دانش و حكمت - صفحه 2

۱۷.الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ ، فَاطلُبوا العِلمَ في مَظانِّهِ ۱ ، وَاقتَبِسوهُ مِن أهلِهِ ؛ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ للَّهِ‏ِ حَسَنَةٌ ، وطَلَبَهُ عِبادَةٌ ، وَالمُذاكَرَةَ فيهِ تَسبيحٌ ، وَالعَمَلَ بِهِ جِهادٌ ، وتَعليمَهُ مَن لا يَعلَمُهُ صَدَقَةٌ ، وبَذلَهُ لِأهلِهِ قُربَةٌ إلَى اللَّهِ تَعالى ؛ لِأنَّهُ مَعالِمُ الحَلالِ والحَرامِ ، وَمنارُ سُبُلِ الجَنَّةِ ، وَالمُؤنِسُ فِي الوَحشَةِ ، وَالصّاحِبُ فِي الغُربَةِ وَالوَحدَةِ ، والمُحَدِّثُ فِي الخَلوَةِ ، وَالدَّليلُ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، وَالسِّلاحُ عَلَى الأَعداءِ ، وَالزَّينُ عِندَ الأخِلّاءِ .
يَرفَعُ اللَّهُ بِهِ أقواماً ؛ فَيَجعَلُهُم فِي الخَيرِ قادَةً تُقتَبَسُ آثارُهُم ، ويُهتَدى‏ بِفِعالِهِم ، ويُنتَهى‏ إلى آرائِهِم . تَرغَبُ المَلائِكَةُ في خُلَّتِهِم ، وبِأَجنِحَتِها تَمَسُّهُم ، وفي صَلاتِها تُبارِكُ عَلَيهِم . يَستَغفِرُ لَهُم كُلُّ رَطبٍ ويابِسٍ ؛ حَتّى حيتانُ البَحرِ وهَوامُّهُ ، وسِباعُ البَرِّ وأنعامُهُ .
إنَّ العِلمَ حَياةُ القُلوبِ مِنَ الجَهلِ ، وضياءُ الأَبصارِ مِنَ الظُّلمَةِ ، وقُوَّةُ الأَبدانِ مِنَ الضَّعفِ ، يَبلُغُ بِالعَبدِ مَنازِلَ الأَخيارِ ، ومَجالِسَ الأَبرارِ ، وَالدَّرَجاتِ العُلى فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . اَلذِّكرُ فيهِ يَعدِلُ بِالصّيامِ ، ومُدارَسَتُهُ بِالقيامِ . بِهِ يُطاعُ الرَّبُّ ويُعبَدُ ، وبِهِ توصَلُ الأَرحامُ ، ويُعرَفُ الحَلالُ مِنَ الحَرامِ .
اَلعِلمُ إمامُ العَمَلِ وَالعَمَلُ تابِعُهُ ؛ يُلهَمُ بِهِ السُّعَداءُ ، ويُحرَمُهُ الأَشقياءُ ، فَطوبى لِمَن لَم يَحرِمهُ اللَّهُ مِنهُ حَظَّهُ!۲

1.المَظانُّ : جمع مَظِنّة ؛ وهي موضعُ الشي‏ء ومَعدِنُه (النهاية : ج ۳ ص ۱۶۴ «ظنن») .

2.الأمالي للطوسي : ص ۴۸۸ ح ۱۰۶۹ عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، الخصال : ص ۵۲۲ ح ۱۲ عن الإمام عليّ عليه السلام ، مجمع البيان : ج ۲ ص ۷۱۷ عن أنس عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۷۱ ح ۲۴ ؛ جامع بيان العلم : ج‏۱ ص‏۵۴ ، تفسير الفخر الرازي : ج‏۲ ص‏۲۰۷ نحوه وليس فيه ذيله من «العلم إمام العمل» وكلاهما عن معاذ بن جبل عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .

صفحه از 17