155
نهج الدّعاء

هُوَ اللّهُ أحَدٌ عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِذا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ قَرَأَ آيَةَ الكُرسِيِّ عَشرَ مَرّاتٍ ، وفاتِحَةَ الكِتابِ عَشرا ، وسَبَّحَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ كَبيرَةٍ موبِقَةٍ موجِبَةٍ لِلنّارِ ، واُعطِيَ بِكُلِّ سورَةٍ وتَسبيحَةٍ قَصرا فِي الجَنَّةِ ، وشَفَّعَهُ اللّهُ في مِئَةٍ مِن أهلِ بَيتِهِ ، وشَرَّكَهُ في ثَوابِ الشُّهَداءِ ، وأعطاهُ اللّهُ ما يُعطي صائِمي هذَا الشَّهرِ ، وقائِمي هذِهِ اللَّيلَةِ ، مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن اُجورِهِم شَيئا ، فَأَحيِها يا مُحَمَّدُ ، وَأْمُر اُمَّتَكَ بِإِحيائِها ، وَالتَّقَرُّبِ إلَى اللّهِ تَعالى بِالعَمَلِ فيها ؛ فَإِنَّها لَيلَةٌ شَريفَةٌ .
لَقَد أتَيتُكَ يا مُحَمَّدُ ، وما فِي السَّماءِ مَلَكٌ إلاّ وقَد صَفَّ قَدَمَيهِ في هذِهِ اللَّيلَةِ بَينَ يَدَيِ اللّهِ تَعالى ـ قالَ : ـ فَهُم بَينَ راكِعٍ وقائِمٍ وساجِدٍ ، وداعٍ ومُكَبِّرٍ ومُستَغفِرٍ ومُسَبِّحٍ .
يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ يَطَّلِعُ في هذِهِ اللَّيلَةِ ، فَيَغفِرُ لِكُلِّ مُؤمِنٍ قائِمٍ يُصَلّي ، وقاعِدٍ يُسَبِّحُ ، وراكِعٍ وساجِدٍ وذاكِرٍ ، وهِيَ لَيلَةٌ لا يَدعو فيها داعٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ ، ولا سائِلٌ إلاّ اُعطِيَ ، ولا مُستَغفِرٌ إلاّ غُفِرَ لَهُ ، ولا تائِبٌ إلاّ يَتوبُ عَلَيهِ ، مَن حُرِمَ خَيرَها ـ يا مُحَمَّدُ ـ فَقَد حُرِمَ . ۱

۴۲۸.تاريخ دمشق عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَدعو وهُوَ ساجِدٌ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، يَقولُ : أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عِقابِكَ ، وأعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، جَلَّ وَجهُكَ .
وقالَ : أمَرَني جِبريلُ أن اُرَدِّدَهُنَّ في سُجودي ، فَتَعَلَّمتُهُنَّ وعَلَّمتُهُنَّ . ۲

۴۲۹.مصباح المتهجّد عن زيد بن عليّ :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام يَجمَعُنا جَميعا لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، ثُمَّ يُجَزِّئُ اللَّيلَ أجزاءً ثَلاثَةً ، فَيُصَلّي بِنا جُزءا ، ثُمَّ يَدعو

1.الإقبال : ج ۳ ص ۳۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۴۱۳ ح ۱ .

2.تاريخ دمشق : ج۳۶ ص۱۹۵ ح ۷۲۹۷ و ج ۵۱ ص۷۲ ح۱۰۷۵۶ عن اُبيّ بن كعب نحوه ، كنز العمّال : ج۱۴ ص ۱۷۶ ح ۳۸۲۹۰ ، وراجع شُعَب الإيمان : ج ۳ ص ۳۸۴ ح ۳۸۳۷ ومصباح المتهجّد : ص ۸۴۰ ح ۹۰۳ .


نهج الدّعاء
154

لَيلَةٍ بَعدَ لَيلَةِ القَدرِ ، فيها يَمنَحُ اللّهُ تَعالَى العِبادَ فَضلَهُ ، ويَغفِرُ لَهُم بِمَنِّهِ ، فَاجتَهِدوا فِي القُربَةِ إلَى اللّهِ تَعالى فيها ؛ فَإِنَّها لَيلَةٌ آ لَى اللّهُ عَلى نَفسِهِ أن لا يَرُدَّ سائِلاً لَهُ فيها ، ما لَم يَسأَل مَعصِيَةً ، وإنَّهَا اللَّيلَةُ الَّتي جَعَلَهَا اللّهُ لَنا أهلَ البَيتِ ، بِإِزاءِ ما جَعَلَ لَيلَةَ القَدرِ لِنَبِيِّنا صلى الله عليه و آله .
فَاجتَهِدوا فِي الدُّعاءِ وَالثَّناءِ عَلَى اللّهِ عز و جل ؛ فَإِنَّهُ مَن سَبَّحَ اللّهَ تَعالى فيها مِئَةَ مَرَّةٍ ، وحَمِدَهُ مِئَةَ مَرَّةٍ ، وكَبَّرَهُ مِئَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللّهُ تَعالى لَهُ ما سَلَفَ مِن مَعاصيهِ ، وقَضى لَهُ حَوائِجَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ مَا التَمَسَهُ مِنهُ ، وما عَلِمَ حاجَتَهُ إلَيهِ وإن لَم يَلتَمِسهُ مِنهُ ، كَرَما مِنهُ تَعالى وتَفَضُّلاً عَلى عِبادِهِ . ۱

۴۲۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُنتُ نائِما لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فَأَتاني جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، أتَنامُ في هذِهِ اللَّيلَةِ ؟! فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، وما هذِهِ اللَّيلَةُ ؟ قالَ : هِيَ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، قُم يا مُحَمَّدُ .
فَأَقامَني ثُمَّ ذَهَبَ بي إلَى البَقيعِ ، ثُمَّ قالَ لي : اِرفَع رَأسَكَ ؛ فَإِنَّ هذِهِ لَيلَةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ ، فَيُفتَحُ فيها أبوابُ الرَّحمَةِ ، وبابُ الرِّضوانِ ، وبابُ المَغفِرَةِ ، وبابُ الفَضلِ ، وبابُ التَّوبَةِ، وبابُ النِّعمَةِ ، وبابُ الجودِ ، وبابُ الإِحسانِ ، يُعتِقُ اللّهُ فيها بِعَدَدِ شُعورِ النَّعَمِ وأصوافِها ، ويُثبِتُ اللّهُ فيهَا الآجالَ ، ويَقسِمُ فيهَا الأَرزاقَ مِنَ السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ ، ويُنزِلُ ما يَحدُثُ فِي السَّنَةِ كُلِّها .
يا مُحَمَّدُ ، مَن أحياها بِتَسبيحٍ وتَهليلٍ وتَكبيرٍ ودُعاءٍ وصَلاةٍ وقِراءَةٍ وتَطَوُّعٍ وَاستِغفارٍ كانَتِ الجَنَّةُ لَهُ مَنزِلاً ومَقيلاً ، وغَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ .
يا مُحَمَّدُ ، مَن صَلّى فيها مِئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ مَرَّةً ، وقُل

1.الأمالي للطوسي : ص ۲۹۷ ح ۵۸۳ ، مصباح المتهجّد : ص ۸۳۱ ، الإقبال : ج ۳ ص ۳۱۵ كلّها عن أبي يحيى ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۸۵ ح ۵ .

  • نام منبع :
    نهج الدّعاء
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الافقی، احسان السرخئی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1428ق / 1386 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 151175
صفحه از 787
پرینت  ارسال به