143
مكاتيب الأئمّة ج7

يُقَنِّطَنَا طُولُ غَيبَتِهِ مِن ظُهُورِهِ وَقِيَامِهِ ، وَيَكُونَ يَقِينُنَا فِي ذَلِكَ كَيَقِينِنَا فِي قِيَامِ رَسُولِك صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِن وَحيِكَ وَتَنزِيلِكَ .
قَوِّ قُلُوبَنَا عَلَى الإِيمَانِ بِهِ حَتَّى تَسلُكَ بِنَا عَلَى يَدِهِ مِنهَاجَ الهُدَى ، وَالمَحَجَّةَ العُظمَى ، وَالطَّرِيقَةَ الوُسطَى ، وَقَوِّنَا عَلَى طَاعَتِهِ ، وَثَبِّتنَا عَلَى مُشَايَعَتِهِ ، وَاجعَلنَا فِي حِزبِهِ وَأَعوَانِهِ وَأَنصَارِهِ ، وَالرَّاضِينَ بِفِعلِهِ ، وَلَا تَسلُبنَا ذَلِكَ فِي حَيَاتِنَا وَلَا عِندَ وَفَاتِنَا ، حَتَّى تَتَوَفَّانَا وَنَحنُ عَلَى ذَلِكَ غَيرُ شَاكِّينَ وَلَا نَاكِثِينَ ، وَلَا مُرتَابِينَ وَلَا مُكَذِّبِينَ .
اللَّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُ ، وَأَيِّد هُ بِالنَّصرِ ، وَانصُر نَاصِرِيهِ ، وَاخذُل خَاذِلِيهِ ، وَدَمُّر عَلَى مَن نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ ، وَأَظهِر بِهِ الحَقَّ ، وَأَمِت بِهِ البَاطِلَ ، وَاستَنقِذ بِهِ عِبَادَكَ المُؤمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ ، وَانعَش بِهِ البِلَادَ ، وَاقتُل بِهِ جَبَابِرَةَ الكُفرِ ، وَاقصِم بِهِ رُؤُوسَ الضَّلَالَةِ ، وَذَلِّل بِهِ الجَبَّارِينَ وَالكَافِرِينَ ، وَأَبِر ۱ بِهِ المُنَافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَجَمِيعَ المُخَالِفِينَ وَالمُلحِدِينَ ، فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحرِهَا ، وَسَهلِهَا وَجَبَلِهَا ، حَتَّى لَا تَدَعَ مِنهُم دَيَّاراً ۲ وَلَا تُبقِيَ لَهُم آثَاراً ، وَتُطَهِّرَ مِنهُم بِلَادَكَ ، وَاشفِ مِنهُم صُدُورَ عِبَادِكَ ، وَجَدِّد بِهِ مَا امتَحَى مِن دِينِكَ ، وَأَصلِح بِهِ مَا بُدِّلَ مِن حُكمِكَ ، وَغُيِّرَ مِن سُنَّتِكَ ، حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلَى يَدِهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً ، لَا عِوَجَ فِيهِ وَلَا بِدعَةَ مَعَهُ ، حَتَّى تُطفِئَ بِعَدلِهِ نِيرَانَ الكَافِرِينَ ، فَإِنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ ، وَارتَضَيتَهُ لِنُصرَةِ نَبِيِّكَ ، وَاصطَفَيتَهُ بِعِلمِكَ ، وَعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَبَرَّأتَهُ

1.أبَرَ القَوم : أهلَكَهُم ( القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۶۱ ) .

2.دَيّار : أي ساكِن ( مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۲۱ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
142

صَلَاحُ أَمرِ وَلِيِّكَ ، فِي الإِذنِ لَهُ بِإِظهَارِ أَمرِهِ ، وَكَشفِ سِترِهِ. فَصَبِّرنِي عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعجِيلَ مَا أَخَّرتَ ، وَلَا تَأخِيرَ مَا عَجَّلتَ ، وَلَا أَكشِفَ عَمَّا سَتَرتَهُ ، وَلَا أَبحَثَ عَمَّا كَتَمتَهُ ، وَلَا أُنَازِعَكَ فِي تَدبِيرِكَ ، وَلَا أَقُولَ لِمَ وَكَيفَ ؟ وَمَا بَالُ وَلِيِّ الأَمرِ لَا يَظهَرُ وَقَدِ امتَلأَتِ الأَرضُ مِنَ الجَورِ ؟ وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّهَا إِلَيكَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَن تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمرِكَ ظَاهِراً نَافِذاً لِأَمرِكَ ، مَعَ عِلمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلطَانَ وَالقُدرَةَ ، وَالبُرهَانَ وَالحُجَّةَ ، وَالمَشِيَّةَ وَالإِرَادَةَ ، وَالحَولَ وَالقُوَّةَ ، فَافعَل ذَلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ المُؤمِنِينَ حَتَّى نَنظُرَ إِلَى وَلِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ ظَاهِرَ المَقَالَةِ ، وَاضِحَ الدَّلَالَةِ ، هَادِياً مِنَ الضَّلَالَةِ ، شَافِياً مِنَ الجَهَالَةِ .
أَبرِز يَا رَبِّ مَشَاهِدَهُ ، وَثَبِّت قَوَاعِدَهُ ، وَاجعَلنَا مِمَّن تَقَرُّ عَينُنُا بِرُؤيَتِهِ ، وَأَقِمنَا بِخِدمَتِهِ ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ ، وَاحشُرنَا فِي زُمرَتِهِ .
اللَّهُمَّ أَعِذهُ مِن شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقتَ وَبَرَأتَ وَذَرَأتَ وَأَنشَأتَ وَصَوَّرتَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ ، وَعَن يَمِينِهِ وَعَن شِمَالِهِ ، وَمِن فَوقِهِ وَمِن تَحتِهِ ، بِحِفظِكَ الَّذِي لَا يَضِيعُ مَن حَفِظتَهُ بِهِ ، وَاحفَظ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ .
اللَّهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمُرِهِ ، وَزِد فِي أَجَلِهِ ، وَأَعِنهُ عَلَى مَا أَولَيتَهُ وَاستَرعَيتَهُ ، وَزِد فِي كَرَامَتِكَ لَهُ؛ فَإِنَّهُ الهَادِي وَالمُهتَدِيُّ ، وَالقَائِمُ المَهدِيُّ ، الطَّاهِرُ التَّقِيُّ ، النَّقِيُّ الزَّكِيُّ ، الرَّضِيُّ المَرضِيُّ ، الصَّابِرُ المُجتَهِدُ الشَّكُورُ .
اللَّهُمَّ وَلَا تَسلُبنَا اليَقِينَ لِطُولِ الأَمَدِ فِي غَيبَتِهِ وَانقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنَّا ، وَلَا تُنسِنَا ذِكرَهُ وَانتِظَارَهُ ، وَالإِيمَانَ وَقُوَّةَ اليَقِينِ فِي ظُهُورِهِ ، وَالدُّعَاءَ لَهُ وَالصَّلَاةَ عَلَيهِ ، حَتَّى لَا

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولي
تعداد بازدید : 47829
صفحه از 238
پرینت  ارسال به