163
منتخب نهج الذكر (عربي)

وممّا يجدر ذكره أن كلمة «التحميد» لم تستعمل في القرآن ، ولكن ورد استعمالها في الأحاديث الإسلامية رغم أنّه لا يرقى إلى كثرة استعمال «الحمد» .

ملاحظات حول معنى «الحمد»

هناكَ ملاحظات تستحق الاهتمام فيما يتعلق بمعنى «الحمد» في الكتاب والسنّة :
1 . لقد استعملت هذه اللفظة في الكتاب والسنّة في فضيلة اللّه الذاتية ، مثل :
«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ في الملك...» . ۱
2 . إنّ مدح اللّه ـ تعالى ـ ، ينبثق من معرفته ، ولذلك فإنّ لحقيقة الحمد الإلهي وكماله علاقة مباشرة بمستوى معرفته ؛ فكلما ازدادت المعرفة بجمال الحق ـ تعالى ـ وكماله ، ازداد كمال مدح المادح .
بناء على ذلك فإن أكمل وأفضل مادح للّه ـ تعالى ـ ، هو اللّه نفسه ذلك لعدم وجود أي أحد يعرف ذاته المقدّسة مثله ، ولذلك فإنّ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ ليس الأحق بالمدح فحسب ، بل هو أيضا أفضل مادح لنفسه ، كما نقرأ في الدعاء : «يا خَيرَ حامِدٍ ومَحمودٍ» ۲ .
3 . إنّ تفسير الحمد بالشكر والمفاهيم المشابهة له في الروايات هو تفسير بالأعم ، وممّا لا نشكّ فيه أنّ هذا التفسير لا يعني أن من غير الممكن مدح اللّه دون أخذ نعمه بنظر الاعتبار .
4 . إنّ الأحاديث التي فسّرت «الحمد» ب «حق الشكر» أو «تمام الشكر» أو «وفاء الشكر» ، تريد من ذلك الشكر باللسان بمعنى أنّ كلمة «الحمد» إذا جرت على اللسان من منطلق المعرفة ، فإنّ اللسان يكون قد أدّى واجبه في الشكر حقيقةً

1.الإسراء : ۱۱۱ .

2.راجع : ص ۱۶۹ (خير حامد و محمود) .


منتخب نهج الذكر (عربي)
162

المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ، وممّا يقال منه وفيه بالتسخير ، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه ، والحمد يكون في الثاني دون الأوّل . والشكر لا يقال إلّا في مقابلة نعمة فكلّ شكر حمد وليس كلّ حمد شكرا ، وكلّ حمد مدح وليس كلّ مدح حمدا . ۱

«الحمد» و«التحميد» في الكتاب والسنّة

لقد ورد الاهتمام بمدح اللّه وتأكيده في القرآن الكريم في 43 آية بأشكال مختلفة ، فقد مدح اللّه ـ تعالى ـ نفسه في 14 آية ۲ ، وأمر بحمده والثناء عليه في 13 آية ۳ (6 مرات من دون تسبيح و7 مرّات مع التسبيح) ، ونقل في 16 آية حمد اللّه ـ تعالى ـ على لسان الأنبياء ۴ ، والملائكة ۵ ، وأهل الجنّة ۶ ، وأهل القيامة ۷ ، والمؤمنون ۸ ، والرعد ۹ وجميع الأشياء ۱۰ . بالإضافة إلى ذلك فقد وصف اللّه ـ سبحانه ـ ب «الحميد» في سبع عشرة آية . ۱۱

1.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۵۶ .

2.راجع : الفاتحة : ۱ ، الأنعام : ۱ و ۴۵ ، النحل : ۷۵ ، الإسراء : ۱۱۱ ، الكهف : ۱ ، القصص : ۷۰ ، الروم : ۱۸ ، سبأ : ۱ ، فاطر : ۱ ، الصافّات : ۱۸۲ ، الزمر : ۲۹ ، غافر : ۶۵ ، الجاثية : ۳۶ .

3.راجع : الحجر : ۹۸ ، الإسراء : ۱۱۱ ، طه : ۱۳۰ ، المؤمنون : ۲۸ ، الفرقان : ۵۸ ، النمل : ۵۹ و ۹۳ ، العنكبوت : ۶۳ ، لقمان : ۲۵ ، غافر : ۵۵ ، ق : ۳۹ ، الطور : ۴۸ ، النصر : ۳ .

4.راجع : إبراهيم : ۳۹ ، النمل : ۱۵ .

5.راجع : البقرة : ۳۰ ، الزمر : ۷۵ ، غافر : ۷ ، الشورى : ۵ .

6.راجع : الأعراف : ۴۳ ، يونس : ۱۰ ، فاطر : ۳۴ ، الزمر : ۷۴ .

7.راجع : الإسراء : ۵۲ .

8.راجع : التوبة : ۱۱۲ ، السجدة : ۱۵ .

9.راجع : الرعد : ۱۳ .

10.راجع : الإسراء : ۴۴ ، التغابن : ۱ .

11.راجع : البقرة : ۲۶۷ ، النساء : ۱۳۱ ، هود : ۷۳ ، إبراهيم : ۱ و ۸ ، الحجّ : ۲۴ و ۶۴ ، لقمان : ۱۲ و ۲۶ ، سبأ : ۶ ، فاطر : ۱۵ ، فصّلت : ۴۲ ، الشورى : ۲۸ ، الحديد : ۲۴ ، الممتحنة : ۶ ، التغابن : ۶ ، البروج : ۸ .

  • نام منبع :
    منتخب نهج الذكر (عربي)
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 62898
صفحه از 368
پرینت  ارسال به