مطالعه کتاب خرید کتاب دانلود کتاب
عنوان کتاب : المعلّی بن خنیس (شهادته و وثاقته و مسنده)
پديدآورنده : حسین ساعدی
محل نشر : قم
ناشر : دارالحدیث
نوبت چاپ : اول
تاریخ انتشار : 1387
تعداد صفحه : 260
قطع : وزیری
زبان : عربی
جستجو در Lib.ir

المعلّی بن خنیس (شهادته و وثاقته و مسنده)

معلی بن خنیس از جمله شخصیت های روایی است که برخی او را توثیق و برخی تضعیف کرده اند. ریشه یابی نقدهای مثبت و منفی رجالیان درباره او.

ارزیابی راویان احادیث نقش مهمی در تصحیح و تضعیف روایات دارد. در بسیاری موارد راهی برای ارزیابی حدیث، جز از راه ارزیابی راویان وجود ندارد. معلی بن خنیس از جمله شخصیت های روایی است که برخی او را توثیق و برخی تضعیف کرده اند. ریشه یابی نقدهای مثبت و منفی رجالیان درباره او، از ضرورت های مباحث رجالی بوده که در این کتاب به آن پرداخته شده است. کتاب حاضر، پژوهش مستقلی است که به بررسی شخصیت روایی و روایات رسیده از معلی بن خنیس می پردازد. همچنین سیزده روایت خاص رسیده از وی، بررسی دقیق حدیثی شده است.

تصدير

الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة على محمّد وأهل بيته الطّاهرين .

عند النظر في مدى صحّة الأحاديث ، يحتل البحث في سندها جانبا مهما من هذا الموضوع ، ففي حالات كثيرة ليس ثمة طريق آخر للتأكّد من صحّة انتساب الكثير من الأحاديث إلى الشريعة إلاّ عن هذا الطريق .

ومن الطبيعي أنّ هذا النوع من البحث يتطلب التنقيب بشأن الرواة فردا فردا ، ويمكن أيضا الكشف عن مدى إمكانية الوثوق بالحديث المنقول من خلال جرح وتعديل كلّ واحد منهم .

وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أنّ هنالك اتفاق في الآراء حول جرح وتعديل قسم كبير من الرواة ، إلاّ أنّ آراء علماء الرجال تتضارب حول عدد آخر منهم ، وهذه المشكلة غير مستعصية طبعا ؛ وذلك لأنّ هناك قواعد لحل ما يقع من اختلافات في جرح وتعديل الرواة ، ويتسنى حل أكثر الحالات التي تحصل فيها مشكلة في تقييم مدى ثقة الراوي من خلال تطبيق هذه القواعد ، ورغم كل ذلك بقيت شخصيات بعض الرواة موضع جدل ونزاع محتدم طيلة تاريخ رجال الشيعة .

وفي ضوء ذلك ، قرر مركز البحوث في دار الحديث توجيه قسم من بحوثه الرجالية نحو موضوع الرواة الذين بقوا موضع جدل واختلاف ، ومن بين أبرز الرواة الذين كانوا موضع كلام وجدل بين العلماء هو المعلّى بن خنيس ، ولعلّ أهم سبب

يضاعف ضرورة البحث حول شخصيّته هو نقله لبعض الأحاديث الفريدة في موضوعات خاصّة . وهذا ما يجعل لإثبات أو نفي وثاقته الرجالية تأثيرا مباشرا في الأحكام التي تتمخض عن الروايات التي نقلها ، وتؤثّر أيضا في انتصاب مضامينها إلى الشريعة .

وانطلاقا من أهميّة هذه الشخصية الروائية ، فقد ألّف أحد الباحثين الكرام وهو الأخ حسين الساعدي كتابا مكرَّسا حول هذا الراوي ، وقسّم كتابه هذا إلى بابين :

الباب الأوّل : درس حياته وعصره وأوضاعه ، ونقد الأدلّة التي تضعف وثاقته.

الباب الثاني : درس رواياته ، حيث جمع فيه كلّ ما نقله المعلى من روايات.

وهنا نرى لزاما علينا أن نعرب عن جزيل امتناننا للباحث الفاضل حسين الساعدي الذي أخذ على عاتقه مهمة بحث هذا الموضوع ، سائلين الباري تعالى دوام التوفيق له ، وكذلك نعبّر عن فائق الشكر والثناء لكلّ من ساهم في تقويم ونشر هذا الكتاب .

قسم البحوث الرجالية

محمّد كاظم رحمان ستايش

المقدمة

اللّهمَ صلِّ على محمّد كما حمل وحيك وبلّغ رسالاتك، وصلِّ على محمّد كما أحلَّ حلالك وحرّم حرامك وعلّم كتابك، وصلِّ على محمّد كما أقام الصلاة وآتى الزكاة ودعا إلى دينك، وصلِّ على محمّد كما صدّق بوعدك وأشفق من وعيدك، وصلِّ على محمّد كما غفرت به الذنوب وسترت به العيوب وفرَّجت به الكروب، وصلِّ على محمّد كما دفعت به الشقاء وكشفت به الغماء وأجبت به الدعاء ونجّيت به من البلاء، وصلِّ على محمّد كما رحمت به العباد وأحييت به البلاد وقصمت به الجبابرة وأهلكت به الفراعنة، وصلِّ على محمّد كما ضاعفت به الأموال وأحرزت به من الأهوال وكسرت به الأصنام ورحمت به الأنام، وصلِّ على محمّد كما بعثته بخير الأديان وأعززت به الإيمان وتبرت به الأوثان وعظّمت به البيت الحرام، وصلِّ على محمّد وأهل بيته الطاهرين الأخيار وسلّم تسليما .[۱]

كان الإمام الصادق عليه السلام يمثّل أهم مرحلة في التأريخ الفكري الشيعي، إذ أصبح التشيع بفضله على درجة كبيرة من الوضوح والامتداد، واضح المعالم والأفكار والعقيدة والآراء، وكان الإمام يمثّل تلك المرحلة بكل تفاصيلها ودقائقها، مستغلاً الظروف السياسية التي يمر بها العالم الإسلامي المتمثّلة بسقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، فاستقطب قطّاعا كبيرا من الشيعة، واهتم بنشر الحديث وترويجه، وأعطى صورة واضحة عن التشيّع، فتوافدت الوفود عليه من كل حدب وصوب، للانتهال من منبعه الصافي، بعلمه المعروف عن آبائه، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

وكان المعلّى بن خنيس أحد أصحابه المختصين به، راويا عنه، مهتديا بهديه، عارفا بحقه، مدافعا عنه، حتى لقى ربّه شهيدا سنة ۱۳۱ق بأيدي العباسيين .

وفي بحثنا هذا نسعى لفهم دور «المعلّى» السياسي والعلمي، والفكري ، أما السياسي ـ أبان قيام الدولة العباسية حيث إن الإمام الصادق عليه السلام انصرف لنشر الحديث والمعارف الاسلامية، والاهتمام ببناء القاعدة الفكرية والمرتكزات العلمية في الحياة الإسلامية، وتجنب العمل السياسي ـ فكان مشاركا في نشر الحديث وروايته، وداعيا إلى الخط الفكري الصحيح المتمثل بالإمام الصادق عليه السلام، وإلى جنب هذا خاض صراعا فكريا لمواجهة التيارات الفكرية التي ظهرت في عصره، فقد واجه الغلاة، كما حاجج الزيدية، ووقف موقفا رافضا للحكم العباسي الذي استغل التناقضات في اتجاهات الثوار ضد الدولة الأموية، حيث كان الثوار خليطا من القبائل اليمنية التي ثارت بدافع العصبية القبلية، والموالي بدافع الشعوبية، والشيعة الزيدية استمرارا لثورة زيد وتأسيس اتجاه فكري جيد يستمد الحماس الثوري من ثورة زيد وشهادته . تلك الأحوال تستدعي بحثا دقيقا لتداخل القضايا السياسية والقومية الشعوبية والقبلية والفكرية، وقد تلتقي تلك الاتجاهات والأفكار عند قاسم مشترك لتفرز مبررات فكرية ورؤى ثقافية لمواصلة المسيرة بمحتوى ثقافي آخر . وهذا ما حصل عند سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية التي حاولت أن توفق بين اتجاهات الثوار وبطرح جديد وأفكار توفيقية أُخرى .

فكان المعلّى بن خنيس قد عاصر تلك الثورة وهذه الإفرازات، ولم يكن خارج ساحة الصراع والمنافسة، وكان ذا دور بارز ومؤثر أربك الدولة العباسية الحديثة العهد بالحكم، فكان أول شهيد من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام على أيديهم .

وأمّا دوره العلمي ، فقد كان حافظا للحديث، راويا له وقد صنّف كتابا فيه .

وأمّا الفكري فقد خاض سجالاً فكريا وعقائديا لتصحيح المسار الفكري الذي اضطربت قواعده عند بعض الشيعة، فواجهه الزيدية مستدلاً على عدم صحة اعتقادهم بأنّ محمّد بن عبداللّه بن الحسن إمامٌ ؛ لأنّه ليس لديه شيء من علامة الإمامة وإرث النبوّة، وأنّ الإمام الصادق عليه السلامهو الإمام المفترض الطاعة، فكان يؤكد على ضرورة معرفة الإمام وطاعته واتباع هديه .

وبالرغم ممّا يلحظ من اتباع المعلّى بن خنيس للإمام ـ حسب الروايات الكثيرة الصحيحة الاعتقاد ـ وصحبته الظاهرة للإمام الصادق عليه السلام وشهادته، نرى أنّه قد تعرّض للتجريح والتضعيف من قبل بعض العلماء .

ولمّا كان علم الجرح والتعديل مسؤولية شرعية وإنسانية لها آثارها في الأحكام الشرعية، فنحن نسعى في هذا البحث إلى استقراء الروايات المروية عن «المعلّى» والنصوص وأقوال العلماء في مدحه أو ذمه، وتصنيفها ودراستها دراسة دقيقة مسؤولة، لنصل إلى حقيقة علمية، وهذا هو هدفنا .

ولن نقصد في بحثنا هذا الدفاع عن «المعلّى» أو جعله رمزا استشهاديا واعيا، وإنّما ندرس ونبحث حياة المعلّى وشهادته وأقوال العلماء فيه ورواياته، كما وجدناها في المصادر الأولية مع دراستها وتحليلها والنظر في محتوياتها بما يقتضيه البحث والتحقيق .

وقد نواجه في قضية ما شيئا من الإحراج؛ لأنّها أصبحت عادة متعلقة بالمشاعر والشعور الوطني، إلا وهي روايات فضائل النيروز وأعماله، حيث إنَّ النيروز عيد وطني وقومي في إيران يحتفل فيه الشعب الإيراني، ولكن الذي نحن في صدده هو بحث القضية في إطارها العلمي في إثبات أو نفي تلك الروايات عن المعلّى بن خنيس عن الإمام الصادق عليه السلام، وهل يصبح عيد النيروز عيدا إسلاميا على ضوء تلك

الروايات أم عيدا وطنيا وقوميا ليس للإسلام فيه أثر، وأنّ تلك الروايات من موضوعات الفرس لغرض إعطاء نوع من القدسية الإسلامية لأيامهم! هذا ما نريد بحثه ودراسته في كتابنا .

منهج البحث :

المنهج المتّبع في هذه الدراسة هو المنهج التكاملي، بمعنى إتباع أكثر من منهج في البحث، فقد نتبع المنهج المقارن في جمع النصوص وتنسيقها ومقابلة الأحداث والآراء بعضها مع البعض، لكشف محتوياتها، وأخذ النتائج الراجحة بعد الدراسة والمقارنة .

ونطّبق المنهج النقلي الذي يعتمد على توثيق إسناد النص، اعتمادا على علم الرجال في الجرح والتعديل، والتحقيق من سلامة النص من التحريف أو التضعيف أو الزيادة أو النقص، وفهم مدلول النص في الرجوع إلى مداليل النصوص والروايات وفق الظهور اللغوي والعرفي .

ويغطي منهج المحدثين جميع فصول الدراسة، ولا يخفى على ذوي الاختصاص أن المنهج النقلي يلتقي ويتداخل مع منهج المحدثين في أكثر من مجال، ويتميز منهج المحدثين عنه بالاهتمام بعلم الجرح والتعديل، ودراسة أحوال الرواة وطبقاتهم، والتحرّي عن الروايات المتعلّقة بالموضوع، وحل التعارض والتنافي إن وجد فيها، والالتزام العالي بالمسؤولية العلمية والشرعية في بحثهم ودراستهم .

كما اعتمدتُ في هذا البحث على المصادر الأولية والمجاميع الحديثية من كتب الحديث، كالكتب الأربعة ومؤلفات الصدوق والمفيد والطوسي، وكتب المحدّثين والرواة كالصفّار في البصائر، والبرقي في المحاسن، والقمّي والعياشي في تفسيريهما، وأصحاب المجاميع الحديثية، كالمجلسي والفيض الكاشاني والبحراني والحويزي والحرّ العاملي والطبرسي النوري وغيرهم، فقد قمت بعملية استقرائية لكل روايات «المعلّى» في تلك الكتب وتصنيفها .

واستندت في البحث الرجالي إلى الأُصول الرجالية الخمسة، وأصحاب الآراء والمصنّفات في علم الرجال، كالمجلسي والوحيد البهبهاني والأعرجي الكاظمي والسيّد الخوئي والمحقّق التستري وغيرهم، عند دراسة حال «المعلى»، وكذلك النصوص المنقولة في وصفه بالضعف أو الوثاقة، وتابعت تلك النصوص وتحقيقات العلماء في فهمها وكشف دلائلها وأسانيد روايات «المعلّى» لأجل التحقيق من صحة أو ضعف الروايات عنه .

كما اعتمدتُ على كتب التأريخ في بعض الموارد، وعلى المصنّفات في الملل والنحل في دراسة بعض النصوص .

خطة البحث :

نظمت البحث في بابين وخاتمة .

الباب الأول : وفيه ثلاثة فصول :

الفصل الأول : درستُ فيه حياة «المعلّى» اسمه ولقبه وعلاقته بالإمام الصادق عليه السلام، والحياة السياسية في عصره من سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وظهور التيارات الشيعية، ودوره وموقفه من مظاهر عصره حتى شهادته، وموقف الإمام الصادق عليه السلام من قتلته .

الفصل الثاني : خصصته للكلام في ضعفه أو أقوال مَن ضعّفه مع دراسة مستندهم في التضعيف، ونقد أدلتهم نقدا علميا تأريخيا، مع الاستعانة بما رواه «المعلّى» عن مخالفته لما استدلوا به ، كما درست الروايات في ذمه سندا ودلالةً، وما روي عنه من روايات في العقيدة والأحكام التي قد يستفاد منها فساد عقيدته ومسلكه فيها .

الفصل الثالث : خصصته للبحث عن وثاقة «المعلّى»، واستقراء ما جاء فيه من روايات عن الإمام الصادق عليه السلام في مدحه في حياته وبعد شهادته، ومناقشة أسانيدها ودراسة معطياتها، ثُمَّ حاولت استقراء أقوال العلماء فيه، ومَن وَثَقه من القدماء والمتأخرين والمعاصرين .

الباب الثاني : وفيه ثلاثة فصول :

الفصل الأول : خصصته لمعرفة كتابه والطرق والمؤدية إليه ودراستها، وانتشار رواياته في كتب الحديث عند القدماء والمجاميع الحديثية عند المتأخرين، ثُمَّ رسمت مشجّرا وافيا للطرق إلى رواياته على ضوء ما جاء في أسانيد الرواة عنه .

الفصل الثاني : خصصته لمسند «المعلّى» مع دراسة سند كل رواية جاءت فيه، وتصنيف الروايات وفقا لأبواب الحديث في المجاميع الحديثية .

الفصل الثالث : بحثت فيه ما انفرد عن «المعلّى بن خُنَيس» من روايات، ودرستها سندا ودلالةً، واثبت وضعها عن «المعلّى» .

الخاتمة : سجلت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في هذه الدراسة .

* * *

وأخيرا أسأل اللّه عز و جل أن يجعل عملي هذا لوجهه خالصا، وأن يعصمني من الزلل والخطأ، وأن يوفّقني لخدمة الإسلام وتراث أهل البيت عليهم السلام فهو سبحانه الموفّق ومنه نستمد العون على كل خير .

سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وأنّ الأئمّة أُمناء على دينه وهداة إلى سبيله، وأستغفر اللّه وأتوب إليه .

حسين الساعدي

۱۵ / شعبان / ۱۴۲۲

۲۰ / مهر / ۱۳۸۲

قم المقدَّسة


[۱]مصباح المتهجّد ، ص ۳۹۹ (في أعمال الجمعة) .