111
نهج الدّعاء

فَأَرسَلَ إلَيها موسى عليه السلام ، قالَ : هَل تَعلَمينَ أينَ قَبرُ يوسُفَ عليه السلام ؟ قالَت : نَعَم . قالَ : فَدُلّيني عَلَيهِ . قالَت : لا وَاللّهِ حَتّى تُعطِيَني ما أسأَ لُكَ . قالَ : ذاكِ لَكِ ، قالَت : فَإِنّي أسأَ لُكَ أن أكونَ مَعَكَ فِي الدَّرَجَةِ الَّتي تَكونُ فيها فِي الجَنَّةِ .
قالَ : سَلِي الجَنَّةَ ، قالَت : لا وَاللّهِ ، [ إلاّ ] ۱ أن أكونَ مَعَكَ ، فَجَعَلَ موسى يُرادُّها ، فَأَوحَى اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ إلَيهِ : أن أعطِها ذلِكَ ؛ فَإِنَّهُ لا يُنقِصُكَ شَيئا ، فَأَعطاها ودَلَّتهُ عَلَى القَبرِ ، فَأَخرَجَ العِظامَ وجاوَزَ البَحرَ . ۲

۲۷۹.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أوحى إلى موسَى بنِ عِمرانَ عليه السلام أن : أخرِج عِظامَ يوسُفَ عليه السلام مِن مِصرَ ، ووَعَدَهُ طُلوعَ القَمَرِ ، فَأَبطَأَ طُلوعُ القَمَرِ عَلَيهِ ، فَسَأَلَ عَمَّن يَعلَمُ مَوضِعَهُ ، فَقيلَ لَهُ : هاهُنا عَجوزٌ تَعلَمُ عِلمَهُ ، فَبَعَثَ إلَيها ، فَاُتِيَ بِعَجوزٍ مُقعَدَةٍ عَمياءَ .
فَقالَ : تَعرِفينَ قَبرَ يوسُفَ عليه السلام ؟ قالَت : نَعَم . قالَ : فَأَخبِريني بِمَوضِعِهِ ، قالَت : لا أفعَلُ حَتّى تُعطِيَني خِصالاً : تُطلِقَ رِجلَيَّ ، وتُعيدَ إلَيَّ بَصَري ، وتَرُدَّ إلَيَّ شَبابي ، وتَجعَلَني مَعَكَ فِي الجَنَّةِ .
فَكَبُرَ ذلِكَ عَلى موسى ، فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ : إنَّما تُعطي عَلَيَّ فَأَعطِها ما سَأَلَت ، فَفَعَلَ ، فَدَلَّتهُ عَلى قَبرِ يوسُفَ عليه السلام ، فَاستَخرَجَهُ مِن شاطِئِ النَّيلِ في صُندوقٍ مَرمَرٍ ، فَلَمّا أخرَجَهُ طَلَعَ القَمَرُ ، فَحَمَلَهُ إلَى الشّامِ ، فَلِذلِكَ يَحمِلُ أهلُ الكِتابِ مَوتاهُم إلَى الشّامِ . ۳

1.ما بين المعقوفين أثبتناه من كنز العمّال .

2.المعجم الأوسط : ج ۷ ص ۳۷۴ ح ۷۷۶۷ عن حبّة العرني ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۶۱۶ ح ۴۸۹۵؛ الدعوات : ص ۴۰ ح ۱۰۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۲۷ ح ۱۰ ، وراجع المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۶۲۴ ح ۴۰۸۸ ، و مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۳۹۱ ح ۷۲۱۸ و قرب الإسناد : ص ۵۸ ح ۱۸۸ .

3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۱۹۳ ح ۵۹۴ ، الخصال : ص ۲۰۵ ح ۲۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۵۹ ح ۱۸ ، علل الشرائع : ص ۲۹۶ ح ۱ وفي صدرها «احتبس القمر عن بني إسرائيل فأوحى اللّه ...» ، قصص الأنبياء : ص ۱۳۵ ح ۱۳۹ وفي صدره «احتبس المطر عن بني إسرائيل فأوحى اللّه ...» وكلّها عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن الإمام أبي الحسن عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۱۷۱ ح ۳۱ ، وراجع الكافي : ج ۸ ص ۱۵۵ ح ۱۴۴ .


نهج الدّعاء
110

۲۷۷.مسند ابن حنبل عن ربيعة بن كعب :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَلني اُعطِكَ . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أنظِرني أنظُر في أمري . قالَ : فَانظُر في أمرِكَ .
قالَ : فَنَظَرتُ ، فَقُلتُ : إنَّ أمرَ الدُّنيا يَنقَطِعُ ، فَلا أرى شَيئا خَيرا مِن شَيءٍ آخُذُهُ لِنَفسي لآِخِرَتي ! فَدَخَلتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : ما حاجَتُكَ ؟ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، اشفَع لي إلى رَبِّكَ عز و جل فَليُعتِقني مِنَ النّارِ .
فَقالَ : مَن أمَرَكَ بِهذا ؟ فَقُلتُ : لا وَاللّهِ يا رَسولَ اللّهِ ، ما أمَرَني بِهِ أحَدٌ ، ولكِنّي نَظَرتُ في أمري ، فَرَأَيتُ أنَّ الدُّنيا زائِلَةٌ مِن أهلِها ، فَأَحبَبتُ أن آخُذَ لآِخِرَتي .
قالَ : فَأَعِنّي عَلى نَفسِكَ بِكَثرَةِ السُّجودِ . ۱

۲۷۸.الإمام عليّ عليه السلام :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا سُئِلَ شَيئا فَإِذا أرادَ أن يَفعَلَهُ ، قالَ : نَعَم ، وإذا أرادَ أن لا يَفعَلَ سَكَتَ ، وكانَ لا يَقولُ لِشَيءٍ لا .
فَأَتاهُ أعرابِيٌّ فَسَأَلَهُ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله كَهَيئَةِ المُنتَهِرِ : سَل ما شِئتَ يا أعرابِيُّ ، فَغَبَطناهُ ، فَقُلنا : الآنَ يَسأَلُ الجَنَّةَ .
فَقالَ الأَعرابِيُّ : أسأَ لُكَ راحِلَةً ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لَكَ ذاكَ ، ثُمَّ قالَ : سَل ، قالَ : أسأَ لُكَ زادا ، قالَ : ولَكَ ذاكَ ، فَتَعَجَّبنا مِن ذلِكَ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كَم بَينَ مَسأَلَةِ الأَعرابِيِّ وعَجوزِ بَني إسرائيلَ !
ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ موسى عليه السلام لَمّا اُمِرَ أن يَقطَعَ البَحرَ فَانتَهى إلَيهِ ، فَضُرِبَت وُجوهُ الدَّوابِّ ، فَرَجَعَت ، فَقالَ موسى عليه السلام : ما لي يا رَبِّ ؟ قالَ لَهُ : إنَّكَ عِندَ قَبرِ يوسُفَ ، فَاحتَمِل عِظامَهُ مَعَكَ ، وقَدِ استَوَى القَبرُ بِالأَرضِ ، فَجَعَلَ موسى عليه السلام لا يَدري أينَ هُوَ ، قالوا : إن كانَ أحَدٌ مِنكُم يَعلَمُ أينَ هُوَ فَعَجوزُ بَني إسرائيلَ ، لَعَلَّها تَعلَمُ أينَ هُوَ .

1.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۵۷۱ ح ۱۶۵۷۸ .

  • نام منبع :
    نهج الدّعاء
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الافقی، احسان السرخئی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1428ق / 1386 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 151610
صفحه از 787
پرینت  ارسال به