بُخل - صفحه 22

۲۵.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ـ بَعَثَ إلى رَجُلٍ بِخَمسَةِ أوساقٍ مِن تَمرِ البُغَيبِغَةِ ۱ ، وكانَ الرَّجُلُ مِمَّن يَرجو نَوافِلَهُ ويُؤَمِّلُ نائِلَهُ ورِفدَهُ ، وكانَ لا يَسأَلُ عَلِيّا عليه السلام ولا غَيرَهُ شَيئا ، فَقالَ رَجُلٌ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : وَاللّهِ ما سَأَلَكَ فُلانٌ ، ولَقَد كانَ يُجزِئُهُ مِنَ الخَمسَةِ الأَوساقِ وَسقٌ ۲ واحِدٌ .
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : لا كَثَّرَ اللّهُ فِي المُؤمِنينَ ضَربَكَ ۳ اُعطي أنَا وتَبخَلُ أنتَ ، للّهِِ أنتَ! إذا أنَا لَم اُعطِ الَّذي يَرجوني إلّا مِن بَعدِ المَسأَلَةِ ، ثُمَّ اُعطيهِ بَعدَ المَسأَلَةِ ، فَلَم اُعطِهِ ثَمَنَ ما أخَذتُ مِنهُ ، وذلِكَ لِأَنّي عَرَّضتُهُ أن يَبذُلَ لي وَجهَهُ الَّذي يُعَفِّرُهُ فِي التُّرابِ لِرَبّي ورَبِّهِ عِندَ تَعَبُّدِهِ لَهُ وطَلَبِ حَوائِجِهِ إلَيهِ ، فَمَن فَعَلَ هذا بِأَخيهِ المُسلِمِ ـ وقَد عَرَفَ أنَّهُ مَوضِعٌ لِصِلَتِهِ ومَعروفِهِ ـ فَلَم يَصدُقِ اللّهَ عز و جل في دُعائِهِ لَهُ ، حَيثُ يَتَمَنّى لَهُ الجَنَّةَ بِلِسانِهِ ويَبخَلُ عَلَيهِ بِالحُطامِ مِن مالِهِ ، وذلِكَ أنَّ العَبدَ قَد يَقولُ في دُعائِهِ : اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ . فَإِذا دَعا لَهُم بِالمَغفِرَةِ فَقَد طَلَب لَهُمُ الجَنَّةَ ، فَما أنصَفَ مَن فَعَلَ هذا بِالقَولِ ، ولَم يُحَقِّقهُ بِالفِعلِ . ۴

ج ـ البُخلُ عَلَى النَّفسِ

۲۶.المستدرك على الصحيحين عن جابر :خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في بَعضِ مَغازيهِ ، فَخَرَجَ رَجُلٌ في ثَوبَينِ مُنخَرِقَينِ يُريدُ أن يَسوقَ بِالإِبِلِ .
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما لَهُ ثَوبانِ غَيرَ هذا ؟ قيلَ : إنَّ في عَيبَتِهِ ۵ ثَوبَينِ جَديدَينِ .
قالَ : اِيتوني بِعَيبَتِهِ ، فَفَتَحَها فَإِذا فيها ثَوبانِ .
فَقالَ لِلرَّجُلِ : خُذ هذَينِ فَالبَسهُما وألقِ المُنخَرِقَينِ ، فَفَعَلَ ، ثُمَّ ساقَ بِالإِبِلِ ، فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في أثَرِهِ كَالمُتَعَجِّبِ مِن بُخلِهِ عَلى نَفسِهِ بِالثَّوبَينِ . ۶

1.البغيبغة : عين ماء كانت للإمام عليّ عليه السلام (معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۶۹) .

2.الوَسقُ : سِتّون صاعا ، وقيل : هو حمل بعير (الصحاح : ج ۴ ص ۱۵۶۶ «وسق») .

3.الضُرَباءُ : الأمثال والنظراء (النهاية : ج ۳ ص ۸۰ «ضرب») .

4.الكافي : ج ۴ ص ۲۲ ح ۱ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۷۱ ح ۱۷۶۲ كلاهما عن مسعدة بن صدقة ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۳۶ ح ۱۲ .

5.العَيبَةُ : ما يجعل فيه الثياب (الصحاح : ج ۱ ص ۱۹۰ «عيب») .

6.المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۲۰۳ ح ۷۳۶۹ .

صفحه از 157