87
منتخب نهج الذكر (عربي)

إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ .۱
كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام جوابا على سؤال محمّد بن سنان : ما الاسم؟ صِفَةٌ لِمَوصوفٍ۲.۳
على هذا الأساس ، فإنّ جميع الأسماء الإلهيّة هي صفاته من وجهة نظر الأحاديث الإسلامية ، وجميع الصفات الإلهية هي أسماؤه .
بعبارة أخرى يبدو أنّه ليس للّه ـ تعالى ـ اسم جامد وغير مشتق يكون علامة فقط ، وأنّ صفة من الصفات الإلهية قد أخذت بنظر الاعتبار في جميع أسمائه ، حتى أنّ الاسم «اللّه » له مادة اشتقاق . ۴

4. معنى الأسماء والصفات الإلهيّة

الملاحظ البالغة الدقة التي أشير إليها في أحاديث أهل البيت عليهم السلام في بيان معنى الأسماء والصفات الإلهيّة هي أنها لا هوية منفصلة لها عن الذات الإلهيّة المقدّسة ، كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام ۵ ، على هذا ، فإنّ استعمال الأسماء الإلهيّة يجب أن لا يكون بشكل يفقد المفهوم والمعنى من جهة كي يؤدي إلى تعطيل معرفة اللّه ـ تعالى ـ ، كما يجب ـ من جهة أخرى ـ أن لا نتصوّر لها مفهوما منفصلاً عن ذات البارئ ـ تعالى ـ حتى تنتهي إلى التشبيه والشرك بل إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة ليست سوى التعبير عن الذات المتمتعة بجميع الكمالات والفاقدة لجميع النقائص .

1.راجع : ص ۹۱ ح ۲۷۰ .

2.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «صفة لموصوف»، أي سمة وعلامة تدلّ على ذات فهو غير الذات، أو المعنى أنّ أسماء اللّه تعالى تدلّ على صفات تصدق عليه، أو المراد بالاسم هنا ما أشرنا إليه سابقا، أي المفهوم الكلّي الذي هو موضوع اللفظ (مرآة العقول : ج ۲ ص ۳۱) .

3.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۳ ح ۳ ، التوحيد : ص ۱۹۲ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۵۹ ح ۳ .

4.راجع : ص ۹۱ ح ۲۷۱ .

5.راجع : ص ۹۱ ح ۲۷۱ و ص۹۲ ح ۲۷۳ .


منتخب نهج الذكر (عربي)
86

1. معنى «الاسم»

إنّ هناك اختلافا في الآراء بشأن مادة «الاسم» : فقد رأى البعض أنه مشتق من «وسم» بمعنى العلامة ، واعتبره البعض مشتقا من «السموّ» بمعنى العلو والرفعة ، ومع ذلك فإنهم يذعنون إلى أنه يعني العلامة من ناحية المعنى اللغوي . ۱

2. الفرق بين الاسم والصفة

للصفة معنيان فهي أحيانا بمعنى مصدر «الوصف» وأحيانا بمعنى اسم المصدر ، أي العلامة التي تبين إحدى صفات الموصوف .
واستنادا إلى المعنى الثاني ، فإن الاسم والصفة كليهما بمعنى علامة المسمّى والموصوف ، والفرق الوحيد بينهما أنّ الاسم يشمل كل علامة ، وأمّا الصفة فهي العلامة الخاصّة ، والنسبة بينهما بحسب الاصطلاح هي العموم والخصوص المطلق ، أي إن كلّ صفة هي اسم أيضا في حين أن كل اسم ليس صفة ، وعلى سبيل المثال فإن زيدا اسم ، وليس صفة ولكن العالم يجمع بين كونه اسما وصفة .

3. اتّحاد الاسم والصفة فيما يتعلّق باللّه عز و جل

للاسم والصفة في الأحاديث الإسلامية معنى واحد فيما يتعلق باللّه ـ تعالى ـ ، على سبيل المثال فإن «السميع» و«البصير» اعتبرا صفة في بعض الأحاديث ۲ ، فيما طرحا في أحاديث أخرى باعتبارهما اسمين ۳ ، وتصرح بعض الأحاديث بأنه لافرق بين أسماء اللّه وصفاته ، كما نقل عن الإمام الباقر عليه السلام :

1.راجع : الإنّصاف في مسائل الخلاف بين النحوين «البصريّين والكوفيّين» : ج ۶ ص ۱۶ والمصباح المنير : ص ۲۹۰ ولسان العرب : ج ۱۴ ص ۴۰۱ ومشكل إعراب القرآن : ج ۱۰ ص ۶ .

2.التوحيد : ص ۱۴۶ ح ۱۴ .

3.التوحيد : ص ۱۸۷ .

  • نام منبع :
    منتخب نهج الذكر (عربي)
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 62868
صفحه از 368
پرینت  ارسال به