائِمِ لَا تَعرِفُونَ فَرضاً مِنَ الفَرَائِضِ ، وَهَل تُدخَلُ قَريَةً إِلَا مِن بَابِهَا ؟ فَلَمَّا مَنَّ اللّهُ عَلَيكُمِ بِإقَامَةِ الأَولِيَاءَ بَعدَ نَبِيِّكُم صلى الله عليه و آله قَالَ اللّهُ عز و جل : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلامَ

1.. رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۴۴ الرقم ۱۰۸۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۳۱۹ نقلاً عنه .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 103906
صفحه از 453
پرینت  ارسال به