167
مكاتيب الأئمّة ج7

أحمد الزجوزجيّ رحمه الله ، وكان لي كالعمّ أو الوالد ، فنزلت عنده ببغداد وشكوت إليه ما أنا فيه من الشرور الواقعة بيني وبين الزوجة وبين الأحمَاء ، فقال لي : تكتب رقعة وتسأل الدعاء فيها . فكتبت رقعة ( و ) ذكرت فيها حالي وما أنا فيه من خصومة القوم لي وامتناعهم من حمل المرأة إلى منزلي ، ومضيت بها أنا وأبو جعفر رحمه اللهإلى محمّد بن عليّ ، وكان في ذلك الواسطة بيننا وبين الحسين بن روح رحمه الله ، وهو إذ ذاك الوكيل ، فدفعناها إليه وسألناه إنفاذها ، فأخذها منّي وتأخّر الجواب عنّي أيّاما ، فلقيته فقلت له : قد ساءني تأخّر الجواب عنّي . فقال ( لي ) : لا يسوؤك ( هذا ) ؛ فإنّه أحبّ ( ليّ ولك ، وأومأ ) إليَّ أنّ الجواب إن قرب كان من جهة الحسين بن روح رحمه الله ، وإن تأخّر كان من جهة الصاحب عليه السلام ، فانصرفت .
فلمّا كان بعد ذلك ـ ولا أحفظ المدّة إلّا أنّها كانت قريبة ـ فوجّه إليّ أبو جعفر الزجوزجيّ رحمه الله يوما من الأيّام ، فصرت إليه ، فأخرج لي فصلاً من رقعة ، وقال لي : هذا جواب رقعتك ، فإن شئت أن تنسخه فانسخه وردّه ، فقرأته فإذا فيه :
وَالزَّوجُ وَالزَّوجَةُ فَأَصلَحَ اللّهُ ذَاتَ بَينِهِمَا .
ونسخت اللفظ ورددت عليه الفصل ، ودخلنا الكوفة فسهّل اللّه لي نقل المرأة بأيسر كلفة ، وأقامت معي سنين كثيرة ورُزقت منّي أولاداً ، وأسأت إليها إساءات ، واستعملت معها كلّ ما لا تصبر النساء عليه ، فما وقعت بيني وبينها لفظة شرّ ولا بين أحدٍ من أهلها ، إلى أن فرّق الزمان بيننا .
قالوا : قال أبو غالب رحمه الله : وكنت قديما قبل هذه الحال قد كتبت رقعة أسأل فيها أن يقبل ضيعتي ۱ ، ولم يكن اعتقادي في ذلك الوقت التقرّب إلى اللّه عز و جل بهذه الحال ، وإنّما كان شهوةً منّي للاختلاط بالنوبختيّين والدخول معهم فيما كانوا ( فيه ) من الدنيا ، فلم أُجَب إلى ذلك ، وألححت في ذلك ، فكتب إليَّ :
أَن اختَر مَن تَثِقُ بِهِ فَاكتُبِ الضَّيعَةَ بِاسمِهِ فَإِنَّكَ تَحتَاجُ إِلَيهَا .

1.الضَيعَةُ : العقار ، والضيعة : الأرض المُغَلُّة ( تاج العروس : ج ۱۱ ص ۳۱۵ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
166

غالب ، في يوم الأحد لخمسٍ خلون من ذي القعدة سنة ستّ وخمسين وثلاثمئة ، قال :كنت تزوّجت باُمّ ولدي ، وهي أوّل امرأة تزوّجتها ، وأنا حينئذٍ حدث السنّ ، وسنّي إذ ذاك دون العشرين سنة ، فدخلت بها في منزل أبيها ، فأقامت في منزل أبيها سنين وأنا أجتهد بهم في أن يحوّلوها إلى منزلي وهم لا يجيبوني إلى ذلك ، فحملت منّي في هذه المدّة وولدت بنتا فعاشت مدّة ثمّ ماتت ، ولم أحضر فيولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ ولدت إلى أن توفّيت ، للشرور الّتي كانت بيني وبينهم ، ثمّ اصطلحنا على أنّهم يحملونها إلى منزلي ، فدخلت إليهم في منزلهم ودافعوني في نقل المرأة إليّ ، وقدّر أن حملت المرأة مع هذه الحال ، ثمّ طالبتهم بنقلها إلى منزلي على ما اتّفقنا عليه ، فامتنعوا من ذلك ، فعاد الشرّ بيننا وانتقلت عنهم ، وولدت وأنا غائب عنها بنتا ، وبقينا على حال الشرّ والمضارمة 1 سنين لا آخذها .
ثمّ دخلت بغداد ، وكان الصاحب بالكوفة في ذلك الوقت أبو جعفر محمّد بن

1.الضِرامُ : اشتعال النار ، وضرمت النار : إذا التهبت ، واستعيرت لشدّة الخلاف ( الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۱ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولي
تعداد بازدید : 54212
صفحه از 238
پرینت  ارسال به