زمين شناسى و هواشناسى - صفحه 3

۵۶۱۸.عنه عليه السلام :فَطَرَ الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ، ونَشَرَ الرِّياحَ بِرَحمَتِهِ، ووَتَّدَ بِالصُّخورِ مَيَدانَ أرضِهِ ۱ . ۲

9 / 2

تَسييرُ سُحبِ الأَمطارِ إلى أعالِي الجِبالِ ۳

۵۶۱۹.الإمام عليّ عليه السلام :وفَسَحَ بَينَ الجَوِّ وبَينَها ، وأعَدَّ الهَواءَ مُتَنَسَّماً لِساكِنِها ، وأخرَجَ إلَيها أهلَها عَلى تَمامِ مَرافِقِها ، ثُمَّ لَم يَدَع جُرُزِ ۴ الأَرضِ الَّتي تَقصُرُ مِياهُ العُيونِ عَن رَوابيها ، ولا تَجِدُ جَداوِلُ الأَنهارِ ذَريعَةً إلى بُلوغِها ، حَتّى أنشَأَ لَها ناشِئَةَ سَحابٍ تُحيي مَواتَها وتَستَخرِجُ نَباتَها . ألَّفَ غَمامَها بَعدَ افتِراقِ لُمَعِهِ وتَبايُنِ قَزَعِهِ ، حَتّى إذا تَمَخَّضَت لُجَّةُ المُزنِ فيهِ ، وَالتَمَعَ بَرقُهُ في كُفَفِهِ ۵ ، ولَم يَنَم وَميضُهُ في كَنَهوَرِ رَبابِهِ ومُتَراكِمِ سَحابِهِ ، أرسَلَهُ سَحّاً مُتَدارِكاً ، قَد أسَفَّ هَيدَبُهُ ، تَمريهِ الجَنوبُ دِرَرَ أهاضيبِهِ ودَفَعَ شَآبيبِهِ ، فَلَمّا ألقَتِ السَّحابُ بَركَ بِوانَيها ، وبَعاعَ مَا استَقَلَّت بِهِ مِنَ العِب ءِ المَحمولِ عَلَيها أخرَجَ بِهِ مِن هَوامِدِ الأَرضِ النَّباتَ ، ومِن زُعرِ الجِبالِ الأَعشابَ ، فَهِيَ تَبهَجُ بِزينَةِ رِياضِها ، وتَزدَهي بِما اُلبِسَتهُ مِن رَيطِ أزاهيرِها ، وحِليَةِ ما سُمِطَت بِهِ مِن ناضِرِ أنوارِها ، وجَعَلَ ذلِكَ بَلاغاً لِلأَنامِ ورِزقاً لِلأَنعامِ ، وخَرَقَ الفِجاجَ في آفاقِها وأقامَ المَنارَ لِلسّالِكينَ عَلى جَوادِّ طُرُقِها . ۶

1.يؤكّد الإمام عليه السلام على أنّ اللّه سبحانه حين خلق الجبال في الأرض ، جعل لكلّ جبل منها جذرا في الأرض هو الوتد ، ولهذا الوتد وظيفتان : الاُولى : أنّه يحفظ الجبل من التهافت والانزلاق ، كما حدث لجبل السلط قرب عمان ، الذي انزلق من مكانه وسار ، والثانية : أنّ الوتد المغروس في أديم الأرض يمسك طبقات الأرض نفسها ، بعضها ببعض ، فيمنعها من الاضطراب والمَيَدان ، تماما كما نفعل عندما نمسك الصفائح المعدنيّة ببعضها عن طريق غرس مسامير قويّة فيها . هذه وظيفة الجبال بالنسبة لاستقرار الأرض ، أمّا وظيفتها بالنسبة لاستقرار حياة الإنسان فوجود الجبال على الأرض يحافظ على التربة والصخور الموجودة على سطح الأرض من الزوال والانتقال ، ويحفظها من تأثير الرياح العاصفة بها ، فيتسنّى بذلك إقامة حياة إنسانيّة رتيبة في الجبال والسهول والوديان ولو كان سطح الأرض مستويا بدون جبال لكان عرضة للتغيّر (تصنيف نهج البلاغة : ص ۷۸۳) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۷۳ ح ۱۱۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۳۰۰ ح ۷ و ج ۴ ص ۲۴۷ ح ۵ .

3.يبيّن الإمام عليّ عليه السلام في الخطبة ۹۱ نعمة من نِعَم اللّه على عباده ، تتّصل بتحريك الجوّ وما فيه من هواء ورياح وغيوم . ففي تقدير اللّه تعالى أ نّه أجرى في السهول أنهارا ليشرب منها الناس والدوابّ والنبات ، أمّا المناطق العالية في الجبال فلم يتركها بدون ماء وحياة ، بل سيّر لها نصيبها من الماء عن طريق حركة الرياح التي تنشأ عن اختلاف الحرارة بين سطح البحر وسطح الجبل ، فإذا تبخّر ماء البحر علا في الجوّ لخفّته ، وانحدر من الجبل هواء بارد يملأ فراغه ، فتحدث بذلك دورة للرياح ، تحمل بموجبها سحب الأمطار إلى أعالي الجبال ، فإذا وصلت إلى هنالك فوجئت ببرودة جوّ الجبال ، فتكاثفت وانعقدت أمطارا ، تجري على رؤوس الجبال ، مشيعة الحياة والخصب والنضارة والرزق للنبات والأنعام والأنام (تصنيف نهج البلاغة : ص ۷۸۵) .

4.الجرز: الأرض التي لا نبات بها ولا ماء (النهاية: ج۱ ص۲۶۰ «جرز»).

5.كُفَّة كلِّ شيء بالضم : طُرّته وحاشيَتُه (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۱ «كفف») .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۱۲ ح ۹۰ .

صفحه از 6