4 / 4
رِسالَتُهُ إلَى كِسرى مَلِكِ إيرانَ
  ۸۴.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَبدَاللّهِ بنَ حُذافَةَ السَّهميِّ ـ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ ـ إلى كِسرى يَدعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا . 
 قالَ عَبدُ اللّهِ : فَدَفَعتُ إلَيهِ كتابَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقُرِئَ عَلَيهِ ، ثُمَّ أخَذَهُ فَمَزَّقَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذلِكَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : اللَّهُمَّ مَزِّق مُلكَهُ ! 
 وكَتَبَ كِسرى إلى باذانَ عامِلِهِ عَلى اليَمَنِ أنِ ابعَث مِن عِندِكَ رَجُلَينِ جَلدَينِ إلى هذا الرَّجُلِ الَّذي بِالحِجازِ فَليَأتِياني بِخَبَرِهِ . 
 فَبَعَثَ باذانُ قَهرمانَهُ ورَجُلاً آخَرَ وكَتَبَ مَعَهُما كِتابا . فَقَدِما المَدينَةَ فدَفَعا كِتابَ باذانَ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ، فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ودَعاهُما إلَى الإسلامِ وفَرائِصُهُما تَرعُدُ ، وقالَ : ارجِعا عَنِّي يَومَكُما هذا حَتَّى تَأتِياني الغَدَ فَأُخبِرَكُما بِما أُريدُ ، فَجاءاهُ مِنَ الغَدِ ، فَقالَ لَهُما : أبلِغا صاحِبَكُما أنَّ رَبِّي قَد قَتَلَ رَبَّهُ كِسرى في هذهِ اللَّيلَةِ لِسَبعِ ساعاتٍ مَضَت مِنها ؛ وهِيَ لَيلةُ الثَّلاثاءِ لِعَشرِ لَيالٍ مَضَينَ مِن جُمادَى الأُولى سَنَةَ سَبعٍ ؛ وأ نَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى سَلَّطَ عَلَيهِ ابنَهُ شِيرَوَيهَ فَقَتلَهُ ؛ فَرَجَعا إلى باذانَ بِذلِكَ فَأسلَمَ هُوَ وَالأبناءُ الَّذينَ بِاليَمَنِ . ۱
                         
                        
                            1.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۵۹ ، تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۶۵۵ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، تاريخ دمشق : ج ۲۷ ص ۳۵۷ كلاهما نحوه .