بُخل - صفحه 106

۲۱۸.مجمع البيانـ فِي الآيَةِ السّابِقَةِ أيضا ـ :قيلَ نَزَلَت في ثَعلَبَةَ بنِ حاطِبٍ وكانَ مِنَ الأَنصارِ ، فَقالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : اُدعُ اللّهَ أن يَرزُقَني مالاً ، فَقالَ : يا ثَعلَبَةُ قَليلٌ تُؤَدّي شُكرَهُ خَيرٌ مِن كَثيرٍ لا تُطيقُهُ ، أما لَكَ في رَسولِ اللّهِ اُسوَةٌ حَسَنَةٌ ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَو أرَدتُ أن تَسيرَ الجِبالُ مَعي ذَهَبا وفِضَّةً لَسارَت .
ثُمَّ أتاهُ بَعدَ ذلِكَ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ادعُ اللّهَ أن يَرزُقَني مالاً ، وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَئِن رَزَقَنِيَ اللّهُ مالاً لَاُعطِيَنَّ كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : اللّهُمَّ ارزُق ثَعلَبَةَ مالاً ، قالَ : فَاتَّخَذَ غَنَما فَنَمَت كَما يَنمُو الدّودُ ، فَضاقَت عَلَيهِ المَدينَةُ فَتَنَحّى عَنها فَنَزَلَ وادِيا مِن أودِيَتِها ، ثُمَّ كَثُرَت نُمُوّا حَتّى تَباعَدَ عَنِ المَدينَةِ ، فَاشتَغَلَ بِذلِكَ عَنِ الجُمُعَةِ وَالجَماعَةِ ، وبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَيهِ المُصَدِّقَ لِيَأخُذَ الصَّدَقَةَ فَأَبى وبَخِلَ ، وقالَ : ما هذِهِ إلّا اُختُ الجِزيَةِ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا وَيحَ ۱ ثَعلَبَةَ ، يا وَيحَ ثَعلَبَةَ ، وأنزَلَ اللّهُ الآياتِ ، عَن أبي اُمامَةَ الباهِلِيِّ ورُوِيَ ذلِكَ مَرفوعا .
وقيلَ : إنَّ ثَعلَبَةَ أتى مَجلِسا مِنَ الأَنصارِ فَأَشهَدَهُم ، فَقالَ : لَئِن آتانِيَ اللّهُ مِن فَضلِهِ تَصَدَّقتُ مِنهُ وآتَيتُ كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ ، ووَصَلتُ مِنهُ القَرابَةَ ، فَابتَلاهُ اللّهُ فَماتَ ابنُ عَمٍّ لَهُ فَوَرِثَهُ مالاً ولَم يَفِ بِما قالَ فَنَزَلَت عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وسَعيدِ بنِ جُبَيرٍ وقَتادَةَ .
وقيلَ : نَزَلَت في ثَعلَبَةَ بنِ حاطِبٍ ومُعَتِّبِ بنِ قُشَيرٍ وهُما مِن بَني عَمرِو بنِ عَوفٍ ، قالا : لَئِن رَزَقَنَا اللّهُ مالاً لَنَصَّدَّقَنَّ ، فَلَمّا رَزَقَهُمَا اللّهُ المالَ بَخِلا بِهِ ، عَنِ الحَسَنِ ومُجاهِدٍ .
وقيلَ : نَزَلَت في رِجالٍ مِنَ المُنافِقينَ : نَبتَلِ بنِ الحارِثِ وجَدِّ بنِ قَيسٍ وثَعلَبَةَ بنِ حاطِبٍ ومُعَتِّبِ بنِ قُشَيرٍ ، عَنِ الضَّحّاكِ .
وقيلَ : نَزَلَت في حاطِبِ بنِ أبي بَلتَعَةَ ، كانَ لَهُ مالٌ بِالشّامِ فَأَبطَأَ عَلَيهِ وجَهَدَ لِذلِكَ جَهدا شَديدا فَحَلَفَ لَئِن آتاهُ اللّهُ ذلِكَ المالَ لَيَصَّدَّقَنَّ ، فَآتاهُ اللّهُ تَعالى ذلِكَ فَلَم يَفعَل ، عَنِ الكَلبِيِّ . ۲

راجع : ص 368 (البخل و الشحّ / الفصل الثالث : مبادئ البخل / الكفر والنفاق) .

1.وَيحٌ : كلمة رحمة ، وويل كلمة عذاب (الصحاح : ج ۱ ص ۴۱۷ «ويح») .

2.مجمع البيان : ج ۵ ص ۸۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۰ ؛ تفسير الطبري : ج ۶ الجزء ۱۰ ص ۱۸۹ ، تفسير ابن كثير : ج ۴ ص ۱۲۴ كلاهما نحوه .

صفحه از 157