51
سهم زنان در نشر حديث

البسيط :

لايعرِف الشَوقَ إلّا مَنْ يُكابدُهُو لا الكناية إلّا من معانيها
فإذا وقعَ لمثل صاحب «إشارات الاُصول» غَلَطان واضِحان فى سَنَدٍ واحد ـ و هو النَيْقدُ الخبيرُ ـ فما ظنُّك بمنة . . . . و كان من اهتمام السَلَف بنَقْد الأسانيد ، و الجِدّ فى أمرها ما يعرفه أهل العلم . فكانوا يضربون آباطَ الإبِل ، و يشدُّون الرِحال ، و يطوفُون البلادَ ، لتحصيل العالى من الأسناد [لأنّه أبعد من الفساد] . و ربّما قلبُوا بعضَ الأسانيد ، أو ركّبوا بعضَها من بعض ، لامتحان مُدَّعى العلم ، فإذا خفى عليه لم يلتفتوا إليه . و قد قالوا : الإسناد من الدين ، و ما حُوريت البِدع بمثل الأسانيد ، و لو لا ها لنَقَلَ مَنْ شاءَ ما شاءَ و عَزاه إلى مَنْ شاءَ . فاستخرتُ اللّه تعالى ، و أهديتُ إليها نبذةٌ من الأسانيد [الصحيحة ، أجزت لها الرواية عنّى ]بحقّ روايتى عن [علية ]الشيوخ الأثبات ، و [ائمّة الحديث ]سَدنَة علوم الأئمّة الهداة : 1 . أخبرنى الشيخ العالم العارف السالك ، و الورع التقىّ الناسك ، جامع أشتات الفضائل ، و نموذج الأوائل ، إمامُ زمانه بل الأزمان فى علوم الحديث ، و مَنْ لم يكتمل طَرْفُ الدهر بمثله فى القديم و الحديث ، أبومحمّد ، الآقا ميرزا حسين النورىّ الطبرسىّ أعلى اللّه فى درجات الجنات رُتْبَته ، و عطّر بأنسام الرحمة تُرْبَته ، فى الحائر الشريف ممّا يلى الرأس المبارك . قال : أخبرنى الشيخ الإمام الحاج الشيخ مرتضى الأنصارى ، عن المولى أحمد النراقى ، عن السيّد مهدى الطباطبائى بحر العلوم ، [عن المولى الاغا محمّدباقر الوحيد الاصبهانى الشهير بالبهبهانى] . 2 . (ح) و أخبرنى شيخى و أستادى ، و مَنْ عليه فى العلوم اعتمادى ، (و عنه إسناد) العلّامة الثانى الحاج الشيخ فتح اللّه النمازىّ الأصبهانى ، الملقّب بشيخ الشريعة المعروف بشريعت [ طاب ثراه] . 3 . و السيّد العالم الثقة ، صدوق عصره ، السيّد حسن صدر الدين العاملىّ أصلاً ، الكاظمىّ موطنًا . 4 . و السيّد الرئيس فى الدنيا و الدين ، الحاج السيّد محمّد القزوينىّ ثمّ الحلّى ، (عن)


سهم زنان در نشر حديث
50

بالتحديث عن الانقطاع . و بعد ، فإنّ السيّدة الشريفة العالية ، و الدرّة المكنونة الغالية ، ثمرة الشجرة التى (أصلها ثابتٌ و فرعها فى السماء) و زهرة روضة بَنى الزهراء ، رَبّة المفاخر و المناقب ، و عقيلة آل أبى طالب ، المقتفية آثار آبائها و أجدادها ، و الجامعة بين طريف المكارم و تِلادها ، و الاخذة بطَرَفى الفَخار من الحَسَب و النَسَب ، و البالغة منه أعلى الرُتَب [العالمة الفاضلة الفقيهة الحكيمة العارفة الكاملة ] ذات الشرف الباذخ ، اُمّ الفضل ، سَتّ المشايخ ، كريمة الواصل إلى رحمة الرحمن ، و الساكن فى جوار أجداده غرف الجنان (السيّد محمّد على أمين التجّار) ـ قدّس اللّه روحه ـ و جعل من الرحيق المختوم غَبوقه و صَبوحَه ، أهدتْ إلىّ كتابها الكريم ، الذى سمّتْهُ : «الأربعين الهاشميّة » ولو كان أمرُ التَسْمية إلىّ لسمّيتُهُ «الأربعين الفاطميّة » . فوجدتُه عقدا منظّمًا من غوالى الفرائد ، و مسرحًا تُجنى منه ثمارُ الفوائد ، مَصَنفًا يشهد كلّ مُنْصِفٍ أنّه حوى صُنوف العلوم ، و أحيا من الاثار المعاهدَ و الرُسُوم . كما قيلَ ـ من المتقارب ـ :

تَزِينُ مَعانيهِ ألْفاظَهُوألفاظُهُ زائِناتُ المعانيْ
فكم كنز خفىَ من الأسرار أوْضَحَتْهُ ، و مُشْكل من الأخبار فَسَّرتْهُ ، و حديث مُعضلٍ أزاحتْ عنه الإعضال ، و أصابت الحقّ إذا اختلفتْ فيه الأقوال ، و لا غَرْوَ ؛ فأهل البيت أدرى بما فيهِ ، و أعرفُ بظاهره و خافِيه . قوام الكتاب أنّها أمُّ الكتاب ، الذى لو صدر من رُحَلةٍ يخترقُ الافاق ، و يجوبُ البلادَ من الشام و العراق ، و يختلف إلى مدارس العلم و يجالس العلماء . . . لحقَّ له التَقْريظُ و الإطراءُ ! فكيف بمن أرخَتْ سِتْرها ، و لم تُبارِحْ خِدْرَها !! فيحقٌّ أنْ تَفْتَخرَ بها رَبّاتُ الخُمُرِ و الحِجال ، على لابِسى العمائم من الرجال ، و تُباهى بمن لم تُفارقْ خَمْسُها ـ و هى خُماسيّة ـ الأَقلامَ و المزابرَ ، و لم تُجالسْ إلّا الكتبَ و الدفاتر ، صَرَفَتْ فى إنشاء العلوم ثمينَ أوقاتِها ، إذا صَرَفْنَهُ فى اللعب باللُعبة أترابُها ولِداتُها . ولكنّها ـ وفّقها اللّه ـ لم تذكر السَنَدَ الذى تَمُتّ به إلى الثِقات الأَثْبات ، من سَدَنَة علوم الائمّة الهُداة ، و الأسانيدُ إذا لم تُعرض على أهلها لا يعرفُ صحيحُها من معتلّها من

  • نام منبع :
    سهم زنان در نشر حديث
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 41588
صفحه از 276
پرینت  ارسال به