فصاحت و بلاغت امام - صفحه 5

۵۵۸۸.الإمامة والسياسةـ في ذِكرِ قُدومِ ابنِ أبي مِحجَنٍ عَلى مُعاوِيَةَ ـ: قالَ مُعاوِيَةُ : فَوَاللّهِ لَو أنَّ ألسُنَ النّاسِ جُمِعَت فَجُعِلَت لِسانا واحِدا لَكَفاها لِسانُ عَلِيٍّ . ۱

۵۵۸۹.مُروج الذَّهَبـ في ذِكرِ لُمَعٍ مِن كَلامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: وَالَّذي حَفِظَ النّاسُ عَنهُ مِن خُطَبِهِ في سائِرِ مَقاماتِهِ أربَعُمِئَةِ خُطبَةٍ ونَيِّفٌ وثَمانونَ خُطبَةً يورِدُها عَلَى البَديهَةِ ، وتَداوَلَ النّاسُ ذلِكَ عَنهُ قَولاً وعَمَلاً . ۲

۵۵۹۰.نَثر الدُّرّ عن محمّد ابن الحنفيّةـ في وَصفِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: كانَ إذا تَكَلَّمَ بَذَّ ۳ ، وإذا كَلَمَ ۴ حَذَّ ۵ وهذا مِثلُ قَولِ غَيرِهِ : كانَ عَلِيٌّ إذا تَكَلَّمَ فَصَلَ وإذا ضَرَبَ قَتَلَ . ۶

۵۵۹۱.الشّريف الرَّضِيّ في مُقدَّمة نهج البلاغة :... وسَأَلوني [جَماعَةٌ مِنَ الأَصدِقاءِ وِالإِخوانِ ]عِندَ ذلِكَ [أي بَعدَ تَأليفِ كِتابِ خَصائِصِ الأَئِمَّةِ] أن أبتَدِئَ بِتَأليفِ كِتابٍ يَحتَوي عَلى مُختارِ كَلامِ مَولانا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في جَميعِ فُنونِهِ ، ومُتَشَعِّباتِ غُصونِهِ : مِن خُطَبٍ وكُتُبٍ ومَواعِظَ وأدَبٍ ، عِلما أنَّ ذلِكَ يَتَضَمَّنُ عَجائِبَ البَلاغَةِ ، وغَرائِبَ الفَصاحَةِ ، وجَواهِرَ العَرَبِيَّةِ ، وثَواقِبَ الكَلِمِ الدّينِيَّةِ وَالدُّنيَوِيَّةِ ، ما لا يوجَدُ مُجتَمِعا في كَلامٍ ، ولا مَجموعَ الأَطرافِ في كِتابٍ .
إذ كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام مَشرَعَ الفَصاحَةِ ومَورِدَها ، ومَنشَأَ البَلاغَةِ ومَولِدَها ، ومِنهُ عليه السلام ظَهَرَ مَكنونُها ، وعَنهُ اُخِذَت قَوانينُها ، وعَلى أمثِلَتِهِ حَذا كُلُّ قائِلٍ خَطيبٍ ، وبِكَلامِهِ استَعانَ كُلُّ واعِظٍ بَليغٍ ، ومَعَ ذلِكَ فَقَد سَبَقَ وقَصَّروا ، وقَد تَقَدَّمَ وتَأَخَّروا ؛ لِأَنَّ كَلامَهُ عليه السلام الكَلامُ الَّذي عَلَيهِ مَسحَةٌ مِنَ العِلمِ الإِلهِيِّ ، وفيهِ عَبَقَةٌ مِنَ الكَلامِ النَّبَوِيِّ .
فَأَجبَتُهُم إلَى الِابتِداءِ بِذلِكَ ، عالِما بِما فيهِ مِن عَظيمِ النَّفعِ ومَنشورِ الذِّكرِ ، ومَذخورِ الأَجرِ ، وَاعتَمَدتُ بِهِ أن اُبَيِّنَ عَن عَظيمِ قَدرِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في هذِهِ الفَضيلَةِ ، مُضافَةً إلَى المَحاسِنِ الدَّثرَةِ ، وَالفَضائِلِ الجَمَّةِ ، وأ نَّهُ عليه السلام انفَرَدَ بِبُلوغِ غايَتِها عَن جَميعِ السَّلَفِ الأَوَّلينَ ، الَّذينَ إنَّما يُؤثَرُ عَنهُم مِنهَا القَليلُ النّادِرُ ، وَالشّاذُ الشّارِدُ .
فَأَمّا كَلامُهُ فَهُوَ البَحرُ الَّذي لا يُساجَل ، وَالجَمُّ الَّذي لا يُحافَلُ . وأرَدتُ أن يَسوغَ لِيَ التَّمَثُّلُ فِي الاِفتِخارِ بِهِ عليه السلام بِقَولِ الفَرَزدَقِ :

اُولئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم
إذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ۷

وقالَ في ذَيل قَولِهِ عليه السلام : «قيمَةُ كُلِّ امرِىً ما يُحسِنُهُ» ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتي لا تُصابُ لَها قيمَةٌ ، ولا توزَنُ بِها حِكمَةٌ ، ولا تُقرَنُ إلَيها كَلِمَةٌ . ۸
وقالَ في ذَيلِ قَولِهِ عليه السلام : «فَإِنَّ الغايَةَ أمامَكُم ، وإنَّ وَراءَكُمُ السّاعَةَ تَحدوكُم . تَخَفَّفوا تَلحَقوا ، فَإِنَّما يُنتَظَرُ بِأَوَّلِكُم آخِرُكُم» ، أقولُ : إنَّ هذَا الكَلامَ لو وُزِنَ ، بَعدَ كَلامِ اللّهِ سُبحانَهُ وبَعدَ كَلامِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، بِكُلِّ كَلامٍ لَمالَ بِهِ راجِحا ، وبَرَّزَ عَلَيهِ سابِقا . فَأَمّا قَولُهُ عليه السلام : «تَخَفَّفوا تَلحَقوا» فَما سُمِعُ كَلامٌ أقَلَّ مِنهُ مَسموعا ولا أكثَرُ مِنهُ مَحصولاً ، وما أبعَدَ غَورَها مِن كَلِمَةٍ ! وأنقَعَ ۹ نُطفَتَها ۱۰ مِن حِكمَةٍ ! وقَد نَبَّهنا في كِتابِ الخَصائِصِ عَلى عِظَمِ قَدرِها وشَرَفِ جَوهَرِها . ۱۱
وقالَ في ذَيلِ الخُطبَةِ السّادِسَة عَشَرَةَ : إنَّ في هذَا الكَلامِ الأَدنى مِن مَواقِعِ الإِحسانِ ما لا تَبلُغُهُ مَواقِعَ الاِستِحسانِ ، وإنَّ حَظَّ العَجَبِ مِنهُ أكثَرُ مِن حَظِّ العَجَبِ بِهِ ! وفيهِ ـ مَعَ الحالِ الَّتي وَصَفنا ـ زَوائِدُ مِنَ الفَصاحَةِ لا يَقومُ بِها لِسانٌ ولا يَطَّلِعُ فَجَّها إنسانٌ ، ولا يَعرِفُ ما أقولُ إلّا مَن ضَرَبَ في هذِهِ الصَّناعَةِ بِحَقٍّ ، وجَرى فيها عَلى عِرقٍ «وَ مَا يَعْقِلُهَآ إِلَا الْعَــلِمُونَ»۱۲ .

1.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۱۳۴ ؛ شرح الأخبار : ج ۲ ص ۹۹ وفيه «ولو لم يكن للاُمّة إلّا لسان عليّ لكفاها» .

2.مروج الذهب : ج ۲ ص ۴۳۱ .

3.بَذَّ القومَ يَبذُّهم بَذّا : سبقهم وغلبهم (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۷۷ «بذذ») .

4.الكلم : الجرح (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۹ «كلم») .

5.الحَذّ ، القطع المستأصل (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۸۲ «حذذ») .

6.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۴۰۷ .

7.نهج البلاغة : مقدّمة الشريف الرضي .

8.نهج البلاغة : الحكمة ۸۱ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۸۲ ح ۷۷ .

9.ماء ناقع ونقيع : ناجع يقطع العطشَ ويُذهبه ويسكّنه (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۴۸۸ «نقع») .

10.النطفة : الماء الصافي (لسان العرب : ج ۹ ص ۳۳۵ «نطف») .

11.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱ وراجع خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۱۱۲ .

12.العنكبوت : ۴۳ .

صفحه از 28