۱۷۷.عنه صلى الله عليه و آله :مَن قَضى نَهمَتَهُ فِي الدُّنيا حيلَ بَينَهُ وبَينَ شَهوَتِهِ فِي الآخِرَةِ ، ومَن مَدَّ عَينَهُ إلى زينَةِ المُترَفينَ كانَ مَهيناً في مَلَكوتِ السَّماءِ . ۱
۱۷۸.عنه صلى الله عليه و آله :يَابنَ مَسعودٍ ، سَيَأتي مِن بَعدي أقوامٌ يَأكُلونَ طَيِّباتِ الطَّعامِ وألوانَها ، ويَركَبونَ الدَّوابَّ ، ويَتَزَيَّنونَ بِزينَةِ المَرأَةِ لِزَوجِها ، ويَتَبَرَّجونَ تَبَرُّجَ النِّساءِ ، وزِيُّهُم مِثلُ زِيِّ المُلوكِ الجَبابِرَةِ ، هُم مُنافِقو هذِهِ الاُمَّةِ في آخِرِ الزَّمانِ ، شارِبُو القَهَواتِ ، لاعِبونَ بِالكِعابِ ، راكِبُو الشَّهَواتِ ، تارِكُو الجَماعاتِ ، راقِدونَ عَنِ العَتَماتِ ، مُفَرِّطونَ فِي الغَدَواتِ ؛ يَقولُ اللّهُ تَعالى : «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَ اتَّبَعُواْ الشَّهَوَ تِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا» . ۲
يَابنَ مَسعودٍ ، مَثَلُهُم مَثَلُ الدِّفلى ؛ زَهرَتُها حَسَنَةٌ وطَعمُها مُرٌّ ، كَلامُهُمُ الحِكمَةُ ، وأعمالُهُم داءٌ لا تَقبَلُ الدَّواءَ ؛ «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ» . ۳
يَابنَ مَسعودٍ ، ما يَنفَعُ مَن يَتَنَعَّمُ فِي الدُّنيا إذا اُخلِدَ فِي النّارِ ؟! «يَعْلَمُونَ ظَـهِرًا مِّنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ عَنِ الْأَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ» . ۴ يَبنونَ الدُّورَ ، ويُشَيِّدونَ القُصورَ ، ويُزَخرِفونَ المَساجِدَ ، لَيسَت هِمَّتُهُم إلَا الدُّنيا ، عاكِفونَ عَلَيها ، مُعتَمِدونَ فيها ، آلِهَتُهُم بُطونُهُم ؛ قالَ اللّهُ تَعالى : «وَ تَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَ إِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ»۵ ، وقالَ اللّهُ تَعالى : «أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ ـ إلى قَولِهِ ـ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» . ۶ وما هُوَ إلّا مُنافِقٌ جَعَلَ دينَهُ هَواهُ ، وإلهَهُ بَطنَهُ ، كُلُّ مَا اشتَهى مِنَ الحَلالِ وَالحَرامِ لَم يَمتَنِع مِنهُ ؛ قالَ اللّهُ تَعالى : «وَ فَرِحُواْ بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا فِى الْأَخِرَةِ إِلَا مَتَـعٌ» . ۷
يَابنَ مَسعودٍ ، مَحاريبُهُم نِساؤُهُم ، وشَرَفُهُمُ الدَّراهِمُ وَالدَّنانيرُ ، وهِمَّتُهُم بُطونُهُم ، اُولئِكَ هُم شَرُّ الأَشرارِ ، الفِتنَةُ مِنهُم وإلَيهِم تَعودُ .
يَابنَ مَسعودٍ ، قَولُ اللّهِ تَعالى : «أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ * مَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ» . ۸
يَابنَ مَسعودٍ ، أجسادُهُم لا تَشبَعُ ، وقُلوبُهُم لا تَخشَعُ .
يَابنَ مَسعودٍ ، الإِسلامُ بَدَأَ غَريبا وسَيَعودُ غَريبا كَما بَدَأَ ، فَطوبى لِلغُرَباءِ ! فَمَن أدرَكَ ذلِكَ الزَّمانَ مِن أعقابِكُم فَلا تُسَلِّموا عَلَيهِم في ناديهِم ، ولا تُشَيِّعوا جَنائِزَهُم ، ولا تَعودوا مَرضاهُم ؛ فَإِنَّهُم يَستَنّونَ بِسُنَّتِكُم ، ويَظهَرونَ بِدَعواكُم ، ويُخالِفونَ أفعالَكُم ؛ فَيَموتونَ عَلى غَيرِ مِلَّتِكُم ، اُولئِكَ لَيسوا مِنّي ولا أنَا مِنهُم . ۹