وداع با ماه مبارک رمضان - صفحه 3

۳۲۴.الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَتَ آخِرُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَقُل :
اللّهُمَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وقَد تَصَرَّمَ ، وأعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ يا رَبِّ ، أن يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذِهِ أو يَتَصَرَّمَ شَهرُ رَمَضانَ ، ولَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُريدُ أن تُعَذِّبَني بِهِ يَومَ ألقاكَ . ۱

۳۲۵.عنه عليه السلام :مَن وَدَّعَ شَهرَ رَمَضانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ وقالَ :
اللّهُمَّ لاتَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِيامي لِشَهرِ رَمَضانَ ، وأعوذُ بِكَ أن يَطلُعَ فَجرُ هذِهِ اللَّيلَةِ إلاّ وقَد غَفَرتَ لي .
غَفَرَ اللّهُ تَعالى لَهُ قَبلَ أن يُصبِحَ ورَزَقَهُ الإِنابَةَ إلَيهِ . ۲

1 / 3

سيرةُ الإمامِ زَينِ العابدينَ في آخَرِ لَيلَةٍ مِنهُ

۳۲۶.الإمام الصادق عليه السلام :كانَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ لا يَضرِبُ
عَبدا لَهُ ولا أمَةً ، وكانَ إذا أذنَبَ العَبدُ وَالأَمَةُ يَكتُبُ عِندَهُ أذنَبَ فُلانٌ ، أذنَبَت فُلانَةُ يَومَ كَذا وكَذا ، ولَم يُعاقِبهُ فَيَجتَمِعُ عَلَيهِمُ الأَدَبُ ، حَتّى إذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ دَعاهُم وجَمَعَهُم حَولَهُ ، ثُمَّ أظهَرَ الكِتابَ ثُمَّ قَالَ : «يا فُلانُ ، فَعَلتَ كَذا وكَذا ولَم اُؤَدِّبكَ أتَذكُرُ ذلِكَ؟»
فَيَقولُ : بَلى ، يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، حَتّى يَأتِيَ عَلى آخِرِهِم ويُقَرِّرَهُم جَميعا .
ثُمَّ يَقومُ وَسَطَهُم ويَقولُ لَهُم : «اِرفَعوا أصواتَكُم وقولوا : يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، إنَّ رَبَّكَ قَد أحصى عَلَيكَ كُلَّ ما عَمِلتَ ، كَما أحصَيتَ عَلَينا كُلَّ ما عَمِلنا ، وَلَدَيهِ كِتابٌ يَنطِقُ عَلَيكَ بِالحَقِّ ، لا يُغادِرُ صَغيرَةً ولا كَبيرَةً مِمّا أتَيتَ إلاّ أحصاها ، وتَجِدُ كُلَّ ما عَمِلتَ لَدَيهِ حاضِرا ، كَما وَجَدنا كُلَّ ما عَمِلنا لَدَيك حاضِرا ، فَاعفُ وَاصفَح كَما تَرجو مِنَ المَليكِ العَفوَ ، وكَما تُحِبُّ أن يَعفُوَ المَليكُ عَنكَ ، فَاعفُ عَنّا تَجِدهُ عَفُوّا ، وبِكَ رَحيما ، ولَكَ غَفورا ، ولا يَظلِمُ رَبُّك أحَدا ، كَما لَدَيكَ كِتابٌ يَنطِقُ عَلَينا بِالحَقِّ ، لا يُغادِرُ صَغيرَةً ولا كَبيرَةً مِمّا أتَيناها إلاّ أحصاها . فَاذكُر يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، ذُلَّ مَقامِكَ بَينَ يَدَي رَبِّكَ الحَكَمِ العَدلِ الَّذي لا يَظلِمُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ ، ويَأتي بِها يَومَ القِيامَةِ ، وكَفى بِاللّهِ حَسيبا وشَهيدا ، فَاعفُ وَاصفَح يَعفو ۳ عَنكَ المَليكُ ويَصفَحُ ؛ فَإِنَّهُ يَقولُ : « وَ لْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ »۴» .
قالَ : وهُوَ يُنادي بِذلِكَ عَلى نَفسِهِ ويُلَقِّنُهُم ، وهُم يُنادون مَعَهُ ، وهُوَ واقِفٌ بَينَهُم يَبكي ويَنوحُ ، ويَقولُ :
«رَبِّ إنَّكَ أمَرتَنا أن نَعفُوَ عَمَّن ظَلَمَنا ، فَقَد ظَلَمنا أنفُسَنا ، فَنَحنُ قَد عَفَونا عَمَّن ظَلَمَنا كَما أمَرتَ ، فَاعفُ عَنّا فَإِنَّكَ أولى بِذلِكَ مِنّا ومِنَ المَأمورينَ ، وأَمَرتَنا أن لا نَرُدَّ سائِلاً عَن أبوابِنا ، وقَد أتَيناكَ سُؤّالاً ومَساكينَ ، وقَد أنَخنا بِفِنائِكَ وبِبابِكَ ، نَطلُبُ نائِلَكَ ومَعروفَكَ وعَطاءَكَ ، فَامنُن بِذلِكَ عَلَينا ، ولا تُخَيِّبنا فَإِنَّكَ أولى بِذلِكَ مِنّا ومِنَ المَأمورينَ . إلهي كَرُمتَ فَأَكرِمني ؛ إذ كُنتُ مِن سُؤّالِكَ ، وجُدتَ بِالمَعروفِ فَاخلِطني بِأَهلِ نَوالِكَ يا كَريمُ» .
ثُمُّ يُقبِلُ عَلَيهِم ويَقولُ : «قَد عَفَوتُ عَنكُم ، فَهَل عَفَوتُم عَنّي ومِمّا كانَ مِنّي إلَيكُم مِن سوءِ مَلَكَةٍ؟ فَإِنّي مَليكُ سوءٍ ، لَئِيمٌ ظالِمٌ ، مَملوكٌ لِمَليكٍ كَريمٍ جَوادٍ عادِلٍ مُحسِنٍ مُتَفَضِّلٍ» ، فَيَقولونَ : قَد عَفَونا عَنكَ يا سَيِّدَنا وما أسَأتَ!
فَيَقولُ لَهُم : «قولوا : اللّهُمَّ اعفُ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ كَما عَفا عَنّا ، وأعتِقهُ مِنَ النّارِ كَما أعتَقَ رِقابَنا مِنَ الرِّقِّ» ، فَيَقولونَ ذلِكَ ، فَيَقولُ : «اللّهُمَّ آمينَ يا رَبَّ العالَمين ، اِذهَبوا فَقَد عَفَوتُ عَنكُم ، وأعتَقتُ رِقابَكُم رَجاءً لِلعَفوِ عَنّي وعِتقِ رَقَبَتي» ، فَيُعتِقُهُم . فَإِذا كانَ يَومُ الفِطرِ أجازَهُم بِجَوائِزَ تَصونُهُم وتُغنيهِم عَمّا في أيدِي النّاسِ ... . ۵

1.الكافي : ج ۴ ص ۱۶۴ ح ۵ .

2.الإقبال : ج ۱ ص ۴۳۶ ، بحارالأنوار : ج ۹۸ ص ۱۸۱ ح ۲ .

3.كذا في المصدر ، والقياس : يَعفُ .

4.النور : ۲۲ .

5.الإقبال : ج ۱ ص ۴۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۸۶ .

صفحه از 27