والصفات والأفعال ، ولا شك في أن وجود جميع الكمالات فيه ـ سبحانه ـ راجع إلى تنزيهه من جميع النقائص .
على هذا ، فإنّ التحميد هو في الحقيقة نوع من التسبيح ، باختلاف في جهة واحدة وهي أنّ التسبيح ثناء على اللّه بصفات الجلال والتحميد ، ثناء عليه بصفات الجمال ، واقتران التسبيح بالتحميد ، يعني الثناء على اللّه ـ تعالى ـ بصفات الجلال والجمال معا .
بعبارة اُخرى ، فإنّ التحميد ملازم للتسبيح كما أنّ الصفات الثبوتية للحق ـ تعالى ـ تستلزم صفاته السلبية وبذلك يتم اقتران تنزيه اللّه ـ تعالى ـ من جميع النقائص ووصفه بجميع الكمالات ، من خلال اقتران التحميد بالتسبيح .
الملاحظة الأخرى هي أنّ التحميد ليس بمفرده نوعا خاصّا من التسبيح ، بل إنّ التهليل والتكبير نوعان من التسبيح أيضا ، لأنّ التهليل هو تنزيه الخالق ـ سبحانه ـ من الشرك ، والتكبير تنزيهه من وصف الجاهلين وتحديدهم له ، لذلك فقد سأل الإمام الصادق عليه السلام الشخص الذي كبّر في حضوره عليه السلام قائلاً : اللّهُ أكبَرُ مِن أيِّ شَيءٍ؟
فأجاب ذلك الشخص بقوله : من كلّ شيء .
فقال الإمام : حَدَّدتَهُ .
فقال الرجل : فكيف أقول؟
فقال الإمام : قُل : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ . ۱
وعلى هذا ، فإنّ جذور التحميد والتهليل والتكبير تمتد في التسبيح ، ورغم أنّ هذه الأذكار مختلفة من حيث المفهوم ولكنّها تتمتع بالوحدة في المصداق ، لذلك يطلق على هذه الأذكار الأربعة في الصلاة مصطلح «التسبيحات الأربعة» ۲ ، كما يسمى «التكبير» و«التحميد» بالتسبيح في تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام . ۳
1.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۷ ح ۸ ، التوحيد : ص ۳۱۳ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۸۴ ص ۳۶۶ ح ۲۰ .
2.راجع : ص ۱۳۲ (التسبيحات الأربعة) .
3.راجع : ص ۱۳۶ (تسبيح فاطمة عليهاالسلام) .