رسالت جهانى محمّد صلى الله عليه و آله - صفحه 6

4 / 3

رِسالتُهُ إلَى مَلكِ الرّومِ

۸۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فيما كَتَبَ إلى مَلِكِ الرُّومِ ـ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِن مُحَمَّدٍ عَبدِ اللّهِ ورَسولِهِ إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، وسَلامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى . أ مَّا بَعدُ ، فَإنِّي أدعوكَ بِدِعايَةِ الإسلامِ ، أسلِم تَسلَم ، وأسلِم يُؤتِكَ اللّهُ أجرَكَ مَرَّتَينِ ، فَإن تَوَلَّيتَ فَعَلَيكَ إثمُ الأريسيِّينَ . ۱ ويا «يَـأَهْلَ الْكِتَـبِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآءِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْـا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ»۲ . ۳

۸۲.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله دِحيَةَ بنَ خَليفَةَ الكَلبيَّ ـ وهُوَ أحَدُ السِّتَّةِ ـ إلى قَيصَرَ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا وأمَرَهُ أن يَدفَعَهُ إلى عَظيمِ بُصرى لِيَدفَعَهُ إلى قَيصَرَ ، فَدَفَعَهُ عَظيمُ بُصرى إلَيهِ وهُو يَومَئِذٍ بِحِمصَ ، وقَيصَرُ يَومَئِذٍ ماشٍ في نَذرٍ كانَ عَلَيهِ : إن ظَهَرتِ الرُّومُ عَلى فارِسَ أن يَمشِيَ حافِيا مِن قُسطَنطينيَّةَ إلى إيلياءَ .
فَقَرَأ الكِتابَ وأذَّنَ لِعُظَماءِ الرُّومِ في دَسكَرَةٍ لَهُ بِحِمصَ ، فَقَالَ : يا مَعشَرَ الرُّومِ ، هَل لَكُم فِي الفَلاحِ وَالرُّشدِ ، وأن يَثبُتَ لَكُم مُلكُكُم وتَتَّبِعونَ ما قالَ عيسَى بنُ مَريَمَ ؟ قالَتِ الرُّومُ: وما ذاكَ أيُّهَا المَلِكُ ؟ قالَ : تَتَّبِعونَ هذا النَّبِيَّ العَرَبِيَّ .
قالَ : فَحاصُوا حَيصَةَ حُمُرِ الوَحشِ وتَناحَزوا ورَفَعوا الصَّليبَ . فَلَمّا رأى هِرَقلُ ذلِكَ مِنهُم يَئِسَ مِن إسلامِهِم وخافَهُم عَلى نَفسِهِ ومُلكِهِ ، فَسَكَّنَهُم ثُمَّ قالَ : إنَّما قُلتُ لَكُم ما قُلتُ أختَبِرُكُم لِأنظُرَ كَيفَ صَلابَتُكُم في دِينِكُم ، فَقَد رأيتُ مِنكُمُ الَّذي أُحِبُّ . فَسَجَدوا لَهُ . ۴

1.قال المجلسيّ رحمه الله : قوله : «إثم الأريسيّين» هكذا أورده جلّ الرواة، وروي «اليريسين» وروي «الأريسين» ... معناه : أنّ عليك إثم رعاياك ممّن صددته عن الإسلام (كما في بحار الأنوار) .

2.آل عمران : ۶۴ .

3.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۰۷۶ ح ۲۷۸۲ ، صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۳۹۶ ح ۷۴ ، سنن أبي داوود : ج ۴ ص ۳۳۵ ح ۵۱۳۶ كلّها عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ۴ ص ۳۸۴ ح ۱۱۰۳۵ ؛ بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۳۸۶ ح ۸ نقلاً عن الكاذروني في المنتقى عن محمّد بن إسحاق .

4.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۵۹ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ۵ ص ۲۶۵ ح ۸۸۴۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۵۶۳ ح ۲۳۷۰ ، السنن الكبرى : ج ۹ ص ۲۹۹ ح ۱۸۶۰۷ والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس نحوه .

صفحه از 22