۴۷.تحف العقول : رُوِيَ أنَّ المَأمونَ بَعَثَ الفَضلَ بنَ سَهلٍ ذَا الرِّياسَتَينِ إلَى الرِّضا عليه السلام ، فَقالَ لَهُ : إنّي اُحِبُّ أن تَجمَعَ لي مِنَ الحَلالِ وَالحَرامِ وَالفَرائِضِ وَالسُّنَنِ ؛ فَإِنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلى خَلقِهِ ومَعدِنُ العِلمِ .
فَدَعا الرِّضا عليه السلام بِدَواةٍ وقِرطاسٍ ، وقالَ عليه السلام لِلفَضلِ : اُكتُب :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . حَسبُنا شَهادَةُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، أحَداً صَمَداً ، لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً ، قَيّوماً ، سَميعاً بَصيراً قَويّاً ، قائِماً باقياً ، نوراً ، عالِماً لا يَجهَلُ ، قادِراً لا يَعجَزُ ، غَنيّاً لا يَحتاجُ ، عَدلاً لا يَجورُ ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، لا شِبهَ لَهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ ولا كُفوَ .
وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، وأمينُهُ وصَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ ، سَيِّدُ المُرسَلينَ ، وخاتَمُ النَّبيّينَ ، وأفضَلُ العالَمينَ ، لا نَبيَّ بَعدَهُ ، ولا تَبديلَ لِمِلَّتِهِ ولا تَغييرَ . وأنَّ جَميعَ ما جاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله أنَّهُ هُوَ الحَقُّ المُبينُ ، نُصَدِّقُ بِهِ وبِجَميعِ مَن مَضى قَبلَهُ مِن رُسُلِ اللَّهِ وأنبيائِهِ وحُجَجِهِ . ونُصَدِّقُ بِكِتابِهِ الصّادِقِ «لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»۱ ، وأنَّهُ كِتابُهُ المُهَيمِنُ عَلَى الكُتُبِ كُلِّها ، وأنَّهُ حَقٌّ ن فاتِحَتِهِ إلى خاتِمَتِهِ ، نُؤمِنُ بِمُحكَمِهِ ومُتَشابِهِهِ ، وخاصِّهِ وعامِّهِ ، ووَعدِهِ ووَعيدِهِ ، وناسِخِهِ ومَنسوخِهِ وأخبارِهِ ، لا يَقدِرُ واحِدٌ مِنَ الَمخلوقينَ أن يَأتيَ بِمِثلِهِ .
وأنَّ الدَّليلَ وَالحُجَّةَ مِن بَعدِهِ عَلَى المُؤمِنينَ ، وَالقائِمَ بِاُمورِ المُسلِمينَ ، وَالنّاطِقَ عَنِ القُرآنِ ، وَالعالِمَ بِأَحكامِهِ : أخوهُ وخَليفَتُهُ ووَصِيُّهُ ، وَالَّذي كانَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسي ؛ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، أميرُ المُؤمِنينَ ، وإمامُ المُتَّقينَ ، وقائِدُ الغُرِّ الُمحَجَّلينَ ، يَعسوبُ المُؤمِنينَ ، وأفضَلُ الوَصِيّينَ بَعدَ النَّبِيّينَ .
وبَعدَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما السلام ، واحِداً بَعدَ واحِدٍ إلى يَومِنا هَذا ؛ عِترَةُ الرَّسولِ ، وأعلَمُهُم بِالكِتابِ وَالسُّنَّةِ ، وأعدَلُهُم بِالقَضِيَّةِ ، وأولاهُم بِالإِمامَةِ في كُلِّ عَصرٍ وزَمانٍ ، وأنَّهُمُ العُروَةُ الوُثقى ، وأئِمَّةُ الهُدى ، وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، حَتّى يَرِثَ اللَّهُ الأَرضَ ومَن عَلَيها وهُوَ خَيرُ الوارِثينَ . وأنَّ كُلَّ مَن خالَفَهُم ضالٌّ مُضِلٌّ ، تارِكٌ لِلحَقِّ وَالهُدى . وأنَّهُمُ المُعَبِّرونَ عَنِ القُرآنِ ، النّاطِقونَ عَنِ الرَّسولِ بِالبَيانِ ، مَن ماتَ لا يَعرِفُهُم ولا يَتَوَلّاهُم بِأَسمائِهِم وأسماءِ آبائِهِم ماتَ ميتَةً جاهِليَّةً .۲
1.فصّلت : ۴۲ .
2.تحف العقول : ص ۴۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۶۰ ح ۲ .