11
مكاتيب الأئمّة ج7

إليه ، وغير ذلك من العلوم كلّها .
قال أحمد بن إسحاق : فلمّا قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام ، وصيّرت كتاب جعفر في درجه ، فخرج الجواب إليّ في ذلك :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
أَتَانِي كِتَابُكَ أَبقَاكَ اللّهُ ، وَالِكتَابُ الَّذِي أَنفَذتَهُ دَرجَهُ ، وَأَحَاطَت مَعرِفَتِي بِجَمِيعِ مَا تَضَمَّنَهُ عَلَى اختِلَافِ أَلفَاظِهِ ، وَتَكَرُّرِ الخَطَأ فِيهِ ، وَلَو تَدَبَّرتَهُ لَوَقَفتَ عَلَى بَعضِ مَا وَقَفتُ عَلَيهِ مِنهُ ، وَالحَمدُ للّهِ رَبِّ العَالَمِينَ حَمدا لَا شَرِيكَ لَهُ عَلَى إِحسَانِهِ إِلَينَا ، وَفَضلِهِ عَلَينَا ، أَبَى اللّهُ عز و جل لِلحَقِّ إِلَا إِتمَاماً ، وَلِلبَاطِلِ إِلَا زُهُوقاً 1 ، وَهُوَ شَاهِدٌ عَلَيَّ بِمَا أَذكُرُهُ ، وَلِيٌّ عَلَيكُم بِمَا أَقُولُهُ إِذَا اجتَمَعنَا لِيَومٍ لَا رَيبَ فِيهِ ، وَيَسأَلُنَا عَمَّا نَحنُ فِيهِ مُختَلِفُونَ ، إِنَّهُ لَم يَجعَل لِصَاحِبِ الكِتَابِ عَلَى المَكتُوبِ إِلَيهِ وَلَا عَلَيكَ وَلَا عَلَى أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ جَمِيعاً إِمَامَةً مُفتَرَضَةً ، وَلَا طَاعَةً وَلَا ذِمَّةً ، وَسَأُبَيِّنُ لَكُم جُملَةً تَكتَفُون بِهَا إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَى .
يَا هَذَا يَرحَمُكَ اللّهُ ، إِنَّ اللّهَ تَعَالَى لَم يَخلُقِ الخَلقَ عَبَثاً ، وَلَا أَهمَلَهُم سُدَىً ، بَل خَلَقَهُم بِقُدرَتِهِ ، وَجَعَلَ لَهُم أَسمَاعا وَأَبصَارا وَقُلُوبا وَأَلبَاباً ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيهِم النَّبِيِّينَ عليهم السلام مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ، يَأمُرُونَهُم بِطَاعَتِهِ وَيَنهَونَهُم عَن مَعصِيَتِهِ ، وَيُعَرِّفُونَهُم مَا جَهِلُوهُ مِن أمرِ خَالِقِهِم وَدِينِهِم ، وَأَنزَلَ عَلَيهِمِ كِتَاباً ، وَبَعَثَ إِلَيهِم مَلَائِكَةً يَأتِينَ بَينَهُم وَبَيَنَ مَن بَعَثَهُم إِلَيهِم بِالفَضلِ الَّذي جَعَلَهُ لَهُم عَلَيهِم ، وَمَا آتَاهُم مِنَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَةِ وَالبَرَاهِينِ البَاهِرَةِ ، وَالآياتِ الغَالِبَةِ .
فَمِنهُم مَن جَعَلَ النَّارَ عَلَيهِ بَرداً وَسَلَاماً وَاتَّخَذَهُ خَلِيلَاً ، وَمِنهُم مَن كَلَّمَهُ تَكلِيماً

1.زَهَقَ الباطِلُ : زالَ وَبَطَل ( المصباح المنير : ص ۲۵۸ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
10

فِي جِسمٍ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، وَأَمَّا الأَئِمَّةُ عليهم السلام فَإِنَّهُم يَسأَلُونَ اللّهَ تَعَالَى فَيَخلُقُ ، وَيَسأَلُونَهُ فَيَرزُقُ ، إِيجَابا لِمَسأَلَتِهِم وَإِعظَاما لِحَقِّهِم . ۱

2

كتابه عليه السلام إلى أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ

في تبيين منزلة الأئمّة وتكذيب عمّه جعفر

0.وبهذا الإسناد ( أي جماعة ) 2 ، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ رضى الله عنه ، عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ ، قال : حدّثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ رحمه الله 3 ، أنّه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أنّ جعفر بن عليّ كتب إليه كتابا يعرّفه فيه نفسه ، ويعلمه أنّه القيّم بعد أخيه 4 ، وأنّ عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج

1.الغيبة للطوسي : ص ۲۹۳ ح ۲۴۸ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۴۵ ح ۳۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۳۲۹ ح ۴ .

2.علي بن أحمد القمّي أو علي بن أحمد بن محمّد بن أبي حبيب المكّنى بأبي الحسن ، روى عن أبي جعفر محمّد بن عثمان رضى الله عنه ، وروى عنه ابن أبي جيد ، ذكره الشيخ في كتاب الغيبة : ( فصل في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في حال الغيبة ) . ولم نجد له ترجمة في كلمات أصحابنا الرجاليين .

3.أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعريّ ، أبو عليّ القميّ : وكان وافد القميّين ، وروى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهماالسلاموكان خاصّة أبي محمّد عليه السلام ( راجع : رجال النجاشي : ج ۱ ص۱۹۶ الرقم ۱۷۲ ، الفهرست : ص ۲۶ الرقم ۶۸ ) عدّه الشيخ من أصحاب الجواد والهادي عليهماالسلام قائلاً : « أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري ، قمّيّ ثقة » ( راجع : رجال الطوسي : ص ۳۷۴ الرقم ۵۵۲۶ وص۳۹۷ الرقم ۵۸۱۷ ) . وعدّه البرقي تارةً في أصحاب الجواد ، وأُخرى من أصحاب العسكريّ عليهماالسلام ، وثالثةً من أصحاب الهادي عليه السلام ، قائلاً : « أحمد بن إسحاق » ( راجع : رجال البرقي : ص ۵۶ و۵۸ ) . وعن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، قال : «حججنا في بعض السنين بعد مضى أبي محمّد عليه السلام ، فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده ، فقلت : إنّ هذا الشيخ ـ وأشرت إلى أحمد بن إسحاق ـ وهو عندنا الثقة المرضيّ ، حدّثنا فيك بكيت وكيت » ( الغيبة للطوسي : ص ۳۵۵ ) ، وكان من السفراء الممدوحين ( الغيبة للطوسي : ص ۴۱۳ ) .

4.في بحار الأنوار : « بعد أبيه » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولي
تعداد بازدید : 46883
صفحه از 238
پرینت  ارسال به